خفايا وأسرار الأبعاد الدولية للتدخل العسكري للقوات السلحة الملكية في منطقة الكركرات ؟؟ وهل هناك دور للمخابرات الأمريكية ” CIA ” في الأحداث الأخيرة بالمعبر الحدودوي بين المغرب وموريتانيا ؟

Advertisement

فرحان إدريس…

لاشك أن النظام العسكري الحاكم في الجزائر وجبهة البوليساريوالإنفصالية تفاجآ بالتدخل العسكري المشروع للقوات المسلحة الملكية في منطقة الكركرات الحدودية بين المغرب وموريتانيا من أجل فك الحصار على هذا الخط التجاري الدولي الذي لا يربط فحسب بين المغرب وموريتانيا ، بل يعتبر طريق تجاري دولي بين الساحل الإفريقي والقارة الأوروبية بشكل خاص ..
إذ أن معظم الشاحنات التجارية التي هذا المعبر الحدودي تذهب أغلبيتها للعديد من الدول الإفريقية والأوروبية على السواء ، لكن توقيت التدخل العسكري كان مفاجئا وصادما للجميع سواء للدول الإفريقية أو الأوروبية .. المغرب على يبدو كان ينتظر فقط صدور التقرير الأخير لمجلس الأمن الذي كان في صالح الموقف المغربي من قضية الصحراء المغربية ..
بحيث أن التقرير الأممي الأخير تبنى بشكل كامل الرؤية المغربية للحل السياسي عن طريق تأييد الحكم الذاتي للأقاليم الجنوبية تحت السيادة المغربية ..
موقف بطبيعة الحال ، لم يعجب لا البوليساريو ولا حاضنتها الجزائر والدول الإفريقية المعروفة بتأييدها لمبدأ تقرير المصير كجنوب إفريقيا وزمبابوي ..
لكن هناك أسئلة عديدة تطرح ، حول الأبعاد الدولية لهذا التدخل العسكري للقوات المسلحة الملكية ؟ لاسيما بعد الخطاب الملكي بمناسبة الذكرى الخامسة والأربعين للمسيرى الخضراء الذي كان صارما لا من حيث المصطلحات المختارة فيه ولا من فحوى الرسائل الموجهة للأطراف الإقليمية والدولية المتورطة في هذه القضية المستعصية على الحل لأكثر من أربعة عقود ..
المعلوم ، أن الخطاب الملكي بمناسبة المسيرة الخضراء الذي يوافق من كل سنة 6 نونبر تأجل ليوم واحد لحين معرفة نتيجة الإنتخابات الأمريكية التي كان فيها المغرب يدعم بشكل خفي الرئيس الجمهوري الحالي دونالد ترامب الذي كان يدفع بكل قوة بأن يطبع المغرب مع دولة الإحتلال الإسرائيلي ..
خلال السنة الحالية المملكة تعرضت لضغوطات كبيرة سواء من الإدارة الجمهورية بالبيت الأبيض عن طريق صهر الرئيس الأمريكي كوشنيرالذي زارالمملكة وطرح معادلة التطبيع مقابل الإعتراف بمغربية الصحراء أو عن طريق دول الخليج ، المملكة العربية السعودية والإمارات ..
الملك محمد السادس بحكمه أمير المؤمنين ورئيس لجنة القدس أبان على دهاء عالي في السياسة الدولية حين سمح لأطراف سياسية وحقوقية وإجتماعية مغربية وشعبية شملت كل الهيآت الوطنية المعنية بقضية فلسطين للتعبير عن موقفها الرافض لصفقة القرن كأنه الموقف الرسمي للشعب والحكومة المغربية , وجعل الدكتور سعد الدين العثماني يعبر عن هذا الرأي بشكل رسمي ..
بطبيعة الحال ، هناك جهات أمنية وإستخباراتية وسياسية مغربية مع التطبيع الفوري للمغرب مع الكيان الصهيوني المغتصب لأرض فلسطين والمحتل لمرتفعات الجولان ومزارع شبعا اللبنانية ..
لكن يبدو، أن الملك محمد السادس لازال ثابتا في موقفه الرافض للتطبيع لحين تحقيق القرارات الأممية التي نصت على حل الدولتين ، دولة إسرائيل ودولة فلسطين في حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية ..
هذا الموقف أزعج المخابرات الأمريكية المعروفة ب ” CIA ” التي كانت وراء كما هو معلوم ما يعرف ثورة هبوب الرياح الربيع العربي التي نفذ منها المغرب عن طريق الخطاب الملكي المشهور في يوم 3 مارس من سنة 2011 ا الذي أدى للمصادقة على الدستور الجديد في نفس السنة ، وفتح الأبواب على مصراعيه لإسلاميي حزب العدالة والتنمية للوصول لرئاسة الحكومة لأول مرة في تاريخ المملكة ..
رفض المملكة للتطبيع في الوقت الحالي مع دولة الإحتلال الإسرائيلي دفع بعملاء المخابرات الأمريكية بالساحل الإفريقي وأطراف جزائرية ومغربية بخلق أزمة ما يعرف بمعبر الكركرات التي إستمرت لحوالي ثلاثة أسابيع من طرف مليشيات البوليساريو الإنفصالية التي أوقفت الحركة التجارية بشكل كامل ..
توقيف الشاحنات من المغرب إلى موريتانيا إستمرت لأسابيع متتالية أمام أعين مراقبي المينورسو وإزداد عنف ميليشا البوليساريوالتي كانت بزي مدني بنهب القوافل التجارية رغم النداءات المتكررة لمسؤولين أمميين ..
لا أحد كان يخطر على باله التدخل العسكري الحازم للقوات المسلحة الملكية من أجل إعادة فرض النظام في المعبر الحدودي الكركرات وفتح هذا الطريق التجاري الدولي من جديد ..
سياسة ضبط النفس التي إعتمدها المغرب منذ سنوات يبدو أنها إنتهت لغير رجعة ، وأصبحت سياسة الأمر الواقع التي ظهرت بصماتها من خلال الخطاب الملكي الأخير واضحة المعالم لكل الأطراف المتآمرة على الوحدة الترابية للمملكة ..
الأكيد ، أن المغرب إختار المواجهة المباشرة مع الأطراف الدولية بزعامة المخابرات الأمريكية وجهات إسبانية وجزائرية تنتمي للنظام القديم التي كانت وراء خلق أزمة الكركرات ، وكان هدفها الأساسي دفع المغرب إلى الحرب وبالتالي إنهاء وقف إطلاق إتفاقية النار ..
البوليساريو كان الأداة التنفيذية لهذا المخطط الحربي لأنها بدأت تحس يوما بعد يوم أن النظام الجزائري يمكنه أن يتخلى عنها في أي وقت لأسباب عديدة ..
مواجهة المغرب مع الدولة العميقة في الولايات المتحدة الأمريكية أي المخابرات الأمريكية ليست وليدة الصدفة الآن ، بل بدأت في بداية شهر أكتوبرمن سنة 2010 التي عرفت ما يعرف إعلاميا بأزمة مخيم أكديم إزيك التي راح ضحيتها العديد من شهداء قوات الأمن المغربية ..
هناك كانت أصبع المخابرات الأمريكية ظاهرة للعيان بحيث كانت تريد أن تنطلق رياح الربيع العربي من مدينة العيون عاصمة الصحراء المغربية ، لكن المغرب نجح في عدم السقوط في الفخ الذي رسم له بإحكام ..
لهذا ، يمكن الجزم أن أزمة الكركرات هي صيغة موسعة لمخيم أكديم إزيك وكان ضروري أن يوجه المغرب رسائل مباشرة من خلال التدخل العسكري للقوات المسلحة الملكية بأنه مستعد للذهاب للحرب إذا كانت الأطراف الدولية الموجودة خلف البوليساريو تريد هذا السيناريو ..
هناك حقيقة واحدة ، لا يريد أن يفهمها المجتمع الدولي الأوروبي منه والأمريكي بأن الصحراء المغربية لم تعد قضية صراع بين النظام الجزائري العسكري الحاكم والمؤسسة الملكية بالمغرب ، بل أصبحت قضية شعب مغربي بأكمله سواء الموجود داخل أرض الوطن أو المهاجر والمقيم بمختلف دول العالم (ستة ملايين من مغاربة العالم) ،لدرجة أن هذه القضية الوطنية الأولى للمغرب أصبحت منذ سنة 1975 من ثوابت المملكة المقدسة المعروفة ، الملكية ، إمارة المؤمنين ، اللغة العربية ، الإسلام ، الصحراء المغربية ..
ولا أحد يحق له أن يتازل عن هذه الثوابت مهما كانت الظروف والأسباب ، ولهذا تجد أن العديد من الشهداء المغاربة سواء العسكريين منهم أو المدنيين قدموا أرواحهم من أجل تحرير الأقاليم الجنوبية من الإستعمار الإسباني والدفاع عن وحدة المملكة طوال أكثر من أربعة عقود دون كلل أو ملل ..
هناك إجماع كامل من طرف الشعب المغربي كله على أن قضية الصحراء المغربية هي قضية حياة أو موت ومسألة سيادة وطنية بإمتياز ..
لكن يبقى السؤال المطروح , هل فعلا المغرب سيبقى ثابتا في موقفه الرافض للتطبيع مع الكيان الصهيوني أو أن فقط أجله في الوقت الحاضر ؟

يتبع..

للذكر المقال أرسلناه إلى : الديوان الملكي…

……………………الكتابة الخاصة لسي ياسين المنصوري ..
…………………….رئاسة الحكومة
……………………الأمانة العامة للحكومة
……………………رئاسة البرلمان المغربي
……………………رئاسة مجلس المستشارين
……………………رؤساء الفرق البرلمانية
…………………….وزارة الشؤون الخارجية والتعاون
…………………….وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية المغربية
……………………..وزارة الجالية والهجرة
……………………..المجلس العلمي الأعلى بالرباط
……………………..وزارة المالية
…………………….مجلس الجالية
…………………….مؤسسة الحسن الثاني لمغاربة الخارج
…………………….الأمانة العامة للأحزاب السياسية المغربية
…………………….للسفارات المغربية بالخارج ..

Advertisement
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.