بمنطق الربح والخسارة، ماذا ربحنا من وراء إنفاق المليارات على الزوايا والأضرحة والمساجد منذ أزيد من نصف قرن؟؟

Advertisement

إستنادا إلى الإحصائيات الواردة في الشق المتعلق بمنجزات الوزارة الوصية على قطاع الأوقاف والشؤون الإسلامية، فقد بلغ عدد الأضرحة والزوايا بالمغرب 7090 ضريحا وزاوية كما لدى المغرب حسب معطيات نفس الوزارة ما يقرب من 51000 مسجد، وكشفت معطيات حديثة لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية أن الأخيرة أنفقت أزيد من 14.6 مليار سنتيم على الأضرحة والزوايا، في إطار الهبات التي تقدمها سنويا إلى القائمين عليها بهدف الإعتناء بها وحفظها من الزوال…
ويبلغ معدل الإنفاق المغربي على مساجد سبتة وحدها حوالي 63 ألف أورو شهريا، فيما يصل مجمل الإنفاق السنوي المغربي، إلى 756 ألف أورو، بحسب معطيات نشرتها وكالة الأنباء الإسبانية Efe..هذا دون إحتساب ما تنفقه وزارة الأوقاف على رعاية الجانب الروحي لمغاربة العالم بالعديد من بلدان المعمورالمبالغ المالية الخيالية التي ينفقها المغرب على قبور تجهل هوية أصحاب الرفات التي ترقد بها في غياب بيانات صحيحة موثقة ومحفوظة وفق تصميم نظام معلوماتي من شأنه أن يوفر المعلومات الصحيحة ،عمن يسمون “الأولياء والشرفاء والسادات الخ” الذين تنسب إليهم تلك القبور في المكان والزمان المناسبين، وكذا المليارات التي تذهب لرعاية المساجد بداخل وخارج المغرب وعلى إمتداد ازيد من نصف قرن ألم يحن الوقت بعد لأن تتوقف الدولة عن تصريف هذه السياسة اللامنطقية في عصر الذكاء الاصطناعي ؟ وتتوقف عن صرف هذه المليارات من أموال دافعي الضرائب على الأضرحة والمساجد ريثما تقوم بتقييم ، منافع تلك الإستثمارات المالية وتحليل ربحية هكذا سياسات ودرجة مواصلة المخاطرة فيها؟
هنالك قطاعات إجتماعية وإقتصادية تعاني العجز او هي على حافة الإفلاس مثل التعليم والصحة والشغل والرعاية الاجتماعية ما أحوجها إلى إمتصاص تلك المليارات الريعية التي توزعها وزارة الأوقاف بسخاء على “الشرفا” أصحاب الزوايا والأضرحة ، وتمول بها أجور أئمة مساجد تنحصر كل مهمتهم في ترديد الخطب التي تكتبها َوزارة الأوقاف، على حساب إهمال سياسة تحفيز البحث العلمي وتمويل برامج ذات الصلة بنقل وتطويع التكنولوجيا وإستخدامها في تحقيق التنمية المستدامة..
في فرنسا تتم الآن محاكمة الإرهابيين الذين نفذوا إعتداءات مقر جريدة شارلي في إطار مسلسل من إقامة المحاكمات سيطول ليشكل محاكمة الإرهابيين مرتكبو فظاعات القتل الأعمى بفرنسا وغيرها من البلدان الغربية…
هًؤلاء السلفيون والدواعش خرجوا جميعهم من رحم دور العبادة التي تمتص المليارات من أموال الشعوب الإسلامية التي تعاني الفقر والجهل والبطالة وإنسداد الآفاق وغياب أبسط، مقومات البنية التحتية في ربوع أوطانها التي يزحف عليها التصحر وتفتك بها الأوبئة مما يدفع تلك الشعوب المقهورة أطفالا وشيبا وشبابا لركوب مغامرة الهجرة والعيش، عيشة الدبانة في البطانة بالمجتمعات الغربية…
فمتى سينتبه حكامنا أخيرا إلى أنه لاجدوى من إنفاق أموال الفقراء على الجانب الروحي وحده ويهتدوا إلى قاعدة مالله لله وما لقيصر لقيصر؟

عمتم صباحا…

الحسين فاتش، مارسيليا….

Advertisement
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.