تحركات مكثفة لفاطمة محفوظ بايطاليا، و الديبلوماسية المغربية تكتفي برد الفعل…

Advertisement

عزيز القاسمي / روما..

تشهد الساحة السياسية الإيطالية هذه الأيام تحركات مكثفة و غير مسبوقة لممثلة جبهة البوليزاريو السيدة فاطمة محفوظ طمعا في موقف على الأقل مؤيد لحل تنظيم إستفتاء تقرير المصير، و بالتالي رفض إعلان الولايات المتحدة الأمريكية إعترافها بسيادة المغرب على الصحراء المغربية.
وفي هذا الإطار إلتقت فاطمة محفوظ التي تقدم نفسها دائما على أنها سفيرة “الجمهورية العربية الصحراوية” الوهمية بممثلين لكافة الأحزاب السياسية الإيطالية الممثلة في البرلمان الإيطالي و الأوروبي، و لم تخلوا لقاءات محفوظ كالعادة من نفاق سياسي حيث تلعب على الوثر الحساس لليسار الايطالي فتذكر بإشتراكية توجه الجبهة و ما تحظى به من دعم من الدول الشيوعية السابقة مثيرة ملف حقوق الإنسان و تصفية الإستعمار و ما إلى ذلك من الخطاب الشعبوي البالي، و على النقيض من ذلك تستعمل “الدبلوماسية” الإنفصالية خطابا مغايرا منافقا عند لقاءها زعماء اليمين المتطرفة وعلى رأسهم عصبة رابطة الشمال الإنفصالية و ثاني أقوى كتلة برلمانية محاولة نهج نفس خطابهم الداعي إلى تمكين الشعوب الأصلية من أراضيها و الإنغلاق و العنصرية لدرجة أنه خٌيِّلَ إلينا أن السيدة فاطمة محفوظ ممثلة لكتلة اليمين المتطرف العنصري الإنفصالي بأوربا.
هذا النفاق السياسي من طرف ممثلة الجبهة بإيطاليا لم يلتقطه المكلفون بملف الصحراء المغربية بإيطاليا لإستغلاله ضد الطرح العنصري الإنفصالي الذي يرفضه اليسار، و الذي من المفارقات العجيبة يعتبر من أهم داعمي البوليزاريو، و هذا الدعم للأسف أثمر تأسيس “حركة التضامن مع الشعب الصحراوي ” بمجلس منطقة إميليا رومانيا، و الذي قرر أن تكون أولويات المشاريع الدولية لفائدة جبهة البوليزاريو مع العلم أن تمويل هذا المجلس نفسه تأتي من دافعي الضرائب من بينهم 62.855 مغربي و حوالي 8.000 ايطالي من أصل مغربي يقيمون بمنطقة إميليا رومانيا أي ما يعادل سكان مخيمات تندوف.
الإعلان عن المجموعة الجديدة، جرى خلال إجتماع أشرفت عليه رئيسة المجلس، السيدة إيما بيتيتي رفقة نائب رئيس المجلس الجهوي إيلي شلين (النائب الأوروبي السابق والمستشار الحائز على أكبر نسبة تصويت في الانتخابات الأخيرة) وبحضور فاطمة محفوظ، ممثلة جبهة البوليساريو في إيطاليا وممثلين عن مختلف الهيئات والجمعيات المتضامنة مع “القضية الصحراوية”.
فشل القائمين على القضية الوطنية بإيطاليا في إنتزاع موقف لأحد الساسة أو عمداء المدن أو رؤساء الجهات مؤيد لمغربية الصحراء تماما كما فعلت فاطمة محفوظ بموارد بسيطة يدق ناقوس الخطر و يجعلنا في أمس الحاجة إلى رسم خطة بوجوه جديدة تبادر لدبلوماسية هجومية و ليس لدبلوماسية إنهزامية دفاعية في سبات عميق.

Advertisement
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.