بعد ملف الغاز الطبيعي.. الجزائر تعزز من وزنها الاستراتيجي وتتحول الى مخاطب رئيسي للاتحاد الأوروبي في ملف أزمة مالي والساحل عموما..
بعد الغاز الطبيعي، يراهن الاتحاد الأوروبي على الجزائر للعب دور كبير في إرساء السلام في منطقة الساحل وبالخصوص في مالي بعد استعداد فرنسا الانسحاب، وذلك بسبب الحدود التي تجمع الجزائر مع دول المنطقة وعلاقاتها بروسيا التي تعزز نفوذها في المنطقة كذلك.
وكانت المبعوثة الخاصة للاتحاد الأوروبي لمنطقة الساحل، ايمانويلا كلوديا ديل ري، قد أنهت زيارتها الى الجزائر أول أمس الأربعاء بعدما عقدت لقاءات مع المسؤولين الجزائريين ومنهم وزير الخارجية رمطان لعمامرة.
وصرحت الوزيرة بعد انتهاء زيارتها أن “للجزائر دورا أساسيا في منطقة الساحل، باعتبارها ضامن سياسي لاتفاق الجزائر للسلم في مالي، فضلا عن كونها دولة تعتبر جزء من منطقة الساحل، هذه المنطقة التي تعاني من مشاكل تتعلق بغياب الاستقرار على المستوى الأمني”.
ولم تقدم المبعوثة كل نتائج الزيارة إلا أنها دقت باب الجزائر لكي تحصل على مساعدة للاتحاد الأوروبي الذي يجد نفسه في ورطة كبيرة، فمن جهة، توجد له بعثة عسكرية في منطقة الساحل لمحاربة الإرهاب، ومن جهة أخرى تطالب السلطات التي نفذت انقلابا في مالي الدول الغربية وبالخصوص فرنسا مغادرة مالي.
وتستمر القيادة العسكرية في سياستها بمناهضة الوجود العسكري الغربي وبالخصوص الفرنسي لأنها تتهم فرنسا بتنفيذ سياسة غير المتفق عليها وغير المعلن عنها. وبعد فرض أوروبا عقوبات ضد القيادة العسكرية، تبقى الجزائر هي المحاور بين مالي والاتحاد الأوروبي.
وأعربت المسؤولة الأوروبية عن قلق الاتحاد الأوروبي من التواجد الروسي في مالي واعتبرته خطا أحمرا، وأخبرت الجزائر وقيادة مالي بهذا الأمر، واستغلت روسيا العقوبات الأوروبية لتوقع اتفاقيات أمنية وعسكرية وتجارية مع مالي للتعويض عن الفراغ الأوروبي.
وبحكم التطورات، تكتسب الجزائر صفة المخاطب الرئيسي للاتحاد الأوروبي للتفاهم مع القيادة العسكرية في مالي التي نفذت الانقلاب وللتفاهم مع روسيا لتجنب الاصطدام وبالخصوص في هذا الظرف الحساس الذي انقطعت فيه سبل الحوار بين الاتحاد الأوروبي وروسيا بسبب الحرب الأوكرانية.
وبفضل الملف المالي تعزز الجزائر من ثقلها أمام الاتحاد الأوروبي بعدما تحولت الى المخاطب الرئيسي في هذه الأزمة الإفريقية، وينضاف هذا الملف الى ملف الطاقة الغاز الطبيعي بعدما جعل الاتحاد الأوروبي والحلف الأطلسي الغاز الجزائري مصدرا رئيسيا للتقليل مستقبلا من الاعتماد على الغاز الروسي بعد العملية العسكرية الروسية ضد أوكرانيا.