تصريح الرئيس النيجيري الذي إعتبره الكثيرون إعترافًا بأن “إيكواس” مُجرّد ستارٍ للغرب.. وأكاديميون مصريون يؤكّدون أن الشعوب الإفريقية إستيقظت وستستكمل التحرّر السياسي والاقتصادي مهما يكن الثمن !!

Advertisement

لا يزال الوضع في النيجر محط أنظار العالم، وسط ترقب للقادم الذي يراه البعض مبشرا، ويعتبره آخرون بداية لفوضى إفريقية لن تبقى ولن تذر.
مراقبون يؤكدون أن أمريكا والغرب لن يتنازلا طواعية عن المنجم الإفريقي، ولن يتركا القارة السمراء إلا بشق الأنفس.
د. إسماعيل صبري مقلد أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية قال إن مما لا شك أنه إذا انفجر صراع مسلح حول النيجر، فسوف تكون عواقبه وتداعياته اخطر، وأبعد مدي بكثير من كل ما يجري الآن في السودان.

وأضاف أن النيجر سوف تكون البداية في هذا الصراع، لكنها لن تكون نهايته أو المحطة الأخيرة فيه.
وقال إن ما نعلمه هو أن المجلس العسكري الحاكم في النيجر أعطي تفويضا مفتوحا لدولتي مالي وبوركينا فاسو يسمح لقواتهما بالدخول إلى أراضيها للقتال إلى جانبها ضد أي تدخل عسكري خارجي سواء كانت فرنسا هي من تقف وراءه أو إيكواس، وهو ما يعني أن رقعة الصراع المسلح لن تقتصر على أراضي النيجر ، وإنما سوف تتسع بسرعة بما قد يصعب إحتواؤه، وقد يتصاعد مستوى العنف فيه إلى درجة قد تشعل حريقا هائلا في هذه المنطقة من العالم عما يمكن أن تحدثه تداعيات هذه الحرب الإفريقية من إنقسامات وإستقطابات حادة بين دول الإتحاد الإفريقي، بل وداخل مجموعة دول إيكواس نفسها.
وخلص إلى أنه سوف يكون هناك الكثير من اللوم لمن أشعلوا هذه الحرب، وجعلوا الدول الإفريقية تدفع ثمنها وحدها.
وتابع موضحا: “إنه من الآن ، وحتى من قبل أن يجد التدخل العسكري طريقه إلى التنفيذ، أقول أنه ما هكذا يكون التعامل مع مجلس عسكري وطني جاء لينتشل النيجر من براثن إستغلال استعماري فرنسي وقح تحت ذريعة حمايتها من أخطار خارجية وهمية ، بإقامة القواعد العسكرية ومرابطة آلاف القوات الفرنسية فيها ، لتبقي النيجر منطقة نفوذ إقتصادي وسياسي خالصة لواحدة من أسوأ القوى الإستعمارية الأوروبية التي عرفها التاريخ”.
وخلص إلى أن الغرب نجح في تسويق الوهم الكاذب للإتحاد الإفريقي بأن تدخّلهم في النيجر، والتخلص من تبعات الإنقلاب العسكري الأخير وإعادة الرئيس المخلوع إلى السلطة، سوف يكون هو الطريق نحو إستعادة الديموقراطية والشرعية إلى النيجر بعد أن وضعها الإنقلابيون في خطر، لافتا إلى أنهم لم يقولوا لهم انهم يريدون منهم كإفريقيين أن يحاربوا معاركهم بالنيابة عنهم، ليدفعوا هم فيها كامل الثمن من فوضي وعنف وخراب ودمار شامل لحياتهم ومستقبل شعوبهم ، ولتبقي الثمار من نصيبهم وحدهم.
وإختتم مؤكدا أن الأفارقة من دعاة التدخل العسكري في النيجر، سواء كانوا في الإتحاد الإفريقي أو إيكواس، سوف يقترفون غلطة عمرهم إذا هم إنساقوا وراءهم في الغرب وإستجابوا لتحريضهم لهم للتدخل، ولم يرجعوا إلى عقولهم ليضبطوا ردود أفعالهم وليعرفوا حدودهم لا يتجاوزوها في غمرة الإنفعال والإندفاع غير المحسوب، ليوفروا بذلك على أنفسهم كوارث أكيدة ما أغناهم عنها.
ولديهم منها فعلا ما يكفيهم وزيادة. وليضعوا نصب أعينهم أنه ليس من حقهم ولا من حق غيرهم أن يفرض وصايته علي شعب إفريقي حر من حقه أن يختار طريقه إلى ما يريده لنفسه بعد أن أوصله المستعمرون الفرنسيون إلى هذا الحال المزري من الفقر والتخلف والمعاناة.
وأنهى قائلا : “هذا موقف كان يجب أن يقف فيه الإتحاد الإفريقي إلى جانب النيجر وليس ضدها”.
من جهتها قالت د. عواطف عبد الرحمن أستاذة الصحافة بكلية الإعلام جامعة القاهرة إن الغرب الإستعمارى يخوض آخر معاركه لإستمرار السيطرة والنهب فى دول غرب إفريقيا تحت شعار محاربة الإرهاب ، متهمة الغرب بالصفاقة والإجرام.
وإختتمت مؤكدة أن الشعوب الإفريقية إستيقظت وسوف تستكمل مرحلة التحرر السياسي والإقتصادي ولا عزاء للمستعمرين وأتباعهم من الحكام والمنظرين والكتاب.
الإعتراف الصريح !!
من جهته قال السياسي المصري زهدي الشامي إن تصريحات رئيس نيجريا التي أكد فيها: “اذا لم يستجب قادة إنقلاب النيجر لطلباتنا فلن نستطيع منع دول أخرى تضغط علينا من التدخّل”.
إعتراف صريح بأن دور مجموعة الإيكواس هو ستار لتدخّل فرنسا ودول غربية أخرى.

 

محمود القيعي / عن جريدة رأي اليوم لعبد العباري عطوان /

Advertisement
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.