“حرب الخبز”.. حين كانت أرغفة المخابز المغربية تهدد اقتصاد سبتة ومليلية

Advertisement

عاش سكان المناطق المجاورة لمدينتي سبتة ومليلية المحتلتين، لعقود طويلة مع البضائع القادمة منهما، التي كانت تباع بأثمنة أرخص من نظيرتها المتواجدة بالمغرب، وسط انتشار التهريب المعيشي وتزايد أعداد المشتغلين فيه، الذين كانوا يبحثون عن أكثر السلع استهلاكاً للمجيء بها إلى المحلات التجارية وإعادة بيعها.

 

التهريب المعيشي لم يكن يشمل فقط شراء البضائع في سبتة ومليلية والعودة بها إلى المدن المغربية المجاورة لإعادة بيعها، بل إن الأمر كان يشمل أيضا شراء منتجات من المغرب، وإدخالها إلى المدينتين المحتلتين لبيعها لسكانهما، وعلى رأسها الخبز، الذي يقل سعره في المملكة، بكثير، عما هو الحال في الجارة الشمالية، أو المدن التي تسيطر عليها.

 

قبل تشديد القيود على التهريب المعيشي، وتوقفه بشكل كامل عقب إغلاق الحدود في مارس من 2020، بسبب فيروس “كورونا”، كان يمكن رؤية العديد من المغاربة، وهم يحاولون إدخال الخبز إلى مليلية وسبتة، وسبق لقناة “لاسيكستا” الإسبانية، أن أعادت بث برنامج لها، يعود تاريخ تصويره لـ 2013، يظهر هذه العملية التي دأب عليها المهربون رغم منع السلطات الإسبانية لها.

 

“حرب الخبز” كما سمتها القناة لإسبانية، كانت تكبد المخابز المتواجدة في مدينتي سبتة ومليلية المحتلتين، خسائر ضخمة، أدت إلى تراجع المبيعات بنسبة وصلت إلى 50 في المائة، خصوصاً أن سعر الخبز في إسبانيا يصل إلى 0.7 أورو، في الوقت الذي يتم بيع الخبز المهرب من المغرب بـ 0.2، أي ما يعادل درهمين وقتها، علماً أن ثمنه في المغرب لم يكن يتعدى 0.10 أورو؛ 1.2 درهم.

 

وأوضحت القناة الإسبانية، أن الحرس المدني الإسباني في سبتة، كان يفتش يوميا حوالي 3000 سيارة تدخل عبر المعابر الحدودية، بحثا عن المنتجات المهربة، في حين يمر 25 ألف شحص عبر الجمارك، وأغلبهم، وفق “لاسيكستا”، يحملون الخبز، الأمر الذي جعل مسؤولي الجمارك يشكون في وجود شكلٍ جديد من أشكال التهريب.

 

وأشارت إلى أن بيع الخبز، هو “أسلوب حياة مختلف الرجال والنساء الذين يتاجرون بالأرغفة، حيث يعبرون الحدود بأكياس ممتلئة عدة مرات في اليوم لكسب المال، وفي حال جرى منعهم من قبل الحرس المدني، فإنهم ينتظرون شخصا آخر لكي يحمل لخم الخبز إلى الجانب الآخر”، وفق ما وثقته كاميرا “لاسيكستا”.

 

ونقلت القناة عن أندريس مونتيل، رئيس الجمارك في سبتة وقتها، أنه “في المغرب الخبز له ثمن مدعوم، يقدر بحوالي 10 سنتات للرغيف”، متابعةً أن الفريق الذي أعد البرنامج، بحث عن مصنع هذا الخبز المهرب، حيث اكتشف أن الأمر لم يكن سهلاً، فأقرب مدينة بها مخابز إلى سبتة كانت المضيق، التي تبعد بحوالي 7 كيلومترات.

 

وذكرت أن الرغيف الواحد، الذي سيكلف في إسبانيا 70 سنتا في المتوسط (0.70 أورو)، في المغرب يكلف فقط 10 سنتات (0.10)، لأنه مدعوم، وهو ما يمثل مشكلة خطيرة بالنسبة للمخبازين في سبتة، لذا كانوا يقومون بتصوير عمليات تهريب الخبز، من أجل التنديد بما يحدث، ومطالبة السلطات بمنع إدخال الأرغفة.

 

 

الشروق نيوز 24 / متابعة

Advertisement
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.