الشروق نيوز 24 / متابعة:
أنقرة: قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اليوم الأربعاء، إنه يعتقد أن زيارة نظيره الإسرائيلي لأنقرة ستشكل نقطة تحول في العلاقات المتوترة منذ فترة طويلة بين الجانبين، مشيرا إلى أن أنقرة مستعدة للتعاون مع إسرائيل في قطاع الطاقة.
جاءت تصريحات أردوغان بعد محادثات أجراها مع رئيس إسرائيل إسحق هرتسوغ، وهو أول مسؤول إسرائيلي يزور أنقرة منذ 2008.
وقال أردوغان في مؤتمر صحافي في القصر الرئاسي “أعتقد أن هذه الزيارة التاريخية ستكون نقطة تحول جديدة في العلاقات التركية الإسرائيلية. هدفنا المشترك هو إحياء الحوار السياسي” على أساس المصالح المشتركة.
وأضاف “أعتقد أن هذه فرصة لإحياء التعاون في مجال الطاقة والذي كان قد بدأ في السابق”، في إشارة إلى أنشطة سفن التنقيب والمسح السيزمي التركية في البحر المتوسط والبحر الأسود.
وكان أردوغان قال في وقت سابق إن الجانبين يمكنهما العمل سويا لنقل الغاز الطبيعي الإسرائيلي إلى أوروبا، في إحياء لفكرة نوقشت لأول مرة منذ أكثر من 20 عاما.
ومن الممكن أن تخفف إمدادات الغاز من منطقة البحر المتوسط اعتماد أوروبا على الغاز الروسي الذي أصبح موضوعا ساخنا في أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا وما أعقبه من نداءات من القادة الأوروبيين لتقليل اعتماد القارة على الغاز الروسي.
وتعثرت خطط لمد خط أنابيب تحت سطح البحر من شرق البحر المتوسط إلى أوروبا مع استبعاد تركيا بعد أن أبدت الولايات المتحدة شكوكها في الأمر في يناير/ كانون الثاني.
وقال مسؤول تركي بارز إن غزو روسيا لأوكرانيا أظهر أن هناك حاجة لخطوات ملموسة لتنويع مصادر الطاقة في السوق.
وتابع قائلا “من الحيوي للغاية نقل موارد الغاز الإسرائيلي إلى تركيا ومن هناك إلى الأسواق الأوروبية… تركيا مستعدة لاتخاذ الخطوات الضرورية ولعب دورها في هذا الشأن”.
وقال هرتسوغ إن الجانبين يجب أن يتفقا على أنهما لا يجب أن يتفقا على كل شيء.
وتابع قائلا “لكننا نطمح لحل خلافاتنا على أساس الاحترام المتبادل وحسن النية من خلال الآليات والمؤسسات المناسبة التي سنعمل على تطويرها معا مع تطلعنا سويا نحو مستقبل مشترك”.
احتجاج
هوت العلاقات الدبلوماسية بين تركيا وإسرائيل إلى أدنى مستوى لها في 2018 عندما طردت كل من تل أبيب وأنقرة السفيرين في نزاع بسبب قتل القوات الإسرائيلية 60 فلسطينيا خلال احتجاجات عنيفة على حدود قطاع غزة.
وأدى ذلك إلى توقف مصالحة تدريجية على مدار سنوات في أعقاب خلاف على غارة إسرائيلية عام 2010 على سفينة مساعدات كانت في طريقها إلى غزة أسفرت عن مقتل تسعة ناشطين أتراك. وتوفي ناشط عاشر أصيب في الحادث عام 2014 بعد أن ظل سنوات في غيبوبة.
وتظاهر عشرات الأتراك، اليوم، الأربعاء، احتجاجا على زيارة هرتسوغ ودعوا أنقرة للرجوع عن “خطأ” تعزيز العلاقات في ظل العداء الطويل بسبب مقتل النشطاء.
وفي المظاهرة التي دعت إليها منظمة تأسست لدعم ضحايا هذا الحادث، اصطف عشرات الأشخاص خلف لافتة كتبوا عليها شعار يقول “لا نريد قاتلا في بلادنا”.
وهتف المتظاهرون “مافي مرمرة هي فخرنا”، في إشارة إلى اسم سفينة المساعدات التي تعرضت للاعتداء.
وقال محمد تونج أحد النشطاء الذي كانوا على السفينة مافي مرمرة وقت الحادث “هذا مصدر ألم عظيم وعذاب. الأمر يشبه غرس سكين في صدر شعبنا”.
وتبادلت أنقرة وتل أبيب الاتهامات بسبب احتلال إسرائيل للأراضي الفلسطينية ودعم أنقرة لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) التي تدير القطاع.
ورغم سنوات العداء استمرت التجارة بين تركيا وإسرائيل وبلغت قيمتها 6.7 مليار دولار في 2021 ارتفاعا من خمسة مليارات دولار في العامين 2019 و2020 وفقا للأرقام الرسمية.