بعد تنحيته بمُؤامرةٍ أمريكيّة.. هل سيجري منع عمران خان من السفر واعتقاله وماذا يعني قول شهباز شريف رئيس الحكومة القادم المُفترض “سيأخذ القانون مجراه” وماذا عن اتهامات فساد (شهباز) وتبعيّته لأمريكا؟.. خان أمام خيارين ما هُما؟ واسمه يتصدّر المنصّات

Advertisement

إذًا فعلتها الولايات المتحدة الأمريكيّة، أو أدواتها (المُعارضة) الباكستانيّة، وسحبت الثقة من رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان، وحُكومته، حيث نجح 174 عُضوًا بالتصويت لتأمين الإطاحة بخان، حيث الأخير نجا من مرّتين لعزله، وها هي الثالثة تنجح، بواسطة مُؤامرة أمريكيّة، كما كان حذّر خان، وكشف عن وجود تهديدات أمريكيّة له، لرفضه السماح ببناء قواعد أمريكيّة على أراضي بلاده، واصطفافه مع الجانب الروسي في حربه على أوكرانيا.

وفور تنحية خان، غادر الأخير مقر إقامته، تاركاً منزل رئيس الوزراء، وسط تفاعل باكستاني وعربي وإسلامي، ووسط انقسام إعلامي عربي لافت، حول تغطية حالة سحب الثقة من حكومته، فوسائل إعلام الخليج، ركّز بعضها على بث مشاهد الاحتفالات الشعبيّة احتفالاً بتنحية خان، فيما ركّز الإعلام الأقرب للمُقاومة، ومواقف خان المُؤيّدة للقضيّة الفلسطينيّة، إلى بث الدعوات والمُظاهرات التي خرجت تأييدًا لخان، ورفضها تنحيته والتبعيّة الأمريكيّة.

وتناقلت حسابات تويتريّة بدا أنها كانت مُتحمّسة لتنحية خان، مشاهد لسيارة الشرطة الباكستانيّة الخاصّة باعتقال المساجين أمام البرلمان، لحظة التصويت على تنحية خان، وأشارت تلك الحسابات أن ثمّة نوايا لاعتقال خان فور تنحيته عن منصبه، وسُقوط الحصانة عنه، مع عقد المحكمة العُليا الباكستانيّة جلسة استماع بشأن منع عمران خان من مُغادرة البلاد، كما جرى الحديث عن منع وزراء حكومة خان من السفر، إلا أن عمران خان لا يزال طليقاً حُرًّا حتى الآن، كما أنه لم يحضر أساساً جلسة تنحيته، ومن المُستبعد أن يتخلّى باكرًا عن الاستمرار في المشهد السياسي في بلاده، والذي يثق أنه ضمن تدخّلات قوى أجنبيّة.

عمران خان الذي حظي بإشادة من المنصّات العربيّة، حيث أثبت الرجل وفقها ورغم خسارته منصبه، أنه رجل وطني بامتياز وفق مُعلّقين، وأنه لم يُضخّم مسألة المُؤامرة ضدّه، ورغبة أمريكا الإطاحة به، كي يتهرّب من المسؤوليّة الاقتصاديّة التي تضرب بلاده، فها هي أمريكا بالفعل حرّكت أدواتها للتخلّص منه بتنحيته، بل وربّما العمل على اعتقاله أيضاً، وبالرغم من خلو ملفّه من اتهامات فساد، على عكس بعض زعماء المُعارضة، والذين جاهروا حتى بالعداء لقادة الجيش الباكستاني.

أمام خان الآن، خيارين بعد تنحيته، إمّا الاستمرار بصُفوف المُعارضة، بحيث لا يستقيل من البرلمان، ويُعارض الحكومة الجديدة ويُكمِل مُدّة العام، أو يُعلن استقالته وجميع أعضاء حركة الإنصاف الذي يتزعّمه ويملك 150 مقعدًا، وبهذا يدفع نحو انتخابات مُبكّرة، ويُرجّح أن تذهب حركة الإنصاف نحو الاستقالة، لتُشكّل ضغطاً على الحُكومة الجديدة.

يوم الاثنين، سيجري اختيار رئيس جديد للوزراء بجلسة سيجري عقدها في البرلمان الباكستاني، ومُعظم التقديرات تُشير إلى أن الاختيار سيقع على زعيم المُعارضة شهباز شريف، وهو شقيق رئيس الوزراء الأسبق نواز شريف، وشهباز كان قد قضى سنوات نفياً في السعوديّة، بعد انقلاب أطاح بحكومة شقيقه العام 1999، ويُواجه تهماً تتعلّق بفساد مالي،  كما أنه متّهم بأنه رجل أمريكا، الذي قاد مساعي الإطاحة بعمران خان، وبالتالي هي سيرة ذاتيّة غير مُشرّفة، للرافضين لتنحية خان، وأن يأتي شهباز بديلاً له، ورئيساً لحكومة باكستان، فيما الخشية قائمة من سياسات شهباز القائمة على التبعيّة للولايات المتحدة، ورغبته بالانتقام من خان، حيث صرّح شهباز بعد عزل الأخير: “لن ننتقم من أحد، ولكن القانون سيأخذ مجراه”.

وتصدّر اسم “عمران خان” الوسوم المُتصدّرة (الهاشتاق) في “تويتر” بآلاف التغريدات المُؤيّدة له، والرافضة لتنحيته، والدعاء له بالصمود بوجه المُؤامرة الأمريكيّة، كما سُجّلت ‏احتجاجات عارمة لافتة من الباكستانيين المُغتربين أمام شقق عائلة شريف في لندن.

Advertisement
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.