عبد الرحيم ولد دادة / كلميم ..
إلى التفاصيل ، كل موعد الإنتخابات يتفاءل الجميع بقدوم وجوه جديدة مدعمة بأفكار نظيفة ونفس طويل، رافعين شعار التضحيات والتحدي، الكل قبل الإقتراع بأيام قليلة يهتف في مؤخرة مكبرات الصوت قائلين : * نحو غذ أفضل* والطرف الآخر يهتف * كرامة المواطن أولا * تعددت التعابر والأصوات، وكل يوم من أيام الحملات الإنتخابية ينمو حلم المواطن البسيط، ظنا منه أن ما يسمعه من كلام يبدو صحيحا، وأن ما سمعه لحظة تلوى الأخرى سيراه في أرض الواقع مترجم في بنيات تحتية، وعمل تصان فيه كرامته… لكن إعتقاده ليس في محله، لأن الساسة الفاشلين يتقنون دغدغة المشاعير، ونسي أن السياسي الفاشل مثل الحفاظات يجب إستبداله كل مرة، كما نسي أيضا أنه لا يحتكم إلى العقل للوقوف على كل خطاب يدور في تلك اللحظة، واستعمل العاطفة عوض العقل. على هذا المقال المتواضع سنوضح سيناريوا إنتخابات 8 سبتمبر في إقليم سيدي إفني وما شاب هذه المسرحية السياسوية من غش وتدليس وشراء للذمم وغير ذلك.
بخصوص الأحزاب المتواجدة في الساحة نجد حزب الحمامة وحزب الجرار وحزب الوردة، لا يهم من فاز بقدر ما يهم كيفية الوصول إلى الفوز، فجميع الأحزاب المذكورة إستعملت أموالا طائلة في هذه الفترة، لكن كل شخص والمبلغ الذي حصل عليه، فهناك من قبض 200 درهم ، وهناك من قبض 400 ، وهناك من قبض أكثر، بمعنى أصبح الشأن السياسي من العقود العوضية، الصوت مقابل دريهمات، لكن ما طبيعة هولاء الناس الذين سجدوا وركعوا للدريهمات ؟ هناك أشخاص بسطاء جدا لا يعرفون ولا يفقهون من السياسة ولا من الإقتراع شيء، تم إستغلالهم وإستغلال حاجياتهم ليس إلا، وهناك نوع آخر أخذ من جميع الأحزاب وإنقطع عن التصويت، هذا لا بأس به، وهناك من أخذ وشكوك فيه هل سيصوت أم لا ؟ هذا النوع تنزع منه بطاقته التعريف الوطنية من طرف سماسرة الإنتخابات، وهناك من رفض المساومة، على سبيل المثال شخص ترشح وهو رجل تعليم وترشح في حزب الشمعة الإشتراكي الموحد في دائرة إنتخابية عدد مسجليها أكثر من 600 صوت، لكن نال من هذا الكم خمس أصوات فقط، لماذا ؟ لأنه أراد أصوات نظيفة في بيئة ملوثة من طرف سماسرة الإنتخابات المدعومين من طرف أحزاب فاسدة ومفيدة، فكيف يمكن النهوض بالمغرب عامة في ظل أزمة شراء الذمم ؟؟ ، تصوروا معي أخي متتبعي الجريدة الإلكترونية ” الشروق 24 ” أن كل مترشح يقوم بتكليف عدة أشخاص شغلهم الشاغل هو توزيع الأموال والمساومة والترهيب والترغيب والوعود الكاذبة، والمشكلة العويصة أننا نتبجح بالديموقراطية والإنتخابات نزيهة…..
خطة أخرى بعثرت أوراق تفكيري وهي أن أحد المترشحين في البرلمان وهو وكيل لائحة قام بإدراج صديقه في الحزب كوصيف ثان، بمعنى آخر أن وكيل اللائحة يعلم علم اليقين أنه سيكون وزيرا في الحكومة، صحيح كان وزيرا اليوم ووصيفه الثاني في اللائحة صار برلمانيا، الغريب في هذا كله من أين علم هذا بأنه سيكون وزيرا ؟ ومن أين علم أن حزبه هو من سيتصدر الإنتخابات ؟ ومن أين علم بأن حزبه هو من سيرأس الحكومة ؟ ، هل من علم التنجيم أم ماذا ؟ إذا عمقنا النظر سنجد أن نتائج الإنتخابات حاسمة قبل 8 سبتمبر …دليل آخر سمعت مترشحا في هذا الحزب يقول وبالحرف * جميع مناطق المغرب السلطة تعمل لمصلحة الحمامة إلا أنا * إذن هذا لا يتكلم عن فراغ، وإنما يتكلم بكلام القيادات الحزبية الحمامية، ولما فتشت أكثر في كلام هذا المترشح وجدت أنه كان في صراع مع خليفة القائد وإنتقم منه خليفة القائد…
خلاصة الكلام ، المجتمع المغربي سيعمل قاعدة كلما ذهب الماء ذهبت ، ولا مجال للمقاومة …