تساؤلات حول الدورية رقم 184 المتعلقة بترحيل جثامين المعوزين من المغاربة المقيمين بالخارج إلى أرض الوطن ؟؟ الخفايا والأسرار ؟؟ نزرع ونزور الجذور !!
فرحان إدريس ….
لاشك أن مغاربة العالم لا يعرفون من كان وراء فكرة الدورية الوزارية بترحيل جثامين أفراد الجالية المغربية بالخارج لأرض الوطن ؟؟ وكيف جاءت الفكرة للسيد وزيرالجالية أنذاك ، القيادي الإتحادي والأستاذ الجامعي محمد عامر الذي يشغل الآن منصب سفير المملكة المغربية ببروكسيل ؟؟
حين كان في زيارة رسمية لبلجيكا إلتقى بشباب من الجيل الثالث ولدوا وترعرعوا بالديار البلجيكية ، شباب لا يعرف شيئا عن الوطن الأم سوى أن جذوره ووالديه من أصول مغربية ، فسألهم السيد الوزير ما الذي يربطكم بالمغرب ؟؟ فكانت الإجابة من هولاء عفوية : نزور مدينة الناظور والمغرب عموما فقط من أجل الترحم على أجدادنا ، لأنهم كانوا ينحدرون من منطقة الريف …كانت فعلا إجابة تتطلب نوع من التفكير العميق وإتخاذ قرار من أجل ربط هذه الأجيال بالوطن الأم المغرب …
مباشرة بعد عودة السيد الوزير محمد عامر لأرض الوطن ترجمت الفكرة إلى مذكرة ودورية وزارية لازالت سارية لحد الآن ، عملية ترحيل الجثامين هي عملية إنسانية بإمتياز ربط الماضي بالمستقبل لكن مع الأسف المسؤولين داخل المغرب وخارجه لا يفهمون معناها الحقيقي وينظرون إليها من الجانب المادي فقط ، نزرع ونزور الجذور*
للعلم أن , هناك بعض القناصلة المغاربة بالخارج الذين يكررون في السر والعلن بأن الدولة المغربية تخسر الملايين في ترحيل جثامين مغاربة العالم لأرض الوطن ، وينسون أن القنصليات المغربية المنتشرة بدول العالم موجودة لحد الآن بسبب أولا , الضرائب العالية التي يؤدي كل مهاجر مغربي يتوجه إما للحصول على جواز السفر أو على البطاقة الوطنية أو على أي وثيقة إدارية أخرى ، و ثانيا , أن أفراد الجالية المغربية بالخارج سنويا يرسلون تحويلات مالية بالعملة الصعبة تقدرب 62 مليار درهم ، وثالثا وليس أخيرا , لاننسى أن خمسة ملايين نسمة من مغاربة الخارج يعيلون نسبة كبيرة من أقربائهم بأرض الوطن ..
وحسب الإحصائيات الأخيرة لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي فإن الوزارة المنتدبة المكلفة بالمغاربة المقيمين بالخارج ترسل سنويا على نفقة الدولة المغربية 8000 جثة مهاجر مغربي لأرض الوطن ، السؤال الذي يطرح نفسه بقوة , كم هي النسبة المئوية التي تنفقها مختلف الوزارات والمؤسسات العمومية المهتمة بقضايا الجالية مقابلف الملايير التي يرسلها مواطنين مغاربة لم يحصلوا لحد الآن بعد على المواطنة الكاملة ؟؟
في الديار الإيطالية مثلا ،هناك قناصلة مغاربة يعرقلون بشتى الوسائل إستفادة مغاربة معوزين من الدورية الوزارية المتعلقة بترحيل جثامين مغاربة إيطاليا لأرض الوطن ، وفي أغلب الأحيان يلحون على أفراد المتوفى شهادة الإحتياج التي لم تعد تمنحها أي من السلطات المحلية والإدارية بالمغرب ..
في المغرب حاليا ، هناك فقط شهادة الرميد ، فلماذا هناك بعض القناصلة يقولون لأفراد الأسرة التي تقدم طلب الإستفادة من الدورية الوزارية ، بأن الوزارة الوصية تمنحها بعد عشرة أيام ؟؟ ولدينا تسجيل صوتي لأحد الموظفين المحليين بتورينو يصرح لمهاجر مغربي بهذا الكلام ، بينما الوزير المنتدب السيد عبد الكريم بنعتيق ينفي هذا الأمر نفيا قاطعا ..
في إيطاليا على سبيل المثال ، القناصلة يطبلون شهاة الإحتياج أو شهادة عدم العمل التي يمنحها مكتب الشغل الإيطالي ، بينما بالديار البلجيكية القنصليات المغربية هناك تطلب شهادة الراتب الشهري ، أي * FICHE DE PAIE * * BUSTA PAGA * من أجل الإستفادة من الدورية الوزارية رقم 184 شرط أن لا يتعدى الراتب الشهري 1200 أورو ، فلماذا هذا التمييز العنصري في تطبيق الدورية الوزارية بين إيطاليا وبلجيكا ؟؟ علما أن الدولة البلجيكية تقدم مساعدات إجتماعية للأسر والعائلات المعوزة ، بينما بالديار الإيطالية لا يحصل هذا الأمر بتاتا ..
لهذا أسئلة عديدة تطرح على مسؤولي وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي , والوزارة المنتدية المكلفة بالمغاربة المقيمين بالخارج للمهاجرين المغاربة المقيمين بالديار الإيطالية ؟؟ هل أفراد الجالية المغربية المقيمة بالديار الإيطالية تختلف عن باقي الجاليات المغربية الأخرى المقيمة بدول الإتحاد الأوروبي ؟؟ أم ينظر إليهم فقط بأنهم مواطنين من الدرجة الثانية ؟؟ و أنهم مهاجرين مغاربة يمارسون تجارة المخدرات وشتى أنواع التهريب ؟؟ وبالتالي يجب معالمتهم معاملة البقر الحلوب لا أقل ولا أكثر ؟؟ لأنهم أول جالية مغربية بالخارج ترسل تحويلات مالية كبيرة تقدر ب 300 مليون أورو سنويا زيادة على الملايين التي تدخل المغرب بطريقة غير شرعية …
الأمر الآخر الذي يشتكي منه القناصلة هو أن وكالات نقل الأموات المختلفة المملوكة لمهاجرين مغاربة دائما ترسل فاتورات أغلى من تلك التي ترسلها وكالات نقل الأموات المملوكة للإيطاليين ، وبالتالي لايحصلون على التفويض الحصري للقيام بإجراءات نقل الجثة للمغرب , أبإعتبارهم قل تكلفة ووووو,,,,
هذا الإشكال غير موجود بإحدى القنصليات المغربية الموجودة بشمال إيطاليا ، لأنها تتعامل مع وكالة واحدة بعينها ، لا ندري ما هي المعايير التي إعتمدتها من أجل إتخاذ هذا القرار؟؟ لأن هناك مالكين آخرين لوكالة نقل الأموات يشتكون من نتائج هذا القرار، ويقولون أنه أحدث لهم ضرر كبير على مستوى مسيرتهم المهنية ، ولقد أرسلنا مراسل الموقع للقنصلية لإجراء تحقيق ميداني في هذا الأمر ، لأنه لا يعقل أن تتعامل قنصلية مغربية مع وكالة واحدة بعينها لنقل الأموات طوال السنة ؟؟
في الختام ،هناك قضية رأي عام بالديار الإيطالية يتم تداولها بشكل غير محدود ، وتسيئ لسمعة وصورة المملكة المغربية على المستوى الدولي ، هو أنه هناك عدة وكالات لنقل الأموات لم تحصل بعد على مستحقاتها المالية بعد مرور أكثر من سنة ونصف ، وتعود الفاتورات الغير المؤدية عنها لعهد القنصلة السابقة بميلانو فاطمة البارودي ، والعديد من مالكي وكالات نقل الأموات يهددون باللجوء للقضاء الإيطالي من أجل الحصول على مستحقاتهم المالية ..
القضية بأكملها طرحناها في شهر شتنبر الماضي على السيد الوزير المنتدب المكلف بالمغاربة المقيمين بالخارج ، الأستاذ عبد الكريم بنعتيق الذي نتمنى أن يترك بصماته الفكرية في وزارة الجالية وشؤون الهجرة كما تركها الأستاذ الجامعي ووزير الجالية السابق محمد عامر ، وأن لا يكون مثل الوزيرين السابقين ، الإستقلالي عبد اللطيف معزوز ، والتجمعي الإداري والبيروقراطي أنيس بيرو اللذان دخلا من باب وخرجا من باب آخر ، ولا أحد من أفراد الجالية المغربية بالخارج أحس بهم ، كأن المدة الزمنية التي قضوها على رأس وزارة الجالية مرت كرمشة عين …
يتبع …
للذكر المقال أرسلناه إلى : الديوان الملكي ..
…………………..رئاسة الحكومة
……………………الأمانة العامة للحكومة
……………………رئاسة البرلمان المغربي
……………………رئاسة مجلس المستشارين
……………………رؤساء الفرق البرلمانية
…………………….وزارة الشؤون الخارجية والتعاون
…………………….وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية المغربية
……………………..وزارة الجالية والهجرة
……………………..وزارة النقل والتجهيز ..
……………………..المجلس العلمي الأعلى بالرباط
………………………وزارة المالية
…………………….مجلس الجالية
……………………..مؤسسة الحسن الثاني لمغاربة الخارج
……………………..الأمانة العامة للأحزاب السياسية المغربية
……………………..السفارات المغربية بالخارج
……………………..القنصليات المغربية بالخارج