خلفيات وأسرار العداء التاريخي للجيش الشعبي الجزائري وجنرالاته للنظام الملكي الحاكم بالمغرب ، الهزيمة في حرب الرمال 1963 ،العسكر يحكمون بكل دول شمال إفريقيا بإستثناء المغرب !!

Advertisement

فرحان إدريس..

لاشك ، أن العداء التاريخي بين الجيش الشعبي الجزائري وجنرالاته والنظام الملكي الحاكم في المغرب يرجع بالأساس ، أن المغرب البلد الوحيد بدول شمال إفريقيا الذي لم يسقط فيه النظام الملكي في يد ما يعرف بالضباط الأحرار بالوطن العربي ، على عكس دول مثل مصر وليبيا والجزائر واليمن ..
يعني ، أن حركات التحرر بمختلف الوطن العربي قادها إما ضباط عسكريين أو مثقفين يساريين أوليبيراليين من النخب سياسية ..
المغرب ، الإستثناء الوحيد الذي إستطاع فيه النظام الملكي بقيادة الملك المغفور له الحسن الثاني ، المؤسس الحقيقي للدولة المغربية أن ينجح في الحفاظ على الملكية ، بتعاون مع ضباط عسكريين كبار كانوا ضمن قوات الجيش الفرنسي المتعدد الجنسيات ، الذي إستعمر العديد من الدول الإفرقية والأسيوية في إطار الحملة الإمبريالية التي تعرضت له دول العالم الثالث ..
ذكاء الملك الراحل ودهاءه السياسي المنقطع النظير، جعله يتحالف مع الجناح اليميني في الجمهورية الفرنسية التي كان يقع المغرب تحت حمايتها العسكرية والسياسية ، من عسكريين وضباط إستخبارات وسياسيين من أجل منع التيار اليساري المغربي بقيادة الشهيد المهدي بنبركة من الوصول إلى السلطة والحكم ..
وكانت أول حرب حقيقية بين النظام الملكي المغربي والدولة الجزائرية حديثة الإستقلال عن فرنسا ، بقيادة زعماء جبهة التحرير الوطني سنة 1963 خرج فيها المغرب منتصرا عسكريا ، بحكم التجهيز الذي كان تتوفر عليه القوات المسلحة الملكية من حيث العتاد الحربي أو الخبرة القتالية التي كان يتمتع بها أغلبية ضباط العسكريين الكبار وأفراد الجيش المغربي عموما ..
توقف القتال بين الطرفين ، المملكة المغربية ، والجزائر، بعدما تدخلت أطراف إقليمية وعربية ، منظمة الإتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية وبقيت مشكل الحدود مفتوحة ..
من هنا بدأ هذا الحقد الدفين للجنرالات الجزائريين اتجاه المملكة بقيادة رئيس أركان الحرب أنذاك الهواري بومدين الذي لم ينسى هذه الهزيمة العسكرية المذلة للجيش التحرير الوطني الجزائري التي فيها أسر في 25 أكتوبر، حوالي 250 جزائري بالقرب من حاسي البيضاء …
وفي نهاية الشهر صار للمغرب وضعية مريحة بما أنه يسيطر على حاسي البيضاء وتنجوب، بينما الجزائر لها وضعية دبلوماسية جيدة ولصالحها، ولها تأييد كبير بعد حرب الإستقلال وهي مؤيدة وبدرجات مختلفة من طرف المنظمات الأفريقية وبإمكانها المطالبة بمبدأ “مبدأ الحدود الموروثة” لدعم مطالبها.
وبعد مفاوضات توسطت خلالها منظمة الوحدة الأفريقية والجامعة العربية بين الطرفين جرى الإتفاق على مايلي :

– توقيع اتفاق وقف لإطلاق النار في 20 فبراير 1964.
– تحديد منطقة منزوعة السلاح.
– تعيين مراقبين من الدولتين لضمان حياة وسلام في هذه المنطقة.
– تشكيل لجنة تحكيم لتحديد المسؤولية حول من بدأ العمليات الحربية بين البلدين.
– دراسة مشكلة الحدود بين الطرفين وتقديم مقترحات إيجابية لهما.

وحين أصبح الهواري بومدين رئيسا للجزائر بعد الإنقلاب العسكري ، الذي قاده ضد الرئيس الشرعي أحمد بن بلة قررأن ينتقم من المغرب بطريقته الخاصة ، وذلك بخلق ما يعرف حاليا بجبهة البوليساريو الإنفصالية ..
بطبيعة الحال ، لا أحد من زعماء اليساريمكن أن ينكر بأنه كانت لهم علاقة وثيقة مع قادة الثورة الجرائرية على مر تاريخ ، والعديد من قادة جبهة التحرير الوطني المغربي إحتضنهم النظام الجزائري بعد فشل الإنقلابات العسكرية المتتالية التي قادها كل من الجنرالين المذبوح وأوفقير ..
وبالتالي ، حين تم إختطاف مؤسس الإتحاد الوطني للقوات الشعبية بأحد شوارع العاصمة الفرنسية باريس ، وقتله تحت التعذيب على يد كل الجنرالين أوفقير والدليمي كسب الملك المغفور له الحسن الثاني المعركة السياسية ضد اليسار بشكل نهائي ..
ولم يبقى للملك الراحل من خصوم إلا الجنرالات الكباربالقوات المسلحة الملكية ، الذين كانوا يشكلون فعلا خطرا كبيرا على إستمرار الملكية بالمغرب ، لاسيما أولئك الذين تورطوامعه في إخماد الثورة بالريف سنة 1958 بالسلاح ، وتصفية القيادات السياسية اليسارية ، الشهيدين المهدي بنبركة وعمر بنجلون التي لم يتمكن المخزن ترويضها كما يريد ..
لكن بعد فشل الإنقلابات العسكرية المتوالية ، إنقلاب الصخيرات أو إنقلاب 1971 هي محاولة إنقلاب فاشلة تمت بمدينة الصخيرات بالمغرب في القصر الملكي، تزعمها بعض الجنرالات العسكريين المغاربة ، وبالأخص الكولونيل أمحمد أعبابو قائد مدرسة أهرمومو العسكرية والجنرال محمد المدبوح، لإغتيال ملك المغرب الملك الحسن الثاني في يوم 10 يوليو 1971 المصادف لذكرى عيد ميلاده ال42. وكانت هذه أول محاولة انقلاب ضمن العديد من الإنقلابات التي نجى منها ملك البلاد الحسن الثاني إبّان عهده ..
محاولة إنقلاب أوفقير أو عملية بوراق إف 5 هي محاولة إنقلاب جرت في 16 أغسطس 1972 قام بها أفراد من سلاح الجو المغربي لإغتيال الملك الحسن الثاني عن طريق مهاجمة طائرة البوينغ الملكية القادمة من برشلونة.
يعني أن النظام العسكري الجزائري يعتبرإمتداد طبيعي للإنقلابات العسكرية الفاشلة التي وقعت طوال حكم الملك الراحل الحسن الثاني ..
وحين فشل العسكريون الإطاحة بالنظام الملكي بالمغرب ، وتأسيس جمهورية على شاكلة ما وقع في كل مصر وليبيا واليمن والجزائر، قرروا وضع حجر ثقيل في قدم المملكة المغربية ، جبهة البوليساريو ، حتى يبطئوا تقدمها على جميع الأصعدة والمستويات ..
وبعد نجاح المسيرة الخضراء سنة 1975 ، وإسترجاع كل المدن والمناطق الصحراوية التي كانت تزرح تحت الإستعمار الإسباني بدأ جنرالات الجزائر بتنفيذ مؤامراتهم تحت عنوان : ” تحرير الصحراء الغربية من الإستعمار المغربي والمطالبة بمبدأ تقرير المصير للشعب الصحراوي ”
هذا هو جوهر الصراع هو بين تيار ضباط الأحرار العسكريين الذين وصلوا عن طريق الإنقلابات العسكرية في العديد من الدول العربية والأنظمة الملكية بالوطن العربي والإسلامي ..
الملك الراحل الحسن الثاني رحمة الله عليه بدهائه السياسي إستطاع الحفاظ على النظام الملكي بالمغرب في أوج موجة هبوب وصعود الأنظمة الإشتراكية للحكم تحت شعار” التحرر من الإستعمار الإمبريالي الغربي” ، الفرنسي ، والبريطاني ، والهولاندي ..
يعني ، أن الصراع الدائر لما يقارب أربعة عقود ونصف بين العسكر الجزائريين والنظام الملكي بالمغرب هو إمتداد لحرب الرمال التي وقعت في سنة 1963..
جنرالات الجزائريحملون هذا الحقد التاريخي الدفين اتجاه المغرب ، لأنهم لم ينسوا الهزيمة العسكرية المذلة التي تعرضوا إليها في أوئل الستينات ..
مشكل الحدود ، هو من صنع الإستعمار الفرنسي والإسباني وسيبقى مادامت ليست هناك إدارة سياسية حقيقية من الجزائر والمملكة المغربية عن طريق المفاوضات الدبلوماسية والسياسية ، وكلاهما يستغل مشلكة الصحراء المغربية من أجل التغطية على مشاكلها الداخلية العديدة ، وتطبيق سياسة الهروب إلى الأمام ، وخلق العدو الخارجي ..
و الأكيد والحقيقة التارخية التي لا يمكن أن ينكرها لا النظام الجزائري ولا المملكة المغربية ،هو أن هناك شعبين شقيقين تربطهما عوامل الجغرافيا والدين واللغة ، وعلى الخصوص ورابطة الدم المشكلة من القبائل والعائلات والأسر الموجودين على إمتداد جانبي الحدود المغربية الجزائرية ..
هاته الطبقات الإجتماعية من الشعبين المغربي والجزائري مع مرور الوقت والسنين ، سيشكلون ضغط غير مسبوق على النظامين من أجل الوصول لحل يحفظ ماء الوجه لكلى البلدين تحت شعار” لا خاسر ولا رابح ”
يتبع …

للذكر المقال أرسلناه إلى : الديوان الملكي
………………………………رئاسة الحكومة
………………………………الأمانة العامة للحكومة
………………………………وزارة الداخلية
………………………………رئاسة البرلمان المغربي
………………………………رئاسة مجلس المستشارين
………………………………رؤساء الفرق البرلمانية
………………………………وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج..
………………………………وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية المغربية
………………………………الوزارة المنتدبة المكلفة بالمغاربة المقيمين بالخارج
………………………………رئاسة النيابة العامة بالرباط ..
………………………………المجلس الأعلى للقضاء
………………………………مجلس الجالية
………………………………مؤسسة الحسن الثاني لمغاربة الخارج
……………………………….السفارات المغربية بالخارج ..
………………………………السفارات الأمريكية الموجودة في كل من ، الرباط ، وإيطاليا ، وألمانيا
…………………….. وإسبانيا ، وفرنسا وبلجيكا وهولاندا …
………………………….. إلى المنظمة الحقوقية الدولية ..AmnestyInternational
……………………………..مراسلون بلاحدود ..”RSF ”
………………………………(هيومن رايتس ووتش) Human Rights Watch

Advertisement
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.