ترجمة حوار/ فيديو بابلو إغليسياس ، الأمين العام لحزب بوديموس اليساري مع السيد ديفيد خيمنيس ” DAVID JIMENEZ ” المدير السابق لـ El Mundo : « مجموعة شركات ” IBEX ” توفر ملايين الأورو لوسائل الإعلام الإسبانية المختلفة لحماية صورتها بين أوساط الرأي العام !! حقائق مثيرة عن الأجندة الخفية لجريدة إل موندو ؟؟

Advertisement

ترجمة / فرحان إدريس..

سؤال بابلو إغليسياس الكاتب العام لحركة بوديموس الإسلام ، ما هو الإعلام في إسبانيا ؟؟
جواب ، ديفيد خيمينس المدير العام السابق لجريدة (إل موندو) : الإعلام هو عقد ووعد وعهد متبادل مع الناس ، وهي مهنة ، ووظيفة تتمثل في إخبار الناس بحقائق ووقائع هامة من أجل تكوين لديهم رأي عام مايدور حولهم ,, وفي بلد مثل إسبانيا يجب أن يكون الإعلام قوي ومستقل ونزيه في نقل المعلومات وإخبار الناس ..
سؤال : (إل موندو) جريدة يومية عمرها لا يتعدى عشرين ومديرها العام يكون عادة لديه سلطة لاحدود لها ، ماهي ذكرياتك الإعلامية في هذه الجريدة ؟؟
جواب : وأنا في مكتبي في ذلك الوقت كانت لدي أحلام رومانسية ،بعدما قرأت العديد من الكتب وشاهدت أفلام وثائقية حول الإعلام ، وإقتنعت بشكل قطعي بأن مهنة الإعلام هي وظيفة لتغيير الأشياء للأفضل وللأحسن وأن الإعلام هو المحرك الأساسي لهذا التغيير ، وأن تربح الكثير من المال وتحس أنك فعلا تساهم في تغيير الأشياء ، في تلك الفترة الزمنية إدارة التحرير لصحيفة (إل موندو) كانت متحمسة ، وأغلبية أفراد هيأة التحرير كانت شابة ولا تتعدى أكثر من ثلاثين سنة ، وجريدة (إل موند) وتعتبر في ذلك الوقت صحيفة ناشئة ومحط إهتمام الجميع السياسيين منهم وكل طبقات الشعب الإسباني ، وطاقم التحرير كان يتنقل من المقر الرئيسي للحزب الشعبي إلى المكتب المركزي للحزب الإشتراكي ، وتحس فعلا بأن الصحيفة الجديدة تعج بالحياة ، وكان على رأس إدارتها بطبيعة الحال بيردرو خوطا الصحفي رقم واحد بإسبانيا الذي كان يعتبر أنذاك رجل زمانه ..
وكان هناك إعتقاد سائد بين الصحافيين الشباب بأن مشروع جريدة (إل موندو ) جديد سيكون صوت إعلامي مستقل ليبرالي ووسطي لكن بعيد عن سلطة القرار في إسبانيا وهذا ما كان يؤكد عليه بيردور خوطا المدير العام بأن السلطات في الدولة الإيبيرية هي التي ستكون لديها خوف كبير من هذا المشروع الإعلامي الجديد وليس العكس ..
بابلو إغلسياس سؤال : بقيت ثمانية عشر في آسيا كمراسل صحفي لجريدة (إل موندو) ، ماذا أكسبتك هذه التجربة الطويلة على المستوى المهني والشخصي ؟؟

جواب ديفيد خيمنيس : فعلا هي تجرية صحفية عشتها بعيدا بآلاف الكيلومترات عن إسبانيا وسياسييها ومشاكلها الإجتماعية والإقتصادية في ذالك ، لكن منحتك الفرصة أن تعيش سنوات الجهاد الأفعاني وتغطي إعصار التسونامي وتجارة الأطفال في بلد مثل كمبدويا وتمارس الصحافة بمعناها الحقيقي روبورتاجات ميدانية من عين المكان ..

على سبيل المثال تمكنت طوال هذه السنين الطويلة من تغطية مباشرة لخمس زلازل بدول أسيوية وآثار إعصار تسونامي ، لدرجة أنني أصبحت متخصصا في الكوارث الطبيعية ، وألعب دور حاسم كمراسل ميداني في مساعدة شعوب منطقة التي تعرضت للكوارث الطبيعية ..
بابلو إغلسياس ، ماذا كان موقفك من نزول خبر فجأة بأنه تم تعيينك مديرا عاما لجريدة إل موندو ، بحيث قال العديد من المهتمين بالإعلام بأنك نزلت كالمظلي ؟؟ لماذا أنت بالذات ؟؟ وليس إعلاميين آخرين كانوا في هيأة التحرير المركزية ؟؟ وهناك من قال أنه صدرت أوامر عليا من قصر الحكومة الإسبانية أنذاك بتنصيبك أنت بالذات مديرا عاما ؟؟
ديفيد خيمينس ، تعييني كمدير عام لجريدة (إل موندو ) كان حكمة من الشركة المالكة للجريدة ، لدرجة أن العديد من الزملاء الصحفيين أرسلوا رسائل تهنئة وتشجيع بالمنصب الجديد ..
يبدو أن إدارة الشركة المالكة للجريدة كانت تريد صورة جديدة لإدارة الجريدة لاسيما أن المدير المعين هو كاتب معروف وأشهر صحفي مراسل ميداني ,
مدير جديد لا علاقة له بالسياسيين الإسبانيين من شتى الأحزاب وليست له علاقة مباشرة بعالم الأعمال والمال ولا يتوفر على شبكة تحتية تحميه ، لكن منصب المدير لجريدة (إل موندو ) يعني إمتيازات عديدة مادية منها على الخصوص وراتب شهري كبير ..
با بلو إغلسياس : كتابك حول الأمن بإسبانيا في ذلك الوقت أحدث ضجة كبيرة في الحكومة الإسبانية اليمينية أنذاك ولاسيما لوزير الداخلية السيد فيرناندو دياز ؟؟ ما تعليقك ؟؟
دايفيد خيمينس : صحيح ، لكن كصحفي مراسل لما يقارب 20 سنة في منطقة من العالم عرفت بالزلازل والكوارث الطبيعية وتغطية إختطاف الأطفال بكمبوديا ومعايشة شتى أنواع الجرائم أكسبتك خبرة كبيرة في مجال الأمن لا تتوفر للعديد من الصحفيين بإسبانيا ، بالتالي تصبح كرجل فضاء سقط فوق التراب الإسباني ، إستطاع رؤية وإكتشاف من الأعلى ما لم يراه الآخرين ..
وهذا ما أزعج الحكومة الإسبانية أنذاك وسياسيي الحزب الشعبي الإسباني الذين كانوا يريدون ان تكون صحيفة (إل موندو) ناطق رسمي في الحملة الإنتخابية لسنة 2015 ، وهذا الذي لم أسمح به طوال إدارتي العامة للجريدة ، لأنني ما تعلمته طوال العشرين في القارة الأسيوية كمراسل صحفي في الميدان هو الإعلام الحقيقي الذي أومن به ولا زلت ، ولهذا تولدت لدي قناعة راسخة بأنه سأغادر قريبا منصب المدير العام لجريدة إل موندو ،وهذا ما حصل بالضبط ..
بابلو إغلسياس : ما هي الإتفاقات التي يجب على المدير العام لجريدة إل موندو أن يلتزم بها دون نقاش ؟؟
دايفيد خيمينس ..الإتفاقات سرية غير مكتوبة كانت مع الشركات الكبرى الإسبانية المنضوية تحت مجموعة إيبيكس ” IBEX” التي كانت تقوم بتمويل الجريدة وقنوات الراديو والتيلفزيون بملايين الأورو سنويا مقابل أن تحمي وسائل الإعلام المختلفة صورة رؤساء هذه الشركات ، وأن لا تنشر معلومات تضر بمصالح هذه الشركات بين الرأي العام الإسباني ,,
وفعلا يمكن الجزم بأن هذه الإتفاقات الغير المكتوبة أنقذت العديد من وسائل الإعلام المختلفة من الإفلاس وجريدة (إل موندو ) من ضمنها بطبيعة الحال , في وقت كانت تحتد الأزمة الإقتصادية في قطاعات أخرى ، لدرجة أن أي جريدة كبيرة في إسبانيا حصلت على تمويلات بملايين الأورو بمختلف الطرق حتى لا يفضحوا الفساد المالي لكبرى الشركات الإسبانية المنضوية تحت مجموعة إيبيكس ، والحكومة الإسبانية كانت على علم بكل هذه التفاصيل لكنها أخفتها عن الجميع ..
بابلو إلغسياس : كيف أخفت الحكومة الإسبانية أنذاك هذه المعلومات ؟؟
دايفيد خيمنيس : سأعطيك مثلا من الإتفاقات السرية الغير المكتوبة بين أباطرة مجموعة إيبيكس وجريدة إل موندو ، حين تتوصل هيأة التحرير للجريدة بمعلومات خطيرة عن رؤساء هذه المجموعة الإقتصادية والمالية من فساد مالي سواء في القطاع العمالي أو المالي أو المصرفي ، يذكرك أصحاب هذه المجموعة بملايين الأورو التي تمنح لك سنويا في الدعم المالي المباشر والغير المباشر لدرجة أن جريدة (إل موندو ) كانت تتلقى قبل الأزمة الإقتصادية ما يناهز 60 مليون أورو سنويا بخلاف وسائل الإعلام المختلفة الأخرى التي كانت على حافة الإفلاس ، ويقولون لك جاء دورك الآن في رد الجميل وبالتالي تقرر عدم نشر هذه المعلومات الخطيرة ..
بابلو إغلسياس : من هو سينتو كابليس ؟؟
دايفيد خيمينس : هو الرجل الذي كان يتحكم في التمويلات لوسائل الإعلام المختلفة المرئية منها والمكتوبة والمسموعة ، وهو الذي يقرر حصة كل وسيلة إعلامية ..

وفي إجتماع مطول كمديرًا للجريدة ، مع وزير الداخلية فرنانديز دياز ، الذي أخبره بضرورة أن صحيفة (إل موندو) يجب أن تكون أداة دعاية لحزب الشعب خلال الحملة الانتخابية المقبلة ، فرد عليه ديفيد بخطاب رومانسي حول إستقلال الصحافة وتساءل كيف لرجل مثل فرنانديز دياس وزير الداخلية أنذاك “هذا الرجل الأحمق أن يكون مسؤلا عن أمن وسلامة المواطنين الإسبان ؟؟

ويتابع المدير السابق لجردة (إل موندو ) عن “الاتفاقيات” ويعرفها على أنها إتفاقيات غير مكتوبة تقوم مجموعة شركات (Ibex ) من خلالها ضخ مالايين” إلى وسائل الإعلام في مقابل حمايتهم لصورهم وعدم إعطاء أي معلومات غير ملائمة عنهم ، أي ممارسة “الرقابة الذاتية” على أي أخبار سلبية في الجريدة ..

ويعرفهم “بالرجال المنبوذين” ، الذين هم يديرون الأموال بطريقة غير مشروعة التي يتم توزيعها بين وسائل الإعلام ، و يعطي مثلا حي على علاقة المدير السابق لبنك “BBVA” مع المصدر ” Villarejo ” التي إختفى من الساحة الإعلامية بعدما ترك هذا الأخير إدارة البنك ..

ويعطي مثالاً حي آخر “للشركات التي لا يمكن المساس بها” ، كان هناك إنهيار في مصنع في بنغلاديش وتوفي أكثر من 1000 شخص ، و يكتشف أن رجل الأعمال ” El Corte Inglés ” ينتج في ذلك المصنع , فأرسل التقرير الصحفي لإدارة هيأة صحيفة ( إل موندو ) ، لكنه بعد ساعات تلقي بريدًا إلكترونيًا من رئيس التحرير كان غاضبا ، وحذف جميع الإشارات التي كانت تدل على El Corte Inglés”. ويؤكد أنه في كثير من الأحيان لم يكن على “المنبوذين” أن يلمسوا الصحافيين ، لأن مديري وسائل الإعلام كانوا قد استوعبوا أدبيات اللعبة ، وكمثل دولي معاصر يسلط الضوء على قضية بوتين ، التي لا يجرؤ أحد على لمسها حتى بعد الموت.

ومن القضايا التي أثارها المدير السابق لصحفية (إل موندو) هو أن أحد المستشارين السايقين في البنك الشعبي الإسباني المعروف ب ” Banco Popular ” أنهم كانوا يمنحون الائتمان بأسعار فائدة منخفضة بشكل كبير يتراوح ما بين (0 أو 0.5) للصحفيين الذين يغطون الإقتصاد والمصارف على مدار عقود ، مما يضمن بيعهم للجمهور كبنك غير قابل للتدمير حتى لو كانوا على وشك الإفلاس. وهو يعترف أنه في غرف الأخبار لم يكن أحد يقرأ مدونة الأخلاق في الصحافة.

ويشرح هنا ديفيد خيمنيس كيف يتم تزكية الصحفيين ومعاقبتهم من طرف إدارة صحيفة (إل موندو ) ، بحيث يتم خلق مجموعة من التجمعات وكيف يعطي السيد ” Moncloa ” بعض الصحفيين المدرجين في الموضوعات التي يريدون معالجتها…
وهاته التجمعات تعرف بأنها خلاص العديد من الصحفيين دون توظيف أفضل ، ويسلط الضوء على أن معظمهم موجودون هناك بعد تعيينهم من قبل الأحزاب ، نفس السياسيين الذين وضعوهم ، يخرجونهم إذا لم يرضوا عن أدائهم بالجريدة ، بلغة أوضح أنه يجب ذكر هذا السياسي بشكل متكرر في مقالات هذا الصحفي ، ويعطي مثال في هذه النازلة يذكر أنه تم وضعه في تجمع “كحصص مجانية” ، وهو ما يتوافق مع عدد ضئيل من المشاركات في التجمعات التي يتم منحها للصحفيين الذين لا يقترحهم أي حزب.

و يشير إلى أن مشكلة الجدية الصحافة ليست أن ( Villarejo ) هو المصدر ، ولكنه يتم نشر وثائقها دون تعارضهامع مصالح مجموعة شركات ” IBEX ” ، ويؤكد أن صحيفة ( نيويورك تايمز) لا تنشر أي مستند مطلقًا دون تعارضه مسبقًا وتأكيد صحته ، يقول إنه في إسبانيا لا توجد صحافة إستقصائية ولكن تصفية ، وأن هؤلاء الصحفيين الذين يرغبون في التحقيق بدلاً من التصفية يتوقفون عن تلقي التسريبات.

وسئل عن النوع الرقمي “The Confidential” ، الذي يسميه “blunderbuss”. يقول ديفيد إن وسائل الإعلام معينة تعيش على الإبتزاز ، حيث تخبر الشركات بأنها ستبدأ في نشر أشياء سلبية عنها إذا لم تدفع لهم (على سبيل المثال) 80000 يورو في فترة زمنية قصيرة. نظرًا لأن هذه المبالغ تعد مبالغ مالية صغيلرة للشركات الكبيرة ، فإنها دائمًا ما تنتهي بالدفع.

وهنا يختم السيد ديفيد خمينيس حياته بعدما أُمر بالتوقف عن العمل كمدير لشركة El Mundo ، عُرض عليه مراسلات في نيويورك مع دفع كل شيء ، لم يقبل ، ذهب للمحاكمة من أجل إستراده حقوقه ، لكن مسؤولي شركة (إل موندو ) حاربوه بشكل فظيع كأنهم وضعوه على الصليب ، مستبعدين على نطاق واسع من وسائل الإعلام الأخرى مثل أوندا سيرو” ONDA CERO ” ، أنتينا 3 … ” Antenna 3 ” لدرجة أنه دُعي ذات مرة لإلقاء محاضرة في إحدى الجامعات لكن بعد ذلك تلقت المؤسسة مكالمة من جريدة ( إل موندو ) فتم إلغائها.

يتبع…

للذكر المقال أرسلناه إلى : الديوان الملكي

…………………..رئاسة الحكومة
……………………الأمانة العامة للحكومة
……………………رئاسة البرلمان المغربي
……………………رئاسة مجلس المستشارين
……………………رؤساء الفرق البرلمانية
……………………..الأمانة العامة للأحزاب السياسية المغربية
…………………….وزارة الشؤون الخارجية والتعاون
……………………..وزارة الجالية وشؤون الهجرة
……………………….وزارة العدل والحريات العامة ..
……………………المجلس الوطني لحقوق الإنسان
…………………………..مجلس الجالية المغربية بالخارج
……………………مؤسسة الحسن الثاني لمغاربة الخارج

Advertisement
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.