ناشط حقوقي وخبير دولي …
بعد أن تفاجئ العالم بمفاجئة لم تكن في الحسبان لیعدو لها العدة، إلا وهي إنتشار فیروس كورونا في أغلب مناطق العالم، بغض النظر هل هو سلاح بیولوجي ؟؟ ، أم أن الامر یتعلق فقط بفیروس من خلیة الفیروسات المألوفة والمعهودة ؟؟ ، لكن هذا الفیروس جاء بممیزات لم یأت بها أي فیروس فتاك من قبل، ومن ممیزاته الدیموقراطیة، حیث سوى بین مختلف التركیبات البشریة، ولا یغض الطرف لا على الوزیر، ولا على المیسور، ولا على الأمیر، ولا على الفقیر، فهذا درس لقنه للعالم بإحترافیة، وبمنهجیة محكمة، وفهم الكل الدرس.
لكن رغم مجیئه مفاجئا إلا أن بعض الدول نجحت في محاصرته بتكلفة أقل، رغم إنتشاره بوثیرة سریعة ورغم إصابة أعداد تقدر بالآلاف، لكن بكل إحترافیة، وعزیمة وأخد قرارات سیادیة دون تدخل الغیر إستطاعت أغلب الدول السیطرة على هذا المخلوق، ورغم حصده أرواحا تقدر أیضا بالألآف، إما إذا تعلق الأمر بالأنظمة الفاشلة، وبإمكانیات هزیلة، وبقرارات تبعیة….
فرغم محاصرته إلا أن التاریخ یسجل ویدون، فإذا بقینا مكفوفین الأیادي حتى أمرت لنا فرنسا لنلبس الكمامة للترامواي كإجراء تحسیسي فهذا یمكن أن نقول علیه بأن النظام المغربي جاء بمستعمر تخصصه إستعمار الافكار، تركنا المجال للدول الأوربیة لتنتج أفكارها ونجسدها في أرضنا، وأغلقنا المجال أمام المغاربة وقمنا بتجویعهم وتفقیرهم لیبقى العقل یفكر فقط في القوت الیومي، إذن النظام المغربي فاشل تماما أمام كوفید 19 ویتجلى ذلك في :
أولا: المساعدات المتقدمة للمتضررین من صندوف كورونا، فإذا كان المغرب یتعامل بالمركزیة الإداریة فمن مساوئها كثرة العمل والضغط علیها ویصعب أن تكون هناك تكافئ الفرص، فهذا ما وقع لأغلب الأسر المغربیة التي تضررت بالحجر الصحي وبحالة الطوارئ بدون قوت یومي، أما إذا كان النظام المغربي یتعامل باللاتمركز الإداري فمن یتحمل مسؤولیة عدم إستفادة أغلب الأسرة في الصندوق المخصص لذلك، وفي المقابل هناك عائلات میسورة وإستفادت-رغم قلة المبلغ- رغم أنها غیر متضررة و تتوفر على اموال طائلة، هنا نستنتج نتیجتین مهمتین: النتیجة الاولى: فشل النظام المغربي بكل تلاوینه من إحصاء الأسر الفقیرة والمحتاجة والمتضررة من الجائحة.
النتیجة الثانیة : أزمة في القیم: ویتجلى ذلك في تسجیلنا لعدة أسر میسورة وإستفادت، رغم أن قواعد الأخلاق والإنسانیة وخاصة المجتمع الإسلامي یتنافى مع ذلك، وهذا راجع إلى ما تقدمه البرامج التعلیمة الفاشلة في المغرب، أو هذا نتاج المنظومة التعلیمیة، ویجب إعادة النظر فیها.
ثانیا : أموال طائلة جدا نفقت في التعلیم عن بعد ، وهذا إجراء صرفت علیه أموال طائلة على أساس أن تستمر الدراسة بشكل طبیعي وكأن شیئا لم یقع، لكن دون إجراء معادلة حسابیة ونقول: بأن متابعة التعلیم عن بعد یستلزم توفیر صبیب من الإنترنیت و لوحة إلكترونیة أو هاتف ذكي……، لكن هذه العملیة غائبة تماما، ونسینا بأن هناك مناطق جبلیة إلى حد الآن لا تتوفر لا على صبیب الإنترنت ولا على الضوء ولا على هاتف ولا حتى سكن لائق، فأي تعلم عن بعد نتحدث ؟ هذا من جهة، ومن جهة أخرى إذا كان ما نسمع صحیحا من نجاح التعلیم عن بعد فلماذا تم إقرار إجراء الإختبارات في الدروس الحضوریة فقط، سواء تعلق الأمر للسلك الثانوي والجامعات….، إذن التعلیم عن بعد غیر ناجح رغم أننا مولناه بأموال طائلة جدا، إذا أنفق المغرب مثل هذه الأموال والنتیجة غائبة فمن یتحمل المسؤؤلیة، هل الحكومة ؟ أم الرؤیا المتبصرة، أم التبعیة ؟
ثالثا : فشل المغرب في المجال الصحي، وهذا راجع إلى أن دخول الفیروس وجد فقط مختبرین، وأسرة متعددة وبالضبط 160 سریر لإنعاش، فهل وزارة الصحة مند وجود الدولة الى عصر كورونا تستحق الثناء، بالطبع هذا الوضع سيء للغایة ولایستحق التنویه رغم قلة المصابین، فیا ترى لو سجل المغرب المئات یومیا كما رأینا في أوروبا فما العمل ؟ بدون شك ستقع أزمة إنسانیة وإنتشار
مقابر جماعیة بلا شك، لأن النظام فیه خلل كبیر ویستحق عودة الربیع العربي، لأن المغرب یتوفر على إمكانات مهمة لتسویة جمیع القطاعات وخاصة الحیویة، فأین الثروة السمكیة ؟؟ وأین الفوسفاط وأین الذهب…..؟