أحمد حضراوي
ثمة فرق شاسع بين أن تكون -ولو على ما أنت عليه- وتتقبل نفسك كما أنت وتطور قدراتك الذاتية لتحقيق ما تصبو إليه بنفس طريق ووسائل من سبقك إليه وأهمها العزم والمثابرة وتوسيع الاطلاع على مجال اهتمامك الذي تريد أن تحقق فيه نجاحا، سواء كان اهتماما ماديا أو معنويا، كتابة بشقيها الشعري والنثري، أو فنا أو غيرها، وبين أن تكون مجرد أرضة تقضم جهد الآخرين.
ترددت كثيرا في الرد على ثلاثة نفر من أهل مدينتي يفسدون في الأرض ولا يصلحون، أهل جهل وغباء وأسنمة لا ينظرون إليها بل يعيبون خلو ظهور غيرهم من أحمال، ثلاثة يكاد يكون السيد عبد الله بوصوف رابعهم، ولا نعلم هل يستأجرهم فعلا للتهكم على معارضي أدائه في منصبه ؟؟
-ومنهم أنا-، أم تراهم يتقربون إليه بمحاولاتهم الدؤوبة لتقديم رؤوسنا له قربانا على صحن تقرب منه أو مصلحة أو لاستمرار استدرار عطاياه ومنحه قلت أو كثرت، ولو كانت تذكرة طائرة من الدرجة الإقتصادية، أو إقامة بفندق قرح بالدار البيضاء بمناسبة أو غير مناسبة، أو وجبة سمك في مطعم قريب من محجة الرياض.
ترددت في الرد على الثلاثي الشيطاني لأسباب عدة أهمها أنه لم يتجرأ أي واحد منهم أن يذكرني بالإسم وإنما اكتفى بالتلميح بل التلميح المباشر الذي كاد يبين، ومرد ذلك إلى الجبن الذي يعش في نفوسهم، فهؤلاء الثلاثة -وسنأتي بتفصيل ممل عن كل واحد منهم- يعلمون علم اليقين أن محاولة تسويق أنفسهم لعبد الله بوصوف بأنهم أنداد لي قد باءت بالفشل منذ أول محاولتهم معي وذلك عندما تجاهلتهم بالرد في حين رددت على غيرهم ممن ينسبون لطبقة أعلى منهم بكثير، طبقة “المثقفين” و”السياسيين” وحتى بعض من ينتسبون إلى أسرة الإعلام.
كان ردي عليهم سريعا وحاسما لأنهم يدركون خطورة الكلمة التي هي في أحيان كثيرة أقوى من كل رصاصة، ولأنهم يعلمون جيدا حجمهم في علم الحرف والمعنى، فانكفأوا خائبين إلى جحورهم مضطرين إلى رفع الرايات البيضاء، أو منكفئين على أنفسهم يتدبرون بليل أمرا جديدا، ولا نملك إلا أن نقول لهم: “إن عدتم عدنا”.
أما أهل كهف العهر الثلاثة والذين لم يذكروني صراحة ولن أذكرهم بالمثل، أولا لأن مجرد ذكر أسمائهم هو سبة في حقي وإنحطاط لقلمي إن فعل، وثانيا لمعاملتهم بالمثل لكن لدوافع مختلفة عنهم، فعدم ذكرهم لإسمي دافعه الخوف من ردة فعلي وأولها جرهم أمام المحاكم البلجيكية ثم المغربية، وثانيا ، لأنهم يعلمون أن كنانتي مباركة بسهام لا تنتهي، يمكنها أن تصيب فيهم مقتلا غير محدود، وأهم من كل ذلك نفَسي الطويل الطويل جدا، فإن كان غيري يتعب من المعارك الكلامية فأنا مثل تلك المعارك تشحن عزمي وتزيد من قوتي، وليبحثوا في سجل انتصاراتي في بلدان عربية وأوروبية كثيرة، أخرستُ فيها من كل طينة ، فما وجدوا ثغرة ينفذون منها، ولا وجدوا مني مفرا، وما أمنوا إلا وقد دخلوا مساكنهم كما دخل النمل مساكنه خوفا من سليمان وجنوده أن يحطمونهم.
الأعور الدجال :
لو كان الدجال مغربيا لما كان غيره، رجل تافه لا شغل له إلا النصب والإحتيال، ينهش أعراض كل من لم ينل منه غرضه، يبدأ علاقته بك بالتزلف والتقرب و”مسح الكابة”، مستعملا كل طرق الذل والهوان ليصل إلى أن تسلط عليه بعض الأضواء، فإن فشل في إقناعك بحجمه الضئيل إنقلب عليك كما ينقلب كل لئيم على ولي نعمته، يجلس في مقعده المتهرئ في مقهى هامشي فلا يقعو على فنجان إلا وإنتهك معه أعراض الناس بالجملة.
لو بحثت في سيرته الذاتية لإستلهمت رواية من الروايات التي تتحدث عن المافيا الإيطالية القديمة، فما من جرم في العاصمة الأوروبية إلا وكان له فيه نصيب، بل وما من هيئة ديبلوماسية مغربية إلا وله معها تاريخ أسود سواء كانت سفارة أو قنصلية أو ملحقة، أما الوزارات والمؤسسات والمجالس المغربية المختصة بشؤون الجالية المغربية في الخارج فحدث ولا حرج.
إختلاسات، إصدار شيكات بغير رصيد، نصب وإحتيال على قناصل وسفراء بمشاريع وهمية، ولعل أخطرها المتاجرة بقضية الصحراء المغربية التي أكل من ورائها وإرتوى، والتي ما زال يذكرها في أشرطته الوثائقية الباهتة بمسمى “الصحراء الغربية”، وكأنه يشرب من ضرع الوطن ويلعن حليبه.
لماذا يتهجم علي في صفحته على الفايسبوك؟ لأنه يريد أن يجعل مني قربانه إلى السيد عبد الله بوصوف، ليغلق بدفاعه “الشكلي” عنه من خلال التندر علي ملفاته القديمة معه، حيث نصب عليه في قضايا كثيرة وبمبالغ مالية من خلال إنتحاله صفة مصور صحفي، في حين أن كل إختصاصه هو تصوير الأعراس والحفلات، وذلك حين دعم مجلس بوصوف مشاريعه التي تمثلت في تحقيق أشرطة وثائقية مقابل مئات الآلاف من اليوروهات، حان الوقت -وثبت ذلك خلال آخر معرض للكتاب بالدار البيضاء- لإقفالها وطي صفحة الملف، لكن بالتصدي لي أنا شخصيا بأسلحة باهتة سرعان ما إنكسرت على جدران قلعة قلمي، ملف نطالب عبد الله بوصوف بإعلان واف عنه، إذ كيف يطبع علاقاته مع شخص نصب عليه وعلى مجلس الجالية المغربية في الخارج في مبالغ طائلة ؟؟ ، ثم يستدعي خدماته خلال آخر معرض وبمقابل جزي؟ !
مسألة أخرى لن نذكر إلا رؤوس أقلامها هنا، وكعادتي أترك ملفها للقضاء الذي سأقف أمامه يوما ما -أظنه قريبا-، لكن البشرى أني لن أكون وحيدا ولن أكون في قفص الإتهام بكل تأكيد، بل سيكون السيد أمين عام مجلس الجالية هو بطل القضية، ومعه كثير من ذبابه، هم وحدهم من يحددون مكانهم في الجلسة التي ستنهال عليهم فيها الملفات تلو الملفات.
لا أخوض في الجانب الشخصي كعادتي لكن هنا لابد أن أورد إسما أو إشارة إليه لابد أن يلتقطها المعني بالأمر، وهو إسم عشيقته المركب من ثلاث كلمات، الكلمة الأولى تدل على جمل القرآن الكريم المرقمة وهذه تحسب له، الكلمة الثانية من إسمها تحيل إلى إسم رئيس جزائري حكم الجزائر مباشرة بعد إستقلالها، أما آخر كلمة من إسمها فهو تأنيث لوصف الجنس الأنثوي الذي يقابله وصف الخشونة في الجنس الذكوري.
ما الذي يهمنا في كل هذه الإحالة على عشيقة الأعور الدجال؟ قطعا لم نُحل إليها للطعن في علاقته بشخص ما أيا كانت هذه العلاقة، فالناس أحرار فيما يفعلون ولا سلطة لنا لا في فرض سلوك عليهم، وليس من حقنا أن نقاضيهم على فعل ما.
ما يهمنا نحن في هذه المسألة، هو أنها شريكة في مجموعة من الجرائم المالية التي يقترفها، وذلك من خلال منصبها “الحزبي” وتحديدا أحد أحزاب يمين الوسط البلجيكي، فمن خلال منصبها تقدم صديقنا الأعور الدجال كصحفي لمجموعة من أصحاب السلطة في إقليم الصحراء من ولاة وغيرهم، وهي وساطة يعاقب عليها القانون لأنها تمرره بها بصفة منتحلة غير قانونية، تدر عليه الكثير من الهبات والكثير من الدعم بإسم الدفاع عن قضية الصحراء المغربية، في حين هي مجرد تارة رائجة يقتات منها لا غير، والدليل “إنجازاته الوثائقية”.
لكن ملف الصحراء المغربية ملف شائك، التعامل معه يجب أن يمر من خلال أجهزة أمنية وإستخباراتية، فهل تدلي مواطنتها التي أقسمت على دستورها أنها وعشيقها ينتعشان من ملف مغربي يمر من منعرجات أمنية خارج بلجيكا ؟ ثم هذه العلاقات بأكثر من جهة أمنية في دول مختلفة، ألا يجعلها تسأل ولو من باب العادة : ألا يمكن أن يكون الأعور الدجال وعشيقته جواسيس مزدوجين “Agent Double”؟
لي وطنان : المغرب وبلجيكا، أحب لكليهما الخير والسلام، لكن لا أتعامل معهما بإزدواجية.
يتبع …
ملاحظة: ليس من عادتي أن أكتب هكذا لكن من الناس من لا تليق بهم إلا اللغة التي تشبههم هم.
يتبع…