بعد إعادة فتح السفارة المغربية في بغداد.. آي دور للقوى الحية في تدعيم العلاقات المغربية العراقية؟

Advertisement

علاء كعيد حسب
بعد إغلاق دام 18 سنة، تم يوم السبت 28 يناير (كانون الثاني) المنصرم، إعادة فتح المملكة المغربية لسفارتها بالعاصمة العراقية بغداد، بحضور وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة و نظيره العراقي فواد حسين.
إعادة فتح السفارة المغربية ببغداد يؤشر على مرحلة جديدة بين البلدين المحوريين في محيطهما الجغرافي، يمكن أن تتشكل معها شراكة استراتيجية تدعم مستقبل الشعبين الشقيقين. فإن كانت العراق صدر الخليج العربي و البوابة على إيران و الشام و الأناضول، فالمغرب القلب النابض للمغرب العربي و رابطه على أوروبا و إفريقيا.

هذه الخطوة، تسدعي من القوى الحية بالبلدين، التحرك من أجل مزيد من الترابط و التنسيق، من خلال العمل على تكوين هيئات سياسية و مدنية و علمية و حقوقية و إعلامية تسهم في تدعيم التكامل السياسي و الاقتصادي و الثقافي و المجتمعي، خصوصا أن البلدين يتوفران على قاعدة واسعة من الفاعلين المتشبعين بالرغبة في خلق قوة حقيقية للتقارب و تجاوز سوء الفهم.

المجتمع المدني من واجبه ان يلعب دوره كاملا تثمينا للقرارت الرسمية التي تصبو إلى تجاوز المعيقات التي فرضتها سنوات من إكراهات الوضع الخاص الذي عانته بلاد ما بين النهرين، لسيما أن العلاقات غير الرسمية كانت حاضرة بقوة في كل مناسبة و عند كل اختبار لمثانة العلاقة بين الشعبين.

بدورها، على الأحزاب و الجامعات و الشخصيات المؤثرة و النقابات و المراكز البحثية و المنابر الصحفية و المنظمات الحقوقية، التنسيق المشترك فيما بينهما، على مستوى البلدين، لأن تقاربها هو مسؤولية واجبة و ليست بذخا إعلاميا نعلن عنه كلما دعت الضرورة، فذاك سبيلها لخلق نوع من الاتزان بين إكراهات السياسة و ضرورات الحفاظ على التلاحم المجتمعي و التاريخي و الحضاري و العقائدي بين البلدين.
من جهتها، على الجهات المسؤولة في البلدين الوعي بأهمية هذا التوجه في تدعيم العلاقة بين الشعبين، و العمل بكل ما أوتيت من إمكانيات على تشجيع التقارب و الشراكات الثقافية و الفكرية و المجتمعية، حتى يتسنى للقوى الحية بكلا الشعبين القيام بالدور المنوط بها في خلق مستقبل أفضل و أرقى.
شاعر وكاتب صحفي عراقي مغربي

Advertisement
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.