بسبب دعم الحكم الذاتي في الصحراء الغربية.. الجزائر تعلق اتفاقية الصداقة مع إسبانيا بعد سحب السفير والرهان على إيطاليا لتوزيع الغاز
أقدمت الجزائر على تعليق اتفاقية الصداقة وحسن الجوار مع إسبانيا وعمدت الى التقليل من الواردات الإسبانية، كرد على استمرار الحكومة الإشتراكية لبيدرو سانتيز تأييده موقف المملكة المغربية في قضية الصحراء الغربية.
ونقلت وكالة الأنباء الجزائرية اليوم القرار الصادر عن الرئاسة الجزائرية ويقول “”باشرت السلطات الاسبانية حملة لتبرير الموقف الذي تبنته ازاء الصحراء الغربية والذي يتنافى مع التزاماتها القانونية والأخلاقية والسياسية كقوة مديرة للاقليم والتي لا تزال تقع على عاتق مملكة اسبانيا إلى غاية اعلان الأمم المتحدة عن استكمال تصفية الاستعمار بالصحراء الغربية”.
واضافت “نفس هاته السلطات التي تتحمل مسؤولية التحول غير المبرر لموقفها منذ تصريحات 18 مارس 2022 والتي قدمت الحكومة الاسبانية الحالية من خلالها دعمها الكامل للصيغة غير القانونية وغير المشروعة للحكم الذاتي الداخلي المقترحة من قبل القوة المحتلة، تعمل على تكريس سياسة الأمر الواقع الاستعماري باستعمال مبررات زائفة”.
ويضيف البيان الرئاسي “إن موقف الحكومة الاسبانية يعتبر منافيا للشرعية الدولية التي تفرضها عليها صفتها كقوة مديرة و لجهود الأمم المتحدة والمبعوث الشخصي الجديد للأمين العام, ويساهم بشكل مباشر في تدهور الوضع في الصحراء الغربية وبالمنطقة قاطبة”.
وبعد استعراض هذه المبررات، يختم البيان “وعليه، قررت الجزائر التعليق الفوري لمعاهدة الصداقة وحسن الجوار والتعاون التي ابرمتها بتاريخ 8 أكتوبر 2002 مع مملكة اسبانيا والتي كانت تؤطر إلى غاية اليوم تطوير العلاقات بين البلدين”.
وكان الرئيس المقال عبد العزيز بوتفليقة قد وقع رفقة ورئيس الحكومة اليمينية خوسي ماريا أثنار على الاتفاقية سنة 2002 التي كانت تؤطر العلاقات الثنائية.
ويعد القرار الدبلوماسي الثاني من نوعه الذي تقدم عليه الجزائر ضد إسبانيا، وكان الأول خلال مارس الماضي عندما سحبت الجزائر سفيرها الذي كان معتمدا في العاصمة مدريد.
ويعود قرار الجزائر اليوم مثل سحب قرار السفير الى إعلان رئيس الحكومة الإسبانية الوقوف الى جانب المغرب في القضية الصحراوية، واعتبار مبدأ الحكم الذاتي الحل الأنسب للنزاع.
وعاد رئيس الحكومة بيدرو سانتيز اليوم الأربعاء خلال مثوله أمام البرلمان الى تجديد التأييد للحكم الذاتي. وقال أن تأييد إسبانيا مشروط بقبول جبهة البوليزاريو المقترح المغربي وإشراف الأمم المتحدة على تحقيق إجماع حوله. ونوه بقيام عدد من الدول بتأييد المقترح المغربي مثل فرنسا والولايات المتحدة.
ولم ترق تصريحات رئيس الحكومة الإسبانية السلطات الجزائرية فقررت وردت بتعليق اتفاقية الصداقة وحسن الجوار بين البلدين. ويقول البيان الصادر عن الرئاسة الجزائرية.
والى جانب تعليق الاتفاقية، أوردت صحفية “كونفدنسيال” خبر تخلي الجزائر عن الكثير من الواردات من اسبانيا وتقليل حظوظ الشركات الإسبانية في تنفيذ صفقات في الجزائر.
وكانت الجزائر قد أعلنت تهميش إسبانيا في توزيع الغاز الجزائر الى أوروبا، وفضلت الرهان على إيطاليا في خسارة كبرى للشركات الإسبانية، وتتخوف أوساط سياسية واقتصادية في إسبانيا من إقدام الجزائر على التخفيض التدريجي للغاز الذي يجري تصديره للسوق الإسبانية.
وتدعم الجزائر جبهة البوليزاريو، وتضغط على إسبانيا بصفتها قوة استعمارية سابقة في الصحراء الغربية دعم تقرير المصير بدل الحكم الذاتي.