خبير مغربي يدعو إلى استعادة ثقة المتقاضين في العدالة.

Advertisement

الرباط ـ : اعتبر عبد الصادق السعيدي، رئيس «ودادية موظفي العدل» في المغرب أن من الإشكاليات الكبرى التي تعاني منها العدالة في المغرب معضلة هدر الزمن القضائي الذي يعتبر أحد أسباب فقدان ثقة المواطنين في مرفق العدالة، موضحاً أن هذه المعضلة اشتغلت عليها الهيئة المذكورة، بل شكلت انشغالاً أساسياً لها منذ مدة طويلة
وقال إن تأخير حصول المواطنين على حقوقهم يوازي حرمانهم منها، لأن الرغبة في تفادي معاناة التقاضي البطيء تجعل أصحاب الحق في كثير من الأحيان يلجأون إلى مفاوضات قد تؤدي إلى تسويات مجحفة في حقهم، بل قد يضطرون إلى التخلي عن حقوقهم لعلمهم أن زمن التقاضي قد يجعل منهم دائمي الإقامة في المحاكم، وفق ما نقلت عنه صحيفة «الاتحاد الاشتراكي» خلال ندوة أقيمت في مراكش. وشدد السعيدي على أن عقلنة الزمن القضائي وإصدار الأحكام في أجل معقول يعد أحد الأركان الأساسية لاستعادة ثقة المتقاضين في مرفق القضاء، بل إن المواثيق الدولية تربط بين الحق في الحصول على محاكمة عادلة والأجل المعقول، كما تطرق لها الدستور المغربي وكذلك القانون التنظيمي للمجلس الأعلى للسلطة القضائية.
وأشار عبد الصادق السعيدي إلى أن الغاية هي الوصول إلى العدالة في آجال معقولة، بمعنى صدور حكم يقضي برد الحق إلى صاحبه في مدة زمنية مناسبة، وهو ما يعني أن المقصود ليس الحكم في حد ذاته، وإنما إصدار حكم في الموضوع.
وسجل رئيس ودادية موظفي العدل أن أحد أهم الأعطاب في النظام القضائي المغربي الكم الهائل من الأحكام التي تصدر بعدم قبول الدعوى سواء خلال المرحلة الابتدائية أو في مرحلة الاستئناف. علماً أن المدعي على وعي تام بأنه صاحب حق، وإلا لما التجأ إلى رفع الدعوى، لكن الحكم بعدم قبول الدعوى لا يجيب رافعها إن كان صاحب حق أم لا، لأن المحكمة لم تناقش الجوهر واكتفت بردها قبل الخوض فيها.
وقال المتحدث إن الثقة في القضاء تصبح محل تساؤل، لأن المواطن لا يؤمن بالشكل ولا يفرق بين الشكل والموضوع، وبالتالي يفقد الثقة في المرفق اعتباراً لإيمانه على أنه صاحب حق. وهنا إما يعيد الدعوى من جديد بما تكلفه من موارد مالية وبشرية، وإما قد يتخلى عن حقه بنظرة سلبية عن مرفق القضاء.
ونبه السعيدي إلى ما ينجم عن هذا الوضع من هدر للزمن القضائي واستخدام للطاقات البشرية من أجل نتيجة تعيد الأطراف إلى نقطة البدء، إضافة إلى هدر الطاقات المادية واستنزاف الموارد مهمة دون تحقيق أي نتيجة.

 

الشروق نيوز 24 / متابعة

Advertisement
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.