سيتناول وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن ونظيره الإسباني خوسي مانويل ألباريس الأربعاء المقبل عددا من القضايا الثنائية والإقليمية وعلى رأسها التوتر بين المغرب والجزائر وكذلك ملف الصحراء لا سيما في ظل الجولة التي بدأها المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دي ميستورا إلى أطراف النزاع.
وهذا اللقاء الهام الذي سيجري في واشنطن يعد الثاني من نوعه بين الوزيرين علاوة على اتصالات هاتفية متواصلة لمعالجة عدد من القضايا الإقليمية. وتفيد وكالة أوروبا برس بأجندة مكثفة للوزير الإسباني في الولايات المتحدة. وتتضمن تطوير العلاقات الثنائية لا سيما في ظل اكتساب قاعدة روتا العسكرية المشتركة أهمية كبرى بسبب رفع عدد سفن الدرع الصاروخي، ثم قمة الحلف الأطلسي التي ستحتضنها مدريد خلال يونيو المقبل، وتتزامن مع التوتر القائم مع روسيا بسبب الملف الأوكراني الذي يهدد الأمن القومي الأوروبي برمته. علاوة على هذا، تعتبر إسبانيا من المخاطبين لواشنطن في تطورات منطقة أمريكا اللاتينية بحكم العلاقات الاقتصادية والتاريخية القوية بين هذا البلد الأوروبي ودول المنطقة.
وتستحضر الوكالة وجود المغرب الغربي وكذلك نزاع الصحراء في أجندة الزيارة. وكانت مدريد قد طلبت من الإدارة الأمريكية السابقة برئاسة دونالد ترامب التراجع عن الاعتراف بالسيادة المغربية على الصحراء، وعارضت أي توجه أوروبي مماثل. وكان موقف مدريد قد تسبب في الأزمة الحالية مع المغرب وتفاقمت بسبب استقبال إسبانيا لزعيم جبهة البوليساريو إبراهيم غالي.
وتلتقي مدريد حاليا ولكن بشكل نسبي مع واشنطن في ملف الصحراء بعدما عادت الولايات المتحدة إلى التشديد على الحل الأممي لنزاع الصحراء ولكنها أبقت على الاعتراف بسيادة المغرب. وبمناسبة زيارة دي ميستورا، أصدرت الخارجية الأمريكية بيانا يوم الجمعة الماضية جاء فيه “نحن ندعم جهوده لإعادة إطلاق عملية سياسية ذات مصداقية من شأنها أن تؤدي إلى حل سياسي دائم ومقبول للصراع في الصحراء من لدن الطرفين”.
وبدون شك، سيقوم الوزيران بتقييم الجولة الأولى للمبعوث الأممي سيتفان دي ميستورا إلى أطراف النزاع التي بدأها الخميس الماضي بزيارة المغرب ثم انتقل السبت إلى مخيمات تندوف ولاحقا إلى موريتانيا والجزائر خاصة وأن لويس ألباريس سبق له أن التقى المبعوث الأممي الشهر الماضي وبحث معه التطورات.
وسيعالج الوزيران تطور التوتر بين المغرب والجزائر خلال الشهور الأخيرة إلى مستوى الحديث عن شبح حرب بين البلدين بعد قطع العلاقات بينهما منذ غشت الماضي. وتنظر مدريد إلى واشنطن كدولة فاعلة في إرساء الهدوء بين البلدين بعد إحجام فرنسا وباقي الدول الأوروبية لعب دور في الانفراج بين الرباط والجزائر بل لم تعد الدول الأوروبية متخوفة من وقوع حرب في حدودها الجنوبية. وتعتقد مدريد أن واشنطن هي المؤهلة حاليا لفرض حوار على الجزائر والمغرب بسبب العلاقة الجيدة التي تجمعها بالبلدين.
الشروق نيوز 24 / متابعة..