نهاركم طيب إخواني القراء وكل الساهرين على إنجاز هذا العمل المتميز الذي أضحى ملجأ وملاذا لكل حائر مهموم، أما بعد :أنا قارئة وفية أتابع يوميا قضايا وانشغالات القراء، ولم يحدث أبدا أن صادفت ما يشبه حيرتي، ما جعلني أعجّل بالرسالة لأن الأمر جد خطير، كان من المفروض أن أحسمه دون تردد ولا تفكير، لكن سلطان القلب منعني عن ذلك.مخطوبة لشاب منذ أشهر، هذا الأخير استعمل كل الحيل والأساليب كي يفوز باهتمامي، لقد نجح إلى حد بعيد لأنني رويدا رويدا وجدت نفسي غارقة في بحر هواه، هائمة في ملامح وجهه لأنها لا تفارقني أبدا، طيفه يلازمني بل يحاصرني فلا يمكنني التحرر منه، لقد احتل الحيز الأكبر من اهتمامي واستحوذ على قلبي وكل جوارحي، ولأنه تقدم وطلبني للزواج على سنة الله ورسوله، فإنني أطلقت العنان لمشاعري فأمست تسيرني وفق هواها، انصعت لكل طلباته وأوامره، تنازلت عن بعض الشكليات من التي تعشقها بنات هذا الزمن كي أساعده من الناحية المادية فنتمكن من اللقاء تحت سقف الحلال، بالرغم من ذلك لم يراع تضحيتي وتفريطي في أمور لا يمكن التنازل عنها أبدا، راودني كثيرا ولأنه يئس أعلن بصريح العبارة أنه لن يتزوجني إن لم يتأكد من عفتي وطهري فيضمن أنه سيتزوج بكرا، طلبت منه أن يمهلني بعض الوقت كي أحضر له شهادة طبية تثبت هذا الأمر، لكنه رفض الفكرة جملة وتفصيلا وقال إنه لا يثق بهذا الفحص، إذ يجب عليه أن يعاين بنفسه!. يا للهول، يريدني أن أسلمه نفسي ليقطف الثمار قبل أوانها، احتقرته كثيرا وغضبت منه وأعلنت الرفض القاطع، لكنه لم يفقد الأمل ولا يزال مصرا على رغبته، ويقول إنه صادق ولو لم يكن كذلك لتركني قبل أن يتقدم لخطبتي.إخواني القراء، إن عقلي وقلبي يرفضان الانصياع لهذه الرغبة السابقة للأوان، لكن ثمة من يهمس بداخلي ويحذرني من فقدان هذه الفرصة، أدرك أنه الشيطان اللعين وأخشى أن يوقعني في حبائله، فأهب نفسي لمن يتربص بي وفي النهاية قد يتركني، بل لا محالة سيفعل دون أن يرف له جفنا، أرجوكم ساعدوني وافعلوا ما بوسعكم لأجلي حتى أهزم شيطاني وأنتصر على هذا الخطيب، فأتركه وأمضي ولي رب كريم يرزقني بمن هو أفضل وخير منه دينا وخلقا.
أسماء/ الوسط