الوكالة الأمريكية لمكافحة المخدرات تحقق في دور تحفة في التضييق على ادريس فرحان فاضح بارون المخدرات “المالي”. الأمن الأيطالية يراقب تحركات المتحرش بابنته وتدقق في علاقته المشبوهة مع لطيفة رأفت.
طبق الدرابكي محمد تحفة الأوامر التي توصل بها من الضابط المشرف عليه ليمدد زيارته الأخيرة لإيطاليا. الأمر الصادر كان صريحا: على محمد تحفة بث فيديو تسليم ادريس فرحان للسلطات المغربية مباشرة على قناته في يوتوب. وكانت “الصدمة قوية” كما غناها فنان الأجيال المطرب عبد الهادي بلخياط. صدمة أدخلت بعضهم المستعجلات وتسببت للباقين في أزمات نفسية ومالية كذلك. فؤاد علي الحمة حامي حمى عصابات المخدرات التي تتاجر في الكوكايين ورئيس “بوابة القصر” المباشر لم يتوقع هذه الضربة الموجعة التي أربكت حساباته.
كان مؤسس حزب الأصالة والمعاصرة ومؤسس عصابة “بابلو إسكوبار الصحراء” يمني النفس بأنه سيتم تسليم إدريس فرحان للمغرب، ومعه سيدفن الاتهامات التي تدور حول تورطه في تجارة المخذرات على الصعيد الدولي مما دفعه إلى تسليط خادمه المطيع الحموشي ضد الصحافي ادريس فرحان وجريدته. الهدف من هذه الحملة العشواء هو تخليص بارونات المخدرات المغاربة والأجانب العاملين تحث إمرة القصر من مراقبة صحافي استقصائي مزعج. ومنه فسح المجال من جديد لعصابةه كي تعمل بكل حرية في مملكة الزريبة وتصدر السموم الى أوروبا ومنها إيطاليا.
كان “الدب المغرور بنفسه” الحموشي والمنصوري قليل النفس وصاحب الكتاف الباردة يريدان نقل خبر تسليم فرحان وكأن السلطان محمد الخامس عاد من المنفى، ولم يجدا أحسن من الدرابكي محمد تحفة ليزف لجماهير المغرب خبر تسليم فرحان.
ما لم يعلمه محمد تحفة وهو يصول ويجول في إيطاليا أنه كان تحت أنظار أجهزتها الأمنية. فقد تأكدت عمالته للمخابرات المغربية وأنه بوقها وخادمها في توريط المناضلين في المهجر. وكانت الشرطة تراقب جولاته في الحذائق مخافة تحرشه بالأطفال. نسي تحفة أنه جرى تعميم إشعار في كل الدول التي يزورها بأنه يشتبه في تحرشه بابنته وأنه خضع للتحقيق من طرف الشرطة الفيدرالية الأمريكية في هذا الملف المفتوح في أمريكا. فكيف لن يتحرش بأطفال آخرين وهو الذي اتهم أمه الشريفة العفيفة بالبغاء.
مستشار مملكة الزريبة الحمة يعاني من الحمى ويعيش أحلك أيامه، لقد استيقظ من حلم السلطة، وأدرك في آخر المطاف أنه وأفراد عائلته والمقربين منه يوجدون في الرادار أجهزة مكافحة المخدرات الدولية. أليس هو رئيس بابلو إسكوبار الصحراء وحامي طليقته التي مازالت تتمتع بعائدات المالي في ملف أغمض فيه الحموشي عينيته ونام كثيرا.
خروج البطل إدريس فرحان يشكل خطرا كبيرا على “العصابة” خاصة وأن أوربا تنتظر منه المزيد من التفاصيل المتعلقة بتحركات رجال الحمة بين افريقيا وأوربا، خاصة في ايطاليا. وبنشره الشريط الصوتي الشهير للوسيطة لطيفة رأفت مع بابلو إسكوبار الصحراء، سيكون ادريس فرحان قد أغلق أكبر ملف دولي في تجارة المخدرات التي يتزعمها القصر الملكي مباشرة عبر مستشار الملك ورئيس أمن المغرب. لا محالة سيصاب الحمة ومن معه بالاكتئاب، وهذه المرة لن ينتقل الى الولايات المتحدة للعلاج كما فعل خلال مارس من السنة الفارطة لأن مكتب مكافحة المخدرات قد يعتقله فهو لن يجد تفسيرا للأموال التي راكمها في حساباته في الإمارات المتحدة ومانهاتن. دون ذكر حساباته في بانما.
ونعود الى الدرابكي، قليل المروءة يخاف من العودة الى الولايات المتحدة، فهو يدرك ترصد الشرطة الفيدرالية له لنشره الكراهية انطلاقا من الأراضي الأمريكية. ولم يعد “القادم صادم”، كما يردد (ثقبة)، بل صار الواقع صادم، وما جد في مسيرته الإجرامية هو الملف الذي فتحت له الوكالة الأمريكية لمكافحة المخدرات DEA لتعرف ما هو السر في انتقاله الى إيطاليا للتضيق على مواطن مغربي شريف، إدريس فرحان، ذنبه أنه فضح تورط مسؤولين مغاربة في تجارة الكوكايين. هل الدرابكي جزء من هذه العصابة ويقوم بالتمويه وتهديد من يفضح المخدرات. ليفكر الدرابكي في الجواب لأن من يقفون وراءه سيتخلون عنه كما فشلوا في إدخاله الى المغرب خلال عيد الأضحى. لقد اتضح للدرابكي “ثقبة” كيف هو المخزن صغير في الخارج.
نسي الدرابكي تعليل القاضي مينرفيني بالحكم برفض تسليم فرحان للسلطات الحمية والحموشية والمنصورية: هو دوره الريادي في فضح عصابة بابلو إسكوبار الصحراء. لقد اعتبر القاضي معلومات فرحان صحيحة وأضفى عليها مصداقية ودعمها تقرير سفارة إيطاليا في الرباط حول نشاط المخدرات التي تصل الى إيطاليا من عصابات المغرب.
أما “التقليزة” فنردها عليك باسم الشعب المعتقل في مملكة المخدرات.
بقلم: عبد الحميد السرغيني-ميامي.