تساؤلات مشروعة حول لماذا الخلايا الإرهابية تفكك فقط في النفوذ الترابي التابع للمديرية العامة للأمن الوطني ؟؟ ، وهل فعلا أصبح عبد اللطيف حموشي ” هبل ” المملكة المغربية ؟
الكل على علم بحرب المغرب المعلنة في سياق إستتباب الأمن بالبلاد ضد الخلايا الإرهابية ومكافحة التطرف . وكما هو معلوم للجميع فالمغرب حقق أرقام قياسية في تفكيك الخلايا الإرهابية ، كالقبض على منتمين لخلايا إرهابية ، إعتقال الدواعش للإشتباه تورطهم في التحضير لأعمال إرهابية ، وإلى آخره من كل هذه العناوين البراقة التي لا تخلو منها الجرائد المتملقة لرموز الدولة السرية والعصابة بالمغرب. لكن عندما نتعامل مع هذه الوقائع والأحداث وهذه الأخبار بعين حرفية وتحليلية من وجهه نظر أمنية نجد أن ، هناك عدة أسئلة تطرح نفسها على سبيل المثال لا يتم الفصح عن كيفيه التوصل ؟ ، أو كيف تم الوصول إلى هذه الخلايا النائمة وإعتقال المنتسبين لهذه الخلايا الارهابيه؟ ، سؤال آخر يطرح نفسه بقوة هو ماذا حدث ؟ ، وما هي مستجدات التحقيق والبحث بعد تفكيك هذه الخلايا وبعد إعتقال المنتسبين اليها ؟ ، هل تم البحث عن من كان يزودهم بالأسلحة والمتفجرات لإنجاز أعمالهم الإرهابية كما هو مزعوم ؟ ، والسؤال الأهم لماذا جل ومجمل حتى لا نقول كل هذه الخلايا الإرهابية عمليات تفكيك هذه الخلايا الإرهابية يتم داخل النفوذ الترابي للأمن الوطني الذي يترأسه عبد اللطيف الحموشي ؟ ، وليس بالنفوذ الترابي التابع للدرك الملكي ؟ ، الشيء الذي يأرجح الكفة لصالح فرضية أن هذه الخلايا هي في الأساس من فبركة أجهزة الحموشي، لذلك يتم تفكيكها داخل نفوذه الترابي أي المدن، لأن النفوذ الترابي للدرك الملكي مراقب وأي محاولة فبركة خلية إرهابية عليه قد يعرض العملية برمتها للفشل بل والفضيحة. و الهدف من هذا كله ليس الدخول في صدام مع جهاز الدرك الملكي بقدر ما الهدف من هذا كله تقديم الحموشي على أنه ” سوبرمان ” الأمن بالمغرب و خلق صورة خارقة له في وعي و لاوعي المواطن المغربي.
ولاسيما تلميع صورته خارج المغرب، خصوصا وأنه موضوع مذكرات بحث أوروبية فرنسية على سبيل المثل لا للحصر ، وإسمه ورد في عدة شكايات تتعلق بالتعذيب داخل وخارج المغرب، هذا دون الحديث عن الظروف المادية والنفسية التي يعمل بها رجال الأمن الشرفاء الذين يأخدون عملهم على قدر كبير من الجدية والأمانة، ليأتي “هبل” في الأخير، وينسب إليه إنجاز رجالات الأمن الشرفاء الذين قدموا الغالي والنفيس من صحتهم ووقتهم وجهدهم من أجل إتمام مهامهم على أكمل وجه وبكل أمانة.
من جهة أخرى ، لماذا الأمن المغربي لم يستخدم هذه القدرات الإستخباراتية والأمنية والضربات الاستباقيه والحرفيه العالية ؟ ، لماذا لم يتم إستخدام كل هذه القدرات في حل الغاز ملفات كثيره مثل موت الشهيد “الدكتور العسكري الصغير” ؟ الذي لحد الآن لا نعرف كيف وصل إلى المستشفى ؟ ، وكيف يعني يضحكون على الذقون بالقول ، بأنه عندما وصل إلى المستشفى مات هناك وظل بغرفة الأموات مدة زمنية لأيام متتالية دون العلم بهويته .
ما يطرح تساؤلات عديدة حول هل مات بشكل طبيعي أو تم قتله من طرف مديرية العمليات بالديستي ؟ ، وأين هو هاتفه المحمول الذي من خلاله يمكننا تتبع جميع حركته ومساره قبل وصوله الى المستشفى ؟ . دون نسيان حل لغز إغتيال وزيرالدولة السابق في حكومة العدالة والتنمية الأولى برئاسة عبد الإلاه بنكيران “عبد الله باها” ، وهل المخزن يعتقد أن الشعب المغربي طفل صغير “مومو ” يرضع أصبعه” ليصدق قصة وزير ذهب لزيارة مكان وفاة صديقه الإتحادي “الزايدي” ؟ ، ولم يسمع بزهير القطار عند إقترابه ؟ ، و القطار لم يترك من المرحوم شيئا سوى بطاقته الوطنية “صحيحة فصيحة” لنعرف أنه باها”، لماذا الأمن لم يستخدم هذه المهارات والحرفية والتقنيات الإستخباراتية في كشف من قام بقتل رجال أمنيين كبار؟ ، و حراس ملك الذين ماتوا في ظروف غامضة ؟ ، لماذا لا يتم تتبع تورط مسؤولين كبار في الدولة يعلم هويتهم الحقيقية جهاز الأمن المغربي وبعض مسيري ومسؤوليه هم جزء منهم، مثل ملف ايسكوبار الصحراء ؟ ، الذي كان يتجول في البلاد أمام أعين الحموشي، أين كان الحموشي والمدراء المركزيين للديستي و تقنياتهم الإستخباراتية و الإستباقية لكشف توؤط المسؤولين الكبار للدولة في شبكة “المهري المالي” ؟ ، و لماذا لا يعمق البحث و يكشف المتورطين الغير المعلن عنهم ؟ ، والذين يتبوأون ن مراكز عليا بالبلاد، ومنهم من الحموشي نفسه يتلقى منهم الأوامر ؟ ، لماذا لا يتم تتبعهم بكل هذه التقنيات لكشف إنتمائهم لعصابات المخدرات وتورطهم بل وإغتنائهم من الإتجارالدولي في المخدرات ؟ …الخ
هذه التساؤلات وغيرها تجعلنا نستنتج ، أن هذه كشف الخلايا الإرهابية الوهمية هي في حقيقة الأمر عمليات أغلبها مفبركة من أجل تلميع الصورة التي يسوق لها عبد اللطيف حموشي نفسه عبر نفخ الأرقام والإحصائيات الشهرية والسنوية دون إعارة ، لماذا لا يخرج المسؤولون الأمنيون من أجل تكذيب الإدعاءات حول تعرض عدد لابأس به من المعتقلين للتعذيب من أجل الموافقة على التصريحات المدونة في المحاضرالأمنية المفبركة ؟ ، ولماذا لا يتم فتح أبحاث قضائية في بلاغات التعذيب ؟ ، حيث لم نسمع قط عن بحث أو تحقيق أجري حول بلاغ تعذيب تعرض له معتقل ما أو سجين ما أو أعضاء خلية ما حسب ما يزعمون في المغرب ؟ .
لحد الآن نسمع قصص التعذيب لكننا لم نسمع يوما عن خروج النيابة العامه بتعليمات لإجراء تحقيق أو بحث مما يطرح السؤال حول مدى إستقلالية القضاء في المغرب ؟ ، و مدى احترام النيابات العامة والمحاكم الإبتدائية والإستئناف لبنود الدستور المغربي الجديد ؟ (الذي سيكون موضوع تحقيقات صحفية ميدانية في المستقبل القريب )
الأمر يطلب منا النظر إلى هذه الأمور بعين نقدية محايدة ، لأن من وجهه نظر العديد من الأمنيين المحترفين هناك مبالغة في هذه الإجراءات والإعلانات عن إكتشاف خلايا إرهابية هنا وهناك ، في حين أن هناك ملفات عديدة عالقة لا نجد هذه السرعة في معالجتها و فكها…
يتبع ..
أمني سابق / أمريكا اللاتينية