الورطة الكبرى للمطبعين المغاربة  بعد فوز المرشح الديموقراطي جو بايدن ،  نموذج السيد أحمد الشرعي ومجموعته الإعلامية أكبر الرابحين من صفقة التطبيع مع دولة الإحتلال الإسرائيلي ،  ما يقارب 217 مليون درهم  في عز جائحة كورونا !!

Advertisement

فرحان إدريس ..

يبدو أن المطبعين المغاربة في ورطة كبرى وحيرة لا حدود لها  لاسيما بعد القرارت الأخيرة للرئيس الأمريكي الديموقراطي  جو بايدن , الحاكم الجديد في البيت الأبيض  إتجاه كل من  الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية ..
حيث بعد  أيّام معدودة من تولّي الرئيس بايدن السّلطة قبل ثلاثة أسابيع فقط، كان في عجلةٍ من أمره حين جمّد صفقة أسلحة إلى دول الخليج تَبلُغ قيمتها 36.5 مليار دولار من ضِمنها 50 طائرة حربيّة من نوع “إف 35” المُتطوّرة للإمارات، و7500 صاروخ مُسيّر دقيق للمملكة العربيّة السعوديّة، بالإضافة إلى حُزمَةٍ من الذّخائر والمَعدّات الأمريكيّة “الذكيّة”.
لكن الخطوة الأهم  واللّافتة , هي  إعلان أنتوني بلينكن، وزير الخارجيّة الجديد، رفع حركة “أنصار الله” الحوثيّة من قائمة الإرهاب الأمريكيّة إعتبارًا من بعد غدِ الإثنين، ووقف الدّعم الأمريكي العسكري والدّبلوماسي للحرب السعوديّة في اليمن التي يراها الرئيس بايدن بأنّها كارثة إنسانيّة أدّت إلى مقتل 110 آلاف يمني، ونشر المجاعات والأوبئة، وإعتِماد 80 بالمِئة من الشّعب اليمني (30 مِليونًا) على المُساعدات الإنسانيّة.
والأكيد ،  أن اللّوبي التقدّمي واليساري الدّاعم للديمقراطيين في الولايات المتحدة وأوروبا هو الذي يضغط بقوّةٍ على إدارة الرئيس بايدن لوقف الحرب في اليمن، والإيفاء بوعود بتبنّي مِلفّات إنتهاك حُقوق الإنسان في عدد من دول الخليج مثل  السعوديّة والإمارات العربية والمتحدة  ودول وعربيّة أُخرى  كالمغرب والأردن ..
وهكذا فلوبي التطبيع الذي يتزعمه السيد أحمد الشرعي ومجموعته الإعلامية ، الأحداث المغربية ،  ميد راديو ، و Le nouvel Observsteur ” المعروفة بدفاعها المستميث عن التطبيع , و المقرب من لادجيد  كان من أكبر الرابحين من صفقة التطبيع مع دولة الإحتلال الإسرائيلي حيث حصل على ما يقارب 217 مليون درهم ..
لهذا تلاحظ أن الصحفيين والإعلاميين والإذاعيين  الذين يشتغلون  تحت إمرته منضبطين كالعسكريين يدافعون بشراسة عن الحداثة الغربية سواء كانت  فكرية أو أخلاقية أو ثقافية ، وتجدهم أشد عداءا لكل ما هو إسلامي ..
والغريب  في هؤلاء ، تجدهم يدافعون عن حرية العقيدة و الحرية الجنسية الفردية وحق الشاذ والمثلي الجنسي في ممارسة حياته العامة بكل حرية  في دولة يسود فيها إمارة المؤمنين ، ولما طالبوا في السنوات الأخيرة بالمساوان في الإرث بين الرجل والمرأة ,  وبحق المواطن المغربي من رجال ونساء  في ممارسة العلاقة الجنسية خارج إطار الزواج , وضرورة منح الرخصة والجهر  بالإفطار في رمضان ..
وتراهم في العديد من  البرامج التلفزيونية التي تنظم عبر   القنوات العمومية يدافعون عن ما سيربحه المغرب من التطبيع مع دولة الكيان الصهيوني ، ومؤخرا تصدروا المشهد الإعلامي للدفاع عن  المقاربة الأمنية التي إعتمدتها  الدولة المغربية في الإعتقالات الأخيرة سواء في صفوف الصحفيين أو النشطاء الحقوقيين ..
السيد الشرعي وأمثاله بالعهد الملكي الحالي ،  لا يهمهم لا القضية الوطنية ،  ولا الحفاظ على الوحدة الترابية ،  ولا تلطيخ صورة وسمعة المغرب في الخارج بسبب الآثار الكارثية لتطبيع المغرب مع دولة الإحتلال الإسرائيل ،  التي يوجد فيها رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو  على وشك الدخول إلى السجن بعد مثوله أمام أحد المحاكم الإسرائيليّة قبل أيّام ووقوفه في قفص الاتّهام، تمهيدًا لمُحاكمته بتُهم التّزوير والفساد وتلقّي رشاوى وعُمولات وخِيانة الأمانة.
المهم بالنسبة لهؤلاء , كم يكسبون  من الملايين من الدراهم من خطوة التطبيع ؟ صحيح أن هناك جالية يهودية  كبيرة بدولة الكيان الصهيوني تقدر بحوالي مليون نسمة ،  ومئات الآلاف من الإخوة اليهود في الوطن بدأوا في السنوات الأخيرة  يزورون  المدن والقرى التي ينحدرون منها ، ويحرصون  سنويا على تنظيم الإحتفال بالأعياد الدينية السنوية ..لهذا على تاريخ المملكة لم تكن هناك أي مشكلة بالنسبة لليهود المغاربة المقيمن بالكيان المغتصب سواء على مستوى التواصل أو زيارة المدن أو القرى التي ولدوا بها ..
المعلوم , أن السيد أحمد الشرعي ذهب إلى الولايات المتحدةالأمريكية قبل أشهر لحشد الدعم المادي والمعنوي للرئيس الجمهوري , وسخر كل إمكانيات المملكة المغربية لخدمة أجندة والدعاية الإنتخابية لدونالد ترامب . وهذا ما جعل الإدارة الجمهورية السابقة تعترف بمغربية الأقاليم الجنوبية وتعطي وعود دبلوماسية بفتح قتصلية أمريكية بمدينة الداخلة ..
لكن يبدو , أن كل ما حققه المغرب في عهد الرئيس الأمريكي السابق في أيامه الأخيرة سوف يذهب مهب الرياح , بعد تواتر أخبار من الساكن الجديد بالبيت الأبيض بأن الرئيس الديموقراطي أنه ينوي تجميد الإعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء ..
لهذا تجد زعماء لوبي التطبيع برئاسة السيد أحمد الشرعي ومن يدور في فلكه يلتزمون الصمت المطبق , وهو يرون أن الرئيس الأمريكي الجديد الديموقراطي جو بايدن يتراجع عن كل الخطوات ويجمد كل القرارات التي كان قد إتخذتها الإدارة الجمهورية السابقة في علاقاتها مع عدد من الدول العربية سواء الموجودة في الخليج أو في منطقة الشرق الأوسط أو شمال إفريقيا ..
جهات دبلوماسية وسيادية مغربية تراها تهرول لتسريع والرفع من وتيرة العلاقات الدبلوماسية مع دول الإحتلال الإسرائيلي ظنا منهم بأن مفتاح الحفاظ على الموقف الأمريكي الأخير من قضية الصحراء المغربية في عهد الرئيس الديموقراطي الجديد يمر عبر بوابة تلأبيب ..
هؤلاء سواء كان السيد أحمد الشرعي زعيم التطبيع مع دولة الكيان الصهيوني ومن وراءه في المحيط الملكي من مستشارين و سياسيين وجهات إستخباراتية , يعرفون أن رئيس وزارء حكومة إسرائيل بنيامين نتنياهو هو الآخر يتوسل منذ ثلاثة أسابيع بكل الطرق من أجل تلقي مكالمة هاتفية واحدة من الرئيس الديموقراطي الجديد جو بايدن ..لكن لحد الآن لم يتحقق له هذا الأمل والحلم !
لأن الديموقراطيون لا ينسون أبدا من ضربهم في ظهرهم في عز الإنتخابات الرئاسية السابقة , ومن دعم بكل الوسائل المادية والإعلامية خصمهم الرئيس الجمهوري السابق من أجل الظفر بولاية ثانية..
ولهذا ترى الرئيس الديموقراطي جو بايدن يذل بشكل غير مسبوق رئيس حكومة وزاء دولة الإحتلال الإسرائيلي على ما قام به سواء أثناء رئاسة باراك أوباما أو في عهد الرئيس الجمهوري السابق دونالد ترامب ..
إذا كان الإدارة الديموقراطية الجديد تتصرف بهذا الشكل مع حليف إستراتيجي بمنطقة الشرق الأوسط ، وتعاقبه على مواقفه السياسية فكيف ستتصرف مع المملكة المغربية التي دعمت في العلن الرئيس الجمهوري السابق ؟ وبقيت تمجده لآخر لحظة له في البيت الأبيض لدرجة أنها قدمت له هدايا من المعادن النفيسة ، ولم تتجرأ حتى على تهنئة الرئيس الديموقراطي بفوزه في الإنتخابات الرئاسية الأخيرة كما فعل العديد من الدول الغربية ..
الأخبار الواردة من البيت الأبيض ليست وردية بالنسبة للوبي التطبيع بالمغرب تقول أن الرئيس جو بايدن وضع المغرب عل لائحة الدول العربية التي تنتهك فيها حقوق الإنسان ويتم فيها التضييق بشكل ممنهج ومتواتر على الصحافيين وحرية الرأي والتعبير..
المهرولون للتطبيع مع دولة الإحتلال الإسرايئلي على جميع الأصعدة والمستويات وعلى رأسهم وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارح ناصر بوريطة , الذي تراه حين يتكلم عن نتائج التطبيع مع كيان مغتصب للأراضي العربية , يخيل للمرء أن الفرحة تخرج من عينيه كأنه وجد أباه الذي إفتقده منذ سنوات ..
وحين يسرد أهمية وجود اليهود المغاربة ودورهم السياسي بدولة الإحتلال تراه يطير ويرقص فرحا ، لكنه في نفس الوقت يتجاهل أن زعماء هذه الجالية اليهودية من أصول مغربية إرتكبوا جرائم حرب في الفلسطينيين واللبنانيين , وقاموا بمجازر في حق الأطفال والنساء والشيوخ ، وأغلبيتهم يصوت لليمين الصهيوني المتطرف وللحركات المتشددة الدينية ، وجميعهم يكنون عداء تاريخي لكل ما هو إسلامي ، وهنا يلتقون على ما يبدو هؤلاء اليهود المغاربة المقيمين بالكيان المحتل مع مكونات لوبي التطبيع المغربي سواء على المستوى الإعلامي أو السياسي أو الدبلوماسي ..

يتبع..

للذكر المقال أرسلناه إلى : الديوان الملكي
………………………………رئاسة الحكومة
………………………………الأمانة العامة للحكومة
………………………………وزارة الداخلية
………………………………رئاسة البرلمان المغربي
………………………………رئاسة مجلس المستشارين
………………………………رؤساء الفرق البرلمانية
………………………………وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج..
………………………………وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية المغربية
………………………………الوزارة المنتدبة المكلفة بالمغاربة المقيمين بالخارج
………………………………رئاسة النيابة العامة بالرباط ..
………………………………المجلس الأعلى للقضاء
………………………………مجلس الجالية
………………………………مؤسسة الحسن الثاني لمغاربة الخارج
………………………………الأمانات العامة للأحزاب السياسية المغربية
……………………………….السفارات المغربية بالخارج ..
………………………………السفارات الأمريكية الموجودة في كل من ، الرباط ، وإيطاليا ، وألمانيا
…………………….. …وإسبانيا ، وفرنسا وبلجيكا وهولاندا …
………………………….. إلى المنظمة الحقوقية الدولية ..AmnestyInternational
……………………………..مراسلون بلاحدود ..”RSF ”
………………………………(هيومن رايتس ووتش) Human Rights Watch

Advertisement
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.