رئيس مجلس المستشارين المغربي يطرح استعادة جيبي سبتة ومليلية ويتراجع تحت ضغط مغربي وإسباني ويتعرض لوابل من الانتقادات
تتجنب المملكة المغربية إغضاب إسبانيا في الملف الاستعماري جيبي سبتة ومليلية، وتحفظت على تصريحات تفوه بها رئيس مجلس الشيوخ النعمة ميارة الذي طالب باستعادة الجيبين بواسطة الحوار في المستقبل.
وقال رئيس مجلس الشيوخ للصحافة المغربية نهاية الأسبوع الماضي بعدم تخلي المغرب عن مطالبته إسبانيا استعادة سبتة ومليلية، واستبعد منطق الحرب لصالح المفاوضات.
وشكلت تصريحاته مفاجأة نظرا لتجنب الخارجية المغربية منذ سنوات، وبشكل خاص مؤخرا طرح هذا الملف في الوقت الحالي للحفاظ على موقف إيجابي لحكومة مدريد الاشتراكية من الحكم الذاتي لحل نزاع القضية الصحراوية.
ولم يتأخر الرد الإسباني، وقالت وزيرة الدفاع الإسبانية مارغريتا روبلس للقناة التلفزيونية “الرابعة” أمس بنبرة قوية أن المدينتين إسبانيتان ولا يمكن للمغرب الحديث عنهما أو الادعاء بطابعهما الاستعماري.
وسارع اليمين المتطرف التعليق على التصريحات وطالب الحكومة الاشتراكية مواجهة مطالب المغرب، اما اليسار المتطرف المتمثل في حزب “بوديموس” وهو شريك في الحكومة فطالب بمواجهة ما وصفه “مطالب الدكتاتورية المغربية” والدفاع عن السيادة الإسبانية للجيبين.
ولم يتعرض رئيس مجلس المستشارين للنقد والتهجم من طرف الصحافة والسياسيين الإسبان، فقد انهالت عليه انتقادات من الصحافة المغربية القريبة من الدوائر الرسمية، واتهمته بالخوض في ملفات هي من اختصاص المؤسسة الملكية.
وقارنته بعض الصحف برئيس الحكومة السابق عبد الإله ابن كيران الذي انتقد إسرائيل، وصدر بيان من الديوان الملكي ينتقده ويطالبه بالابتعاد عن الشعوبية في ملف التطبيع الذي صادق عليه حزبه “العدالة والتنمية” الممثل في رئيس الحكومة سعد الدين العثماني سنة 2022.
واضطر رئيس مجلس المشتارين للإدلاء بتصريحات جديدة يقلل فيها من تصريحاته الأولى، وينفي أن يكون قد طرح ملف استعادة المغرب للجيبين في الوقت الحالي.
وهذه أول مرة، يتعرض فيها مسؤول مغربي سام للنقد الشديد لطرحه ملف يصنف بالاستعماري رغم أن المغرب لم يطرحه أمام الأمم المتحدة.
ويفضل المغرب تجنب هذا الملف لأنه يولي أهمية قصوى لنزاع الصحراء الغربية، فقد حصل على تأييد إسباني لمقترح الحكم الذاتي ولا يريد خسارة إسبانيا، وبالخصوص في ظل تأزم علاقاته مع جيرانه الجزائر وموريتانيا وتونس، ومؤخرا مع شريكته الرئيسية فرنسا.
وكان حزب يساري وهو النهج الديمقراطي وريث حركة إلى الأمام الماركسية والجمعية المغربية لحقوق الإنسان قد أعلنا الشهر الماضي نيتهما تقديم ملتمس الى الأمم المتحدة لبحث الموضوع، ولا يعتقد بوقوف الدبلوماسية المغربية وراء هذه الخطوة.
وتقع سبتة ومليلية شمال المملكة المغربية، وتحتلهما إسبانيا منذ حقبة طويلة، وأصبحت متطرفة في مواجهة المطالب المغربية.