بايطاليا مشروع ديني اماراتي بلباس البزنس الاقتصادي “الخطر القادم”

Advertisement

مصطفى بوزغران..تورينو ..

إفلاس النمودج الديني المغربي بإيطاليا و بدول الإتحاد الاوربي لتسويق الإسلام المعتدل المالكي وفق إستراتيجية الدولة المغربية، في ظل التقاطبات المذهبية بسبب خطة التنفيذ و الفساد الكبير الذي واكب مشروع الكنفدرالية الإسلامية الإيطالية و الفدراليات الجهوية الذي أفشل كل الآمال بسبب أخطاء قاتلة يتحمل مسؤوولياتها نافدون وما واكب ذلك من إفتاءات وتعيينات كانت بمثابة القشة التي نخرت ظهر البعير بسبب إقصاء الكوادر المغربية و إعتماد فريق يجهل حتى كتابة جملة مفيدة ، فما بالك بالتعامل مع إستراتيجية بمشروع ضخم يعتبر إنجاحه إنجاح للسياسة الدينية للدولة المغربية ؟؟ وما يربطها بملفات كبرى تتعلق بالأمن الخارجي و الروحي ومواجهة كل أشكال التطرف و الإرهاب لما يزيد عن 723 ألف مهاجر، مغربي يقيمون بشكل قانوني بإيطاليا ,,,,
الواقع الأليم الذي خلفه الفشل الدريع للنمودج المغربي في تدبير الشأن الديني أسال لعاب أبو ظبي لنسج علاقات كبرى لم تعد خافية على كل المتتبعين مع الحكومات و أحزابها اليمينية العنصرية المعادية للمسلمين و الاسلام و للمهاجرين بغض النظر على جنسياتهم ، والتخفي وراء مشاريع إقتصادية كبرى لدعم التوجهات السلفية الأشعرية ,,,
حيث أن أبوضبي تخصص إعتمادات ضخمة خاصة بتسويق و دعم مذهبها بعد إن إصطدمت بأجندات أخرى معاكسة على الأقل مدعمة من دول بترولية ، و بات واضحا من خلال التتبع وبشكل يمتزج بالبزنس أن عزم الإمارات على فظ بكارة بقايا المشروع الديني المغربي ، الذي ولد ميتا و لم ينجح سوى في تبدير الأموال وسقط سقوطا مدويا أمام نجاح حركات إسلامية (made in maroco) كجماعة العدل و الاحسان و غيرها من الجماعات التي تستفز نمودج الإسلام الرسمي، وتقطر الشمع بتأطيرها لكل الغاضبين الفارين من مراكز الكنفدرالية الإسلامية المنشقة ، بسبب تعدد المتدخلين وفساد التدبير و نفور الكفاءات المغربية التي تسقط تباعا في أحضان أجندات دينية إخوانية و سلفية… وبتمويل سخي من حكام دول بترولية تسارع الزمن لفرض سيطرتها الدينية و المذهبية في دول تقودها حكومات يمينية تسعى بكل الطرق لجلب رأسمال البيترو دولار وأن بشروط مسبقة لحل أزماتها الإقتصادية و أزمات اخرى تتعاضم في الأفق لها علاقة بالأمن الداخلي في علاقته بالإنعكاسات الجانبية لظاهرة الهجرة و المد الاسلامي السلفي و المتشدد .

إن الندوة المزمع تنظيمها بالبرلمان الايطالي و بحظور برلمانيين من أحزاب يمينية وبحظور علي راشد النعيمي و رموز دينية من أبو ظبي ، ووزير في الاغلبية الحكومية اليمينية ، هي إشارات قوية لسحب البساط في التدبير الديني على الأقل في مرحلة إنهيار النمودج المغربي و فشل أطروحة الكنفدرالية الاسلامية صنيعة السفير أبو أيوب الذي لم يترك بعد رحيله سوى الفوضى و العبث من جراء الإقصاء المتعمد للكفاءات المغربية من جهة ، و لتعدد المتدخلين في مشروع ولد ميتا مند البداية رغم الأموال الطائلة التي أهدرت بشكل يسيء للمغرب و لمؤسساته في دولة الإستقبال، و ماواكب ذلك من فساد و إستبداد ,,,,,
و حسب ماوردنا من أخبار فإن إنخراط الموظف المحسوب على المركز الثقافي لروما التابع لوزارة الأوقاف و الشؤون الاسلامية ، و العضو في المجلس الأعلى للهجرة في الندوة اللغز يبين بجلاء فشل النمودج المغربي الإسلامي بإيطاليا رغم أن المركزالثقافي الإسلامي بروما يحصل على ما يزيد عن 400 ألف أورو كميزانية سنوية التي تخصصها ذات الوزارة ناهيك عن ميزانيات إستتنائية أخرى….
لايمكنها أن تسد الثقب الحاصل في تدبير ملف حساس في زمن التقاطبات المذهبية و رغبة السيطرة و فرض أجندات معلومة و بتمويلات كبرى يتزعمها التوجه السلفي الملطخ بدماء الإغتيالات السياسية و المؤامرات الخبيثة ، لفسح المجال واسعا لكل الكفاءات المغربية و غير المغربية التي عانت الحيف و الإقصاء من طرف فاعلين محسوبين على أجهزة دبلوماسية و أمنية و مخابراتية ، لتمكين أشخاص بعينهم ملتزمون بدفتر تحملات وفق تقارير تتحكم فيها الولاءات و الخضوع لإملاءات معينة يصدرها نافدون ذكرت أسماؤهم في أكثر من محطة تنظيمية و بمنابر إعلامية يتم الإستقواء بهم لتمرير توجهات شخصية وفي نفخ فاتورة مشروع أجوف تتقاذفه رياح العدم من كل حذب و صوب .
ربما أن تقارير الأجهزة المغربية التي تراقب عن كتب التذخل الإماراتي القوي لاتعطي للندوة حجما كبيرا بدليل مشاركة عبد الله رضوان القيم على مركز روما بعد ندوة تسامح الأديان ، التي قاطعتها كل الكفاءات المغربية المتواجدة بإيطاليا ، في حين حضرها محسوبون عن الكنفدرالية الاسلامية من خلال سلفيات و صور يتيمة دون معرفة الأسباب الحقيقية للقاء أبكم ,,,,
في وقت إختفى فيه رئيس الكنفدرالية كماهو الشأن بلقاء آخر سابق الخاص بإفتتاح الماستر للدراسات الاسلامية المنعقد مؤخرا بمدينة بادوفا الايطالية ، و هو الإختفاء الذي فسرته مصادرنا بتزايد الحملة الإعلامية الكبرى بخصوص فساد تدبير الشأن الديني ، بعد أن تمت تعرية واقعه الحقيقي بعد رحيل منظره الرئيسي و بعد كارثة تحقيق جريدة الموندو، التي أكدت الفساد المستثري و الفشل الذريع وتبدير المال العام .
إن التذخل الكبير الإماراتي للسيطرة على الشأن الديني في بلدان لايوجد بها مهاجرون من الإمارات، و بغطاء إقتصادي و تمويل كبير يعتبر ضربة مقص على الأقل في الوقت الراهن أمام تغول الحركات الإسلامية التي تتزعمها جماعات إسلامية مغربية و أخرى إخوانية مشرقية، تتراقص على جثة المشروع الديني المغربي بإيطاليا المتهالك ، يستدعي من الدولة المغربية إعلان شبه حالة طوارئ بشكل عاجل لتقييم النمودج المغربي و محاسبة من كانوا وراء إخفاقه ، و تنظيم مناظرة و طنية يسهر عليها حكماء كبارتجمع كل الكفاءات المغربية بأرض المهجر لإعادة بناء الإستراتيجية الوطنية الحكيمة لرأب الصدع ، و التأسيس لبنية جديدة وفق خطة مدروسة ملائمة لإرجاع كل الغاضبين الذين تعرضوا للحيف و الإقصاء بشكل يضمن شروط و حقوق فعاليات من إزدادوا بالمهجر ، و تعمل جهات أخرى على إستقطابهم، قادرة على إذماجهم و توفير كل المتطلبات التي قد يحتاجونها .

Advertisement
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.