بعد موافقته على عقده.. المغرب يلغي استضافة اجتماع “منتدى النقب” ردًا على تحركات إسرائيل نحو توسيع المشاريع الاستيطانية في الضفة الغربية في ظل انزعاج عربي تجاه حكومة نتنياهو المتشددة
الرباط – نبيل بكاني:
في تطور يعكس التوترات السائدة في المنطقة، قرر المغرب إلغاء خطط استضافته للاجتماع الوزاري الثاني لـ “منتدى النقب” الذي كان مقرراً عقده الشهر المقبل، وفق ما أفاد مسؤولون أمريكيون وإسرائيليون، والذين أكدوا أن الخطوة جاءت كرد فعل على التحركات إسرائيل نحو توسيع المشاريع الاستيطانية في الضفة الغربية.
كان الاجتماع الوزاري مقرراً أن يجمع وزراء خارجية الدول المشاركة (إسرائيل والإمارات والبحرين والمغرب ومصر والولايات المتحدة) في أدار (مارس) من العام الماضي، إلا أنه تم تأجيله عدة مرات بسبب التوترات المتصاعدة بين الإسرائيليين والفلسطينيين.
ويعزى هذا التأجيل أيضًا إلى الانزعاج الذي أبداه المسؤولون العرب تجاه حكومة بنيامين نتنياهو المتشددة، وفقًا لما ذكرته صحيفة “تايمز أوف إسرائيل”.
وأشارت الصحيفة إلى أن الرباط وافقت أخيرا على عقد الاجتماع الوزاري الشهر المقبل، قبل أن تتراجع عن قرارها.
وفي ظل هذا السياق المتسم بالتوتر، تم الإعلان يوم الأحد عن خطوتين إسرائيليتين تعززان التوسع الاستيطاني، مما “أثر سلبًا على سير العملية السلمية”، حسب تصريح مسؤول أمريكي.
أولًا، أصدر وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش إعلانًا يفيد بأن الهيئة المسؤولة عن البناء الاستيطاني في وزارة الدفاع ستعقد اجتماعًا في الأسبوع المقبل لدفع خطط لبناء أكثر من 4500 وحدة استيطانية.
بعدها بساعات، صدر قرار من حكومة نتنياهو يمنح عمليًا سموتريتش السيطرة الكاملة على المصادقة على خطط البناء في المستوطنات في الضفة الغربية، حيث يُعتبر سموتريتش نفسه مُستوطنًا وداعمًا متحمسًا للحركة القومية المتشددة.
وأشارت الصحيفة الى أن القرار الذي تمت الموافقة عليه في اجتماع مجلس الوزراء صباح الأحد، ويدخل حيز التنفيذ بأثر فوري، يسرع ويسهل بشكل كبير عملية توسيع المستوطنات القائمة في الضفة الغربية وإضفاء الشرعية بأثر رجعي على بعض البؤر الاستيطانية غير القانونية.
ورأت الصحيفة أن السلوك الإسرائيلي المتشدد باتجاه تعزيز وجودها في الضفة الغربية أيضا عقبة أمام المزيد من اتفاقيات التطبيع في الشرق الأوسط، بما في ذلك مع السعودية.
وقال المسؤول الأمريكي إن التحركات الاستيطانية قد لا تؤثر بشكل مباشر على جهود إدارة بايدن للتوسط في اتفاق تطبيع بين إسرائيل والسعوديين “ولكن هل تتلوث الأجواء كلها بكل هذه الأمور؟ قطعا”.
وبالرغم من هذه التصريحات، إلا أن السفارة المغربية في واشنطن لم ترد على طلب للتعليق حتى الآن. وتعد المملكة المغربية من الدول التي تلقت اهتمامًا كبيرًا فيما يتعلق بإمكانية تعزيز التطبيع مع إسرائيل.
يُشير هذا الصمت إلى أن هناك تحفظًا من الجانب المغربي حيال التطورات الإسرائيلية في الضفة الغربية، وقد يكون لهذا تأثير على القرارات المستقبلية بشأن التطبيع.