رسالة مفتوحة من المدير العام لموقع ” الشروق نيوز24 ” بإيطاليا المختص بقضايا الجالية إلى حضرة المدير العام للمديرية العامة للدراسات والمستندات ” لادجيد ” السيد ياسين المنصوري !! ألم يحن الوقت لعقد إتفاقية صلح شامل مع نشطاء مغاربة العالم ؟ الجزء الأول ؟
فرحان إدريس…
في أوقات الأزمات والظروف الدولية الحرجة التي تمر بها المملكة المغربية على الصعيد الدولي منذ بداية إنتشار جائحة كورونا بالمدن والقرى المغربية ، وتدهور منظومة حقوق الإنسان والتضييق الغير المسبوق على الصحافة المستقلة وحرية الرأي والتعبير ..
وتدهور العلاقات الدبلوماسية مع كل من ألمانيا الإتحادية وإسبانيا وفرنسا ، والإتهامات الأخيرة التي صدرت من منظمات حقوقية دولية ووكالات إعلامية أوروبية وأمريكية ضد المغرب بضلوعه في إستعمال برنامج التجسس الإسرائيلي للتنصت على الصحفيين والنشطاء الحقوقيين المنتقدين لأداء النظام السياسي الحاكم في المغرب ..
في ظل هذه الأجواء المشحونة إنطلقت حملة إعلامية شعواء ضد صحفيين ونشطاء حقوقيين فاعلين جمعويين في الحقل الديني لمغاربة المهجر ، ذنبهم الوحيد أنهم فضحوا البزنس والريع في الشأن الديني لمغاربة إيطاليا والعالم عموما ، وبالضبط ما يعرف بالفيدراليات الجهوية الإسلامية والكنفدرالية الإسلامية الإيطالية التي تم تأسيسها سنة 2011 ، هذه الكيانات الوهمية التي فشلت فشلا ذريعا في تمثيل إمارة المؤمنين بالديار الإيطالية ..
مئات الآلاف أو ملايين من الأورو تم رصدها طيلة العشر السنوات الماضية لتأطير أفراد الجالية المغربية المقيمة بمختلف الجهات والمدن الإيطالية ، رجال ونساء وشباب ذكور وإناث من أجل محاربة أن لا يتسرب إليهم الفكر المتطرف الإسلامي ، أو أن يكونوا عرضة للتجنيد من طرف جماعات إسلامية أخرى كجماعة الإخوان المسلمين ، تنظيم القاعدة ، دولة داعش ، أو أن يتم إصطيادهم من طرف الحوزات الشيعية الإيرانية المنتشرة بكثرة بدول الإتحاد الأوروبي ..
وكنموذج حي ما حدث في السنوات ببلجيكا بأن ما يقارب 30.000 إلى 50.000 مهاجر مغربي رجال ونساء إعتنقوا المذهب الشيعي ، وأصبحوا آلات إعلامية دعائية جبارة داخل أرض الوطن وخارجه ..
بينما المساجد المغربية الكبرى بكل من فرنسا وبلجيكا وإسبانيا ، و الفيدراليات الجهوية الإسلامية والكنفدرالية بإيطاليا التي تمول سنويا بملايين من الأورو من طرف وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية تبقى عاجزة أمام تطرف الجيل الثاني والثالث من شباب الجالية المغربية المقيمة بالخارج ، لدرجة أنهم أصبحوا يشكلون أذرع عسكرية وخلايا نائمة للتنظيمات الإرهابية المتطرفة ..
فمثلا ، المسجد الكبير بروما الذي يديره الأستاذ عبد الله رضوان ، الذي يحمل صفة الدبلوماسي و الوزيرالمفوض بالسفارة المغربية بروما منذ سنة 1997 ، والذي يشغل منصب المدير بوزارة الاوقاف والشؤون الإسلامية ، والمهندس الحقيقي لمشروع الفيدراليات الجهوية والكنفدرالية الذي لم يقدم أي شيء يذكر طوال ما يقارب ثلاثة عقود لمغاربة إيطاليا على مستوى حماية الأمن الروحي وتحقيق الدعم الثقافي ..
مقالات عديدة تحليلية طوال هذه السنوات برهنت بالأدلة والبراهين عن فشل هذه الكيانات الإسلامية بالديار الإيطالية ، وأن البناء في الأول خرج مائلا وأعوج سواء من حيث الموارد البشرية المعتمدة أو فيما يخص الإستراتيجية الدينية المتبعة ..
أجهزة الأمن والإستخبارات الإيطالية المحلية منها والجهوية والوطنية نفسها أكدت في تقاريرها الدورية أن الفيدراليات الجهوية والكنفدرالية لم تحقق شيئا في التأطير الديني لمغاربة إيطاليا ، وكانت فقط عبارة وسيلة للإغتناء الفاحش للمسؤولين الذين تولوا إدارتها العامة طوال العقد الأخيرمن الزمن ..
ما الذنب الذي إرتكبه هؤلاء الصحفيين والفاعلين الجمعويين حتى يخضعوا طوال أشهر لحملة إعلامية مسعورة في مواقع إلكترونية معروفة بقربها من أجهزة الأمن والمخابرات الخارجية المغربية ؟؟ ، ويسخر فيها نشطاء مهاجرين مغاربة من إيطاليا وبلجيكا وفرنسا والمغرب من أجل القيام بحملة تشهير واسعة ضد صحفيين وفاعلين جمعويين ونشطاء حقوقيين !! ، ويتهمونهم بالخيانة العظمى وبالعمالة للبوليساريو وللجزائر!! ، ويتم قذف أعراضهم وأمهاتهم الموتى ليل نهار على مواقع التواصل الإجتماعي المختلفة بأبشع الأوصاف القذرة ، الفيسبوك واليوتوب !! ، ويهددونهم بالقتل على شاكلة إرهابيي داعش !! ..
ماقام بها هؤلاء الصحفيين والفاعلين الجمعويين والنشطاء الحقوقيين يدخل في إطار ممارسة حرية الرأي والتعبير التي تعتبرأحد الركائز الأساسية في الدول الأوروبية التي يقيمون فيها .
لم يرتكبوا السب والقذف والتشهير في حق المسؤولين المكلفين بحماية الأمن الروحي لمغاربة الخارج ، بل طالبوا فقط بإرسال لجنة تحقيق لإيطاليا وفرنسا وبلجيكا من أجل معرفة أين تذهب ما يقارب 131 مليون درهم الموجهة سنويا من وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية الموجهة للدعم الروحي لمغاربة المهجر ؟
تقاير المجلس الأعلى للحسابات الأخيرة أكدت بأن ما يقارب 531 مليون درهم أي 51 مليار سم توجه بشكل سيء للدعم الروحي والثقافي لأفراد الجالية المغربية بالخارج ، وأن شباب الجالية لا يستفيدون من هذه الملايير التي لا يعرف لحد الآن كيف تصرف ؟ ولا المعايير المعتمدة في صرف هذه الملايين من الدراهم للمساجد والمراكز الثقافية الإسلامية المغربية الموجودة ببعض دول الإتحاد الأوروبي ؟ أ يرضيك يا حضرة المدير العام الذي تربيت في بيت العلم والعلماء والمقاومة أن يقوم موظفين تابعين لك بهندسة هذه الحملة الإعلامية القذرة ضد مهاجرين مغاربة وطنيين رأوا المنكر ولم يستطيعوا السكون عنه ، من نهب للمال العام بشكل فضيع بإسم إمارة المؤمنين ؟ وأن يسخروا افراد من الجالية المغربية بالخارج بممارسة شتى أنواع السب والقذف والتشهيردون وجه حق في حق صحفيين وإعلاميين ونشطاء حقوقيين وفاعلين جمعويين كانوا محط إشادة كبيرة من طرف أجهزة الإستخبارات الأوروبية بسبب مقالاتهم عن الشأن الديني بالديار الأوروبية !!
أليس في علمك يا صاحب اليد النظيفة في المحيط الملكي ، أن الرئيس الفرنسي إضطلع على مقالات تحليلية في الشأن الإسلامي بالديار الفرنسية بشكل دقيق لصحفي مغربي مقيم بديار المهجر ؟؟ يا حضرة المدير العام ألم يحن الوقت بأن تقوم المديرية العامة للدراسات والمستندات بعقد إتفاقية صلح مع نشطاء مغاربة العالم الذين ينتقدون الفاسدين والمفسدين في المؤسسات السيادية والسياسية ؟
للعلم ، أن أغلبية هؤلاء النشطاء من صحفيين وإعلاميين ونشطاء حقوقيين وجمعويين قضوا ما يقارب ثلاثة عقود بدول الإقامة حصلوا من خلالها على جنسيات أوروبية مختلفة ، ورغم ذلك مازال يغلي في عروقهم حب الوطن والملكية وإمارة المؤمنين ، وغالبا ما تجدهم في الصفوف الأولى للدفاع عن القضية الوطنية للمملكة كلما دعت الضرورة لذلك ..
غيرتهم على قضايا الوطن وعن الملكية وإيمانهم العميق والراسخ بإمارة المؤمنين هي التي تدفعهم لكتابة مقالات لفضح الفاسدين والمفسدين في مؤسسات الدولة المغربية المختلفة ..
ماذا يعني حين يمارس هؤلاء الصحفيين والإعلاميين واليوتوبرز حقهم في حرية الرأي والتعبيربدول الإقامة الأوروبية الأمريكية دون المساس بثوابت المملكة أن يوضعوا في اللائحة السوداء ؟؟
للتذكير ، أنه لازلنا نتوصل بشكل دوري بملفات عديدة لمسؤولين سياديين فاسدين سواء بلادجيد أو الديستي أو بالإدارة العامة للأمن الوطني وترسل إلينا وثائق عن موظفين عموميين وزعماء سياسيين
عن طريق من ضباط كبار وطنيين وشرفاء غير راضين عن الفساد المستشري والمتنامي في مختلف مؤسسات المملكة المغربية السيادية منها والسياسية والإقتصادية والمالية ..
هؤلاء يعلمون علم اليقين الضريبة التي سيدفعونها مقابل إنخراطهم الكامل في محاربة الفساد بكل أشكاله ، والأكيد أنهم يضعون أمام أعينهم خيار الإعتقال التعسفي والرمي وراء القضبان .
لكن هناك قناعة ذاتية ، بأن كل هذه التضحيات تهون في سبيل حماية الوطن من الموظفين الفاسدين الذين بممارستهم اليومية سيجعلون الشعب المغربي يكفر بالملكية وإمارة والمؤمنين ..
يتبع….
للذكر المقال أرسلناه إلى : الديوان الملكي
………………………………رئاسة الحكومة
………………………………الأمانة العامة للحكومة
………………………………وزارة الداخلية
………………………………رئاسة البرلمان المغربي
………………………………رئاسة مجلس المستشارين
………………………………رؤساء الفرق البرلمانية
………………………………وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج..
………………………………وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية المغربية
………………………………الوزارة المنتدبة المكلفة بالمغاربة المقيمين بالخارج
………………………………رئاسة النيابة العامة بالرباط ..
………………………………المجلس الأعلى للقضاء
………………………………مجلس الجالية
………………………………مؤسسة الحسن الثاني لمغاربة الخارج
……………………………….السفارات المغربية بالخارج ..
………………………………السفارات الأمريكية الموجودة في كل من ، الرباط ، وإيطاليا ، وألمانيا
…………………….. وإسبانيا ، وفرنسا وبلجيكا وهولاندا …
………………………….. إلى المنظمة الحقوقية الدولية ..AmnestyInternational
……………………………..مراسلون بلاحدود ..”RSF ”
………………………………(هيومن رايتس ووتش) Human Rights Watch