سفيرة المغرب بمدريد ودبلوماسية كولو العام زين….

Advertisement

عندما تخاطب السيدة كريمة بنيعيش سفيرة المغرب في مدريد الرأي العام الإسباني عبر وسائل الإعلام يوم أول أمس غداة خروجها من مكتب زعيم الحزب الشعبي، وتصرح بأن المغرب بدوره يعاني من ضغط الهجرة الغير الشرعية، فكأنني بالسيدة السفيرة تريد أن تقارن مابين كلفة المعاملة الانسانية التي تخصصها إسبانيا لإستقبال المهاجرين الغير الشرعيين الذين يتوافدون على أراضيها من بلدان أفريقيا سواء في شبه الجزيرة الإيبرية او في جزر الكناري وجزر البليار أو سبتة او مليلية وبين تلك المعاملة اللإنسانية التي يتلقاها المهاجرون الذين يصلون الأراضي المغربية قادمين من دول الساحل المتاخمة للصحراء الكبري…
في إسبانيا وكما نشاهد ونتابع في وتيرة وصول قوارب الموت على مدار الساعة تباعا الى جزر الكناري هذه الأيام حيث تقر الاحصائيات بوصول حوالي 8000 مهاجر مغربي حتى الآن، توفر لهم السلطات المحلية إما الإيواء بمخيمات تتوفر فيها كل وساءل الراحة ، أو تسكنهم بالفنادق ذات أربعة نجوم أو تفتح لهم أبواب المنتجعات السياحية الراقية كما توفر لهم الغذاء ووسائل التطبيب الخ…
أما في المغرب البلد الذي لا تتوفر فيه لا مراكز إيواء المهاجرين ولا وجود فيه لبنية خاصة بإستقبال الهجرة رغم ما يقال عن أننا إنتقلنا من بلد مصدر للهجرة إلى بلد مستقبل لها كما لا وجود لنظام منح معونات إجتماعية لفائدة الفئات التي تعاني الهشاشة والفقر المدقع ، يعيش المهاجرون الغير الشرعيون الذين يتخذون من بلدنا نقطة ترانزيت فقط وليس الوجهة النهائية، في إنتظار الإنتقال نحو الشمال حياة التشرد والبؤس رجالا ونساءا وقاصرين ينضافون إلى أفواج المتسولين المحليين وينافسونهم في إستجداء أصحاب السيارات والمارة بشوارع وساحات المدن والقرى و يتسكعون على الطرقات ،ينامون في العراء أو يشيدون لهم خياما بلاستيكية لا تحفظ لهم الحد الأدنى من كرامتهم الإنسانية ويتعرضون لكل أشكال العنف وللإعتداءات ولحرق أمتعتهم وإجبارهم على الرحيل في الكثير من الأحيان.
هؤلاء المهاجرون الذين يتركون لمواجهة مصيرهم، لا يكلفون الدولة المغربية أية نفقات فعن أي ضغط تحدثت السيدة السفيرة للرأي العام الإسباني الذي يعرف كل صغيرة وكبيرة عن المغرب وغير خاف عن وسائل إعلامه أي وجه من أوجه الإهمال و المعاملة السيئة التي يتلقاها المهاجر الغير الشرعي خلال مقامه بارض وطننا ؟
كنا نعتقد أن دبلوماسية كولو العام زين قد ولت وإنتهت مع رحيل إدريس البصري فإذا بنا لا نزال نعيش على إيقاع دبلوماسية إخفاء الشمس بالغربال.
“الرحمة على أرواح الشبان المغاربة الثمانية الذين قضوا في حادث غرق قاربهم قرب إحدى جزر الكناري…”

الحسين فاتش..

Advertisement
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.