تجنبًا للانتقادات .. الأحزاب المغربية تفضل عدم حضور استقبال رئيس الكنيست الإسرائيلي.. قيادي في التحالف الحكومي يدعو الى القطع مع “التردد والتلكؤ في الدفاع عن المصالح العليا للبلاد” ..
الرباط – نبيل بكاني:
باستناد إلى مصادر مطلعة، يرجح أن الأحزاب الممثلة في البرلمان المغربي قد فضلت عدم حضور الاستقبال الذي حظي رئيس الكنيست الإسرائيلي أمير أوحانا مؤخرا، بمجلس النواب، والذي أتاح للمغرب الحصول على اعتراف إسرائيلي غير رسمي بمغربية الصحراء.
ورجحت المصادر، أن يكون قرار هذه الأحزاب “تم اتخاذه تفاديًا للانتقادات التي قد توجه لهم من قبل المعارضين للتطبيع”.
من بين الأحزاب الممثلة في البرلمان المغربي، أعلن حزب العدالة والتنمية رفضه لهذه الزيارة، لكن باقي الأحزاب لم تعبر عن مواقفها بشكل واضح ولا تبنت موقفاً مؤيداً أو رافضاً.
وهذا السكوت الغامض للأحزاب الأخرى أثار تساؤلات كثيرة من جانب المراقبين والمهتمين بالشأن السياسي، والذين فسروه على أنه خوف من مواجهة رأي عام في غالبيته لا يرى في إسرائيل سوى محتل ومنتهك لحقوق الفلسطينيين خاصة في ظل تصاعد التوتر والانتهاكات في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وجاءت الزيارة في سياق الجهود المستمرة لتعزيز العلاقات بين المغرب وإسرائيل بعد إعلان التطبيع في العام 2020.
وعلى الرغم من ذلك، لا يزال هناك جدل كبير حول هذه الزيارة المثيرة وتأثيرها على الساحة السياسية والعلاقات الدبلوماسية للمغرب.
وأفادت معطيات صحفية، أن عدم توجيه الدعوة إلى الأحزاب لحضور استقبال رئيس الكنيست الإسرائيلي في مجلس النواب، والاقتصار على دعوة أعضاء لجنة الصداقة البرلمانية المغربية الإسرائيلية، كان خلف عدم حضور ممثلي الأمة، وهو ما يثير تساؤلات جديدة حول موقف الأحزاب المغربية غير الواضح.
ونقلت صحيفة “هسبريس” الالكترونية، عن قيادي بارز في التحالف الحكومي، لم تكشف هويته، دعوته إلى “القطع مع ما سماه منطق +التردد والتلكؤ+ في الدفاع عن المصالح العليا للبلاد التي تمثلها خارطة التحالفات الدولية للمملكة”.
واعتبر المصدر أن “مصالح المملكة تعلو فوق كل شيء حتى لو تطلب الأمر التحالف مع “الشيطان”، وفق تعبيره.
والأسبوع الماضي، التقى رئيس مجلس النواب المغربي رشيد الطالبي العلمي، مع رئيس الكنيست الإسرائيلي، أمير أوحانا، بمقر البرلمان خلال الزيارة التي أجراها الى العاصمة المغربية الرباط، بدعوة من الجانب المغربي.
ونقلت وكالة المغرب العربي للأنباء الرسمية، عن رئيس الكنيست الإسرائيلي، قوله إن هذه ” المرة الأولى التي يُدعى فيها رئيس للكنيست إلى برلمان بلد مسلم”.
وقبيل الزيارة، نظم نشطاء مغاربة، تظاهرة بالرباط احتجاجاً على وصول رئيس الكنيست الإسرائيلي أمير أوحانا إلى المغرب، ورفعوا شعارات مناهضة لزيارته ولتطبيع العلاقات بين الرباط وتل أبيب، كما أحرقوا العلم الإسرائيلي.