عرفت مخيمات تندوف يوم الأحد مجموعة من أعمال العنف، كان من بينها تبادل إطلاق النار، وإحراق السيارات، وسرقة الممتلكات، وهو ما أظهر جليا انهيار جهاز شرطة “البوليساريو”، بسبب هذه الأحداث التي كشفت عن هذا الانفلات الأمني الخطير بالمنطقة.
وفي هذا الإطار، ذكر منتدى دعم مؤيدي الحكم الذاتي بمخيمات تندوف المعروف اختصارا بـ “فورساتين”، في منشور له على موقعه الرسمي أنه منذ مدة زمنية وجبهة “البوليساريو” تفشل في كبح جماح صراعات بينية خطيرة داخل المخيمات، ولم تستطع على هامش تلك الصراعات حماية عناصرها ممن يشتغلون في ما يسمى الشرطة من الانتقام والاختطاف وحرق السيارات، فلجأت الى سلاح القبلية التي تدعي محاربتها، فتوسلت لشيوخ القبائل وأعيانها التدخل لإيقاف أبناءهم، وسمحت علنيا بتنظيم لقاءات قبلية غير مسبوقة سمت فيها القبيلة على “نظام جبهة البوليساريو” ، فحشدت القبائل الكبرى الهمم ونظمت تجمعات تجاوز حضورها التجمعات التي تدعو لها قيادة الجبهة باسم “الدولة “.
وأوضح “فورساتين” أن ثمن كبير دفعته قيادة الجبهة، حين انحنت للعاصفة في سبيل إخماد الصراعات، وزعيمها “غالي ” ظل يلهث بين خيم كبار الشيوخ، ويجتمع على موائد القبائل طلبا لمساعدتها في تهدئة الوضع، ورضخ للأمر الواقع وهو يلتقط صورا لاجتماعات مع أقليات قبلية أرادت في موجة القبلية الرائجة أن تعرف ما لها وما عليها، وأنه في غمرة التهاء القيادة وأجنحتها بالتجييش القبلي لاستتباب الوضع داخل المخيمات، ومحاولة إعادة النظام إليها، كانت مشكلة أخرى تكبر يوما بعد آخر، ألا وهي ثورة رجال الشرطة على القيادة، من جهة بسبب توقيف الكثير منهم عن العمل خلال الصراعات القبلية بسبب انتماءهم لأحد الأطراف، ومن جهة ثانية بسبب توقيف صرف أجورهم وتركهم دون رواتب، بعدما انشغلت القيادة في تنظيم الولائم القبلية وما صاحبها من هبات وعطايا، لم تجد معه السيولة الكافية لسد مصاريف باقي مؤسساتها، وهو ما زاد الطين بلة.
وكشف المنتدى المذكور على أن جهاز الشرطة توقف عن العمل، وأضرب عناصره عن العمل، في انتظار الحصول على الأجور، فزادت الأوضاع داخل المخيمات قتامة وانتشرت السرقات والجرائم واختطاف النساء، والسطو على المحلات التجارية، وغيرها من مظاهر الانفلات الأمني قبل أن تصل الى حد تبادل إطلاق النار وإحراق السيارات بمخيم العيون ومخيم السمارة في مشهد فضيع ومرعب أفزع ساكنة المخيم.
وأضاف أن الوضع يتفاقم بشكل يومي داخل مخيمات تندوف، وأن الانفلات الأمني المقلق يدفع الناس للتفكير في الهروب من المخيمات الى المناطق المجاورة، وأن الحظر وحده وظروف الطوارئ من يمنع ذلك، اضافة الى فرض الجزائر شرط التوفر على رخصة للخروج من المخيمات، وإلا شهدنا خروجا جماعيا للساكنة.
ولفت “فورساتين” إلى تخيل الحصار المضروب على منطقة تعاني انفلاتا أمنيا، ولا وجود لأمن ولا تنظيم، مبرزا أنها طبعا ستتحول الى غابة، وقطعا سيعني هذا أن يأكل المحاصرون بعضهم بعضا وأن يلتهم القوي الضعيف، وأن ينبري كل شخص للدفاع عن نفسه بالطرق الممكنة مشروعة أو غير مشروعة، وأن يلتجأ الناس الى ذويهم وقبائلهم لتشكيل جماعات مسلحة تحمي ممتلكاتهم وحياتهم، ومعنى ذلك كله سمو العشيرة والقبيلة على النظام الوهمي لجبهة “البوليساريو” الهشة، مشيرا إلى أن الأيام القادمة ستكون صعبة على القيادة، والأكيد أن ابراهيم غالي، سيتعب من التقاط الصور مع شيوخ وأعيان القبائل لإقناعها بمساعدته في تهدئة الأوضاع.