بعد الهجوم “السيبراني” الاكبر على مؤسسات رسمية اسرائيلية وتدمير قاعدة لـ”الموساد” في أربيل.. هل انتقلت ايران من مرحلة “السرية” الى سياسة الرد الحاسم العلني على أي عدوان إسرائيلي سابق او لاحق؟ ولماذا حذر الحرس الثوري دول الخليج من تكرار “جريمة” حكومة أربيل وهددها برد اكبر؟
الشروق نيوز 24 / متابعة.
هجومان غير مسبوقين في حجمهما نفذهما الحرس الثوري الإيراني ضد اهداف إسرائيلية، في اقل من خمسة أيام، الأول “سيبراني” كان الاضخم من نوعه احدث شللا في معظم حواسيب المؤسسات والوزارات الإسرائيلية، والثاني صاروخي تقليدي استهدف مركزا لجهاز الموساد الإسرائيلي في مدينة أربيل عاصمة إقليم كردستان العراق.
الرسالة الإيرانية واضحة المعالم لا تحتاج الى تحليل او تفسير، تقول مفرداتها “انتقلنا من مرحلة الصمت وامتصاص الصدمات والضربات الى مرحلة الرد العلني الفوري على أي هجوم إسرائيلي يستهدفنا ينطلق من أي مكان في العالم والانتقام القادم سيكون اكثر تدميرا.
اطلاق 12 صاروخا على مركز تدريب للموساد الإسرائيلي في أربيل أدى الى تدميره بالكامل، والصور الميدانية لا تكذب، جاء ردا على هجوم إسرائيلي على قاعدة للمسيرات في مدينة كرمان شاه، حسب ما سربته مصادر في الحرس الثوري الإيراني لقناة “الميادين”، وحرص اللواء إسماعيل قآاني رئيس فيلق القدس في الحرس على التأكيد “بأن هذا الرد المزلزل لم يكن انتقاما لاستشهاد ضابطين إيرانيين في غارة إسرائيلية على جنوب دمشق، فالرد على استشهادهما قادم حتما”.
من الواضح ان قيادة الحرس الثوري الإيراني “شمرّت عن اكمامها” ونقلت الحرب مع دولة الاحتلال الإسرائيلي من السرية الى العلنية، ولعل التحذيرات الخطيرة، وغير المسبوقة، التي وجهها الجنرال محمد طهراني مقدم القائد في الحرس الى دول الخليج واكد فيها ان الصواريخ الإيرانية الدقيقة التي ضربت قاعدة “الموساد” في أربيل ستستهدفهم أيضا، وربما بقوة اكبر، اذا جعلوا من أراضيهم “مراكز تآمر” للموساد ضد ايران.
ولعل التصريحات التي وردت على لسان الجنرال جيك سوليفان مستشار الامن القومي الأمريكي، وكشف فيها ان ايران تملك 3000 صاروخ باليستي بعيد المدى يصل بعضها الى “إسرائيل” هو تأكيد لهذه السياسة الإيرانية الجديدة، وجرس انذار قوي للكيان العبري.
لا نعرف ما هو شعور السيد مصطفى الكاظمي، رئيس وزراء العراق، وغيره من المسؤولين في حكومته، بعد التأكيدات الامريكية شبه الرسمية التي تكذب روايتهم، وتؤكد ان المبنى المستهدف في أربيل كان قاعدة للموساد، وليس منزلا سكنيا، خاصة ان الصور الميدانية اكدت وجود اكثر من أربعة أبراج مراقبة كانت منصوبة فوق سطحه.
الزمن الذي كانت تقوم فيه إسرائيل بإختراق العمق الإيراني واغتيال العلماء، وتخريب المنشآت النووية انتهى ولن يعود، فالرد بات جاهزا بالصواريخ والمسيرات والجيوش السيبرانية، ولعل كشف الامن الإيراني عن خلية تابعة للموساد كانت تخطط لهجوم على منشأة “فوردو” النووية قرب قمم واعتقال افرادها تأكيد إضافي لما قلناه سابقا.
بعد هجوم أربيل نستطيع ان نتنبأ بالعديد من المفاجآت الصادمة لدولة الاحتلال وحلفائها في العراق ومنطقة الخليج، ولعل المفاجأة الأكبر ستتمثل في حجم الانتقام القادم لاغتيال الضابطين الإيرانيين الشهيدين في الغارة الاسرائيلية على جنوب دمشق، ولا نعتقد بأن الانتظار سيطول.