سياسة ردة الفعل المنتهجة في قضية الصحراء المغربية منذ عقود من سيمات المنطق العسكري وليست وليدة الدبلوماسية !!
فرحان إدريس…
الأحداث الأخيرة في المعبر الحدودي الكركرات , وما نتج عنه من تدخل قوي للقوات المسلحة الملكية وتحريره بشكل كامل من مليشيات البوليساريو الذين كانوا بزي مدني أعاد هذا الطريق التجا ري الدولي المهم والحيوي للعمل الرابط بين دول الساحل الإفريقي والقارة الأوروبية عن طريق موريتانيا ..
عملية عسكرية أدت إلى مظاهرات لفلول البوليساريو الإنفصالية بعدد من الجهات الإسبانية ولاسيما بمنطقة كاتالونيا التي إستقبلت فيها القيادة السياسية هناك التي تطالب بالإستقلال التام عن إسبانيا كما هو معروف وفد قيادي من الجبهة الإنفصالية في السنوات الماضية ..
هذا التحرك الأخير لإنفصاليي البوليساريو بالديار الإسبانية يؤكد بشكل قاطع أنها تسبق دائما ممثلي المملكة بدول الإتحاد الأوروبي سواء الدبلوماسيين منهم أو المستشارين ..
صحيح ، أن إنفصاليي البوليساريو إرتكبوا لثلاث أسابيع متتالية في المعبر الحدودي الكركرات بعمليات سطو مسلح على القوافل التجارية المختلفة ونهبت محتوياتها , وبالتالي عرقت مروركل الشاحنات المتوجهة سواء لموريتانيا أو للعديد من الدول الأوروبية ..
أي أن إنفصاليي البوليساريو الذين كانوا يلبسون زي مدني مارسوا ما يمكن أن يطلق عليه نوع من الإرهاب المسلح على قواقل تجارية مدنية أمام أعين اللجنة الأممية المعروفة بالمينورسو ..
وكان من المفروض , على سفيرة الممكلة بإسبانيا السيدة كريمة بنعيش ورؤساء البعثات الدبلوماسية المغربية بالدول الأوروبية عموما والمستشارين الموجودين بالسفارات والقنصليات المغربية بالخارج المكلفين حصريا بالقضية الوطنية الأولى للمغرب بدول المهجر والإقامة عقد ندوات صحفية في اليوم الموالي لشرح أبعاد الخطوة العسكرية المغربية في المعبر الحدودي الكركرات تدعو إليها كل وسائل الإعلام الأوروبية المختلفة و الأحزاب اليسارية والمنظمات الحقوقية المعروفة بتأييدها لأطروحة تقرير المصير للجبهة الصحراوية الإنفصالية ..
وكان من واجب سفيرة المغرب بمدريد والمستشارين الموجودين بمختلف القنصليات المغربية بإسبانيا , وأعني على الخصوص المستشارين المسؤولين بكل من قنصلية المغرب ببلانسيا وبرشلونة أن يتعاملوا بنوع الدهاء السياسي والدبلوماسي مع حفنة من الإنفصاليين المتظاهرين أمام التمثيليات الدبلوماسية المغربية بمنطقة كاتالونيا , وأن لا يلجأوا لعادتهم القديمة لتجييش العديد من المهاجرين المغاربة , ونقلهم عبر الحافلات لمواجهة الوقفة الإحتجاجية للإنفصاليين وتلقينهم ما يقولونه أثناء هذه التظاهرة برفع أصوات الأغاني الشعبية التي واكبت في أواسط السبعينات المسيرة الخضراء المظفرة ..
هل بهذه الأغاني الشعبية ( صوت الحسن ينادي …) سيتم إقناع الأحزاب اليسارية الإسبانية والمنظمات الحقوقية وعلى رأسها بطبيعة الحال حزب بوديموس ؟ الذي يشغل منصب نائب رئيس الوزراء بيدرو سانشيز الأمين العام للحزب الإشتراكي الإسباني ..؟
لماذا في كل أزمة دبلوماسية أو تصعيد عسكري من طرف جبهة البوليساريو يتم اللجوء دائما لسياسة ردة الفعل ؟؟ لماذا الجهات العليا والوزرات والمؤسسات السيادية تعتمد منذ عقود من الزمن هذا النهج الدفاعي من السياسة والدبلوماسية في المقاربة في قضية الصحراء المغربية ؟؟
للعلم ، أن هذه السياسية من سيمات الفكر والمنطق العسكري التي يعتمد دائما على الدفاع على المو اقع سواء كانت سياسية او دبلوماسية أو عسكرية ..
لماذا الإعتماد على جمع أكبر عدد من المهاجرين المغاربة المقيمين بالديار الإسبانية لمواجهة 50 و60 وحتى 100 مواطن صحراوي من إنفصاليي البوليساريو ؟؟ ماذا يعني هذا السيناريو للمجتمع المدني الإسباني المدني والحقوقي والسياسي ؟؟ هل سيدفعه لتغيير موقفه من قضية الصحراء المغربية ؟؟ هذا منطق العسكريين الذي يعتمد على جمع أعداد غفيرة من المهاجرين المغاربة كأنهم يحضرون لعملية عسكرية لكي يظهر هؤلاء المسؤولين سواء الدبلوماسيين منهم أو المستشارين بأن أغلبية الشعب المغربي مع أطروحة الحكم الذاتي وأن الصحراويين الإنفصاليين المتظاهرين أقلية ..
وغالبا ما يعتمد المكلفين بالقضية الوطنية الموجودين في السفارات والقنصليات المغربية بالخارج على مواطنين مغاربة ينحدرون من مناطق مختلفة بالمملكة , ولا تجد من بين هؤلاء صحراويين مؤيدين للحكم الذاتي ..
كان المفروض , على الدبلوماسيين والمستشارين أن يسمحوا لحفنة من إنفصاليي البوليساريو أن يتظاهروا كما يشاءون أمام القنصليات المغربية الموجودو بجهة كاتالونيا أو أمام السفارة المغربية بمدريد دون أن يعمدوا إلى جمع المهاجرين المغاربة كالخرفان من أجل تنظم وقفة إحتجاجية موازية لتلك المنظمة من طرف إنفصاليي البوليساريو ..
لهذا السؤال التالي , ماهي حجم الأموال التي سخرت لتنظيم هذه المظاهرات العبثية ؟ التي لن تغير شيئا من موقف الأحزاب اليسارية والمنظمات الحقوقية الإسبانية المؤيدة لجبهة البوليساريو الإنفصالية ..
ألا يعرفون أن الدولة الإسبانية بمؤسساتها السياسية والأمنية والإستخباراتية تعلم علم اليقين أن هذه الوقفات الإحتجاجية المنظمة من طرف مئات المهاجرين المغاربة المقيمين بالديار الإسبانية هي من تأطير المستشارين العاملين في البعثات الدبلوماسية بجهة كاتالونيا ؟؟
لماذا يحرصون الدبلوماسيون المغاربة الموجودين بدول المهجر والإقامة على إرسال رسائل للمجتمع المدني الأوروبي السياسي منه والحقوقي بأن الدولة المغربية لا تسمح بالرأي والراي الآخر في قضية الصحراء المغربية مادام تملك أغلبية اصوات الصحراويين المؤيدين للحكم الذاتي ؟
وأن بالمملكة المغربية هناك هامش لحرية الرأي والتعبير في كل الجهات المغربية ولاسيما بالأقاليم الجنوبية ، وأن النظان السياسي الحاكم بالمغرب يسمح بتنظيم المظاهرات والوقفات الإحتجاجية المعارضة سواء داخل أرض الوطن أو خارجه ، ,وأن هناك مساحة معقولة لممارسة الحريات العامة..
ما يستشف من هذا المظاهرات بالديار الإسبانية أن إنفصاليي البوليساريو متجدرين في المجتمع الإسباني الحقوقي منه والسياسي والإعلامي لاسيما إذا علمنا أن الجمعيات التي حصلت على ترخيض للمتظاهرين الصحراويين الإنفصاليين هي جمعيات إسبانية بالأساس .
لماذا لحد الآن الدبلوماسيون والمستشارون الموجودين بالسفارات والقنصليات المغربية بالخارح لم يستطعوا لحد الآن إختراق الأحزاب اليسارية والمنظمات الحقوقية المؤيدة المعروفة بعدائها للمغرب ؟
وأين هي الجمعيات المغربية بالديار الإسبانية التي حصلت طوال هذه السنوات على مئات الآلاف من الأورو من أجل الترويج لأطروحة الحكم الذاتي بين الأحزاب اليسارية والمنظمات الحقوقية الإسبانية ونخص بالذكر الجمعيات الموجودة بجهة كاتالونيا ؟
لماذا الإستمرار في الإعتماد على المسترزقين في القضية الوطنية بدول المهجر والإقامة , نموذج إسبانيا , الذين لا قاعدة شعبية لهم بين المهاجرين المغاربة ؟ وتنظر إليهم الأحزاب الأوروبية اليسارية أنهم واجهة للإستخبارات الخارجية المغربية ؟
لماذا لا يتبنى رؤساء البعثات الدبلوماسية المغربية بالخارج والمستشارين العاملين بالسفارات والقنصليات بدول المهجر والإقامة سياسة هجومية بدل ردة الفعل في قضية الصحراء المغربية على جميع الأصعدة والمستويات كما طالب بذلك مرار الملك محمد السادس رئيس الدبلوماسية المغربية في العديد من خطاباته السامية ؟
يتبع..
للذكر المقال أرسلناه إلى : الديوان الملكي…
……………………الكتابة الخاصة لسي ياسين المنصوري ..
…………………….رئاسة الحكومة
……………………الأمانة العامة للحكومة
……………………رئاسة البرلمان المغربي
……………………رئاسة مجلس المستشارين
……………………رؤساء الفرق البرلمانية
…………………….وزارة الشؤون الخارجية والتعاون
…………………….وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية المغربية
……………………..وزارة الجالية والهجرة
……………………..المجلس العلمي الأعلى بالرباط
……………………..وزارة المالية
…………………….مجلس الجالية
…………………….مؤسسة الحسن الثاني لمغاربة الخارج
…………………….الأمانة العامة للأحزاب السياسية المغربية
…………………….للسفارات المغربية بالخارج ..