سياسيون وعشرات الهيئات الأهلية في المغرب يحتجون على اتفاقية تطبيع بين بلدية العاصمة العلمية للمملكة ومستوطنة إسرائيلية.. واتهامات لعمدة فاس بالارتماء في أحضان التطبيع مع الكيان الصهيوني (صورة)
الرباط – نبيل بكاني:
تجمع، اليوم الثلاثاء، نشطاء ينتمون الى عشرات الجمعيات الأهلية أمام مقر مجلس بلدية فاس احتجاجا على مشروع اتفاقية تطبيع مع مستوطنة (بلدية) “كفار-سابا” الصهيونية في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
ودعا نشطاء مغاربة، قبل أيام، الى تنظيم تظاهرة احتجاجية للتنديد باتفاقية تعتزم بلدية فاس العاصمة العلمية للمغرب توقيعها مع “بلدية” كفار سابا، المستوطنة الإسرائيلية، وذلك في سياق اتفاقات التطبيع التي وقعها المغرب مع الحكومة الإسرائيلية السابقة.
ورفع المحتجون شعارات مستنكرة للتطبيع والاختراق الصهيوني من قبيل “فلسطين أمانة والتطبيع خيانة” و”من المغرب لفلسطين شعب واحد ماشي اثنين” و”الشعوب تقاوم والمجلس يساوم” و”ناضل يامواطن ضد التطبيع”.
ووصف حزب العدالة والتنمية المغربي (معارض) الاتفاقية المدرجة في جدول أعمال الدورة العادية اليوم 07 شباط (فبراير)، أنها “الخطوة تحمل إساءة لرمزية فاس في الدين والعلم والتاريخ والمقاومة”.
وأمس أعلن الحزب عن تنظيم ندوة صحفية، بمقر حزب العدالة والتنمية بفاس، من أجل “تسليط الضوء على ما تشكله هذه الخطوة من خطورة على حاضر ومستقبل فاس”.
ويشار إلى أن “عبد السلام البقالي رئيس مجلس بلدية فاس، عن حزب التجمع الوطني للأحرار القائد للائتلاف الحكومي، أعلن في بداية الشهر الماضي، أنه تباحث خلال زيارة قام بها على رأس وفد من المجلس لكفار سابا الإسرائيلية، شمال شرق تل أبيب، مع “رئيس البلدية رافي ساعر سبل تعزيز علاقات التعاون والشراكة بين المجلسين”.
ووقعت أزيد من 50 جمعية بالعاصمة العلمية على عريضة بيان ضد إدراج رئيس البلدية وأعضاء مكتبه للنقطة الـ29 في جدول اعمال دورة شباط (فبراير) العادية ليوم الثلاثاء 7 فبراير الجاري، والمتعلقة بـ”الموافقة على إتفاقية التعاون بين بلدية فاس” والمستوطنة الإسرائيلية.
ووصفت الجمعيات في البيان -الذي تم تلاوته في الوقفة هذه الخطوة- بأن عمل رئيس المجلس غريب وخطير وفيه ضرب “للرمزية التاريخية والعلمية والدينية والثقافية لمدينة فاس، والتي كانت وماتزال تتميز بجدورها المقاومة والممانعة عبر التاريخ لكل ما يهدم الثوابت الوطنية للمغرب وعمقه الحضاري”.
واتهم البيان عمدة فاس بالارتماء في أحضان التطبيع مع الكيان الصهيوني المغتصب للأراضي الفلسطينية، والذي يواصل قتل الأطفال والشيوخ والنساء.
واعتبر البيان أن “إصرار عمدة فاس بعد الزيارة السرية التي قادته إلى الكيان الصهيوني، على برمجة اتفاقية التعاون مع بلدية في إسرائيل، يعتبر خطوة مجهولة الدوافع، وفيه تهديد لحاضر ومستقبل مدينة فاس مهد الحضارة الإسلامية”.
وخلال مؤتمر عقده فريق العدالة والتنمية بمجلس بلدية فاس، عبر محمد خيي، رئيس فريق الحزب الاسلامي، عن رفض فريقه إدراج نقطة مشروع اتفاقية الشراكة والتعاون المذكورة في جدول أعمال دورة شباط/ فبراير.
واعتبر المتحدث، أن فريقه “منتخب داخل المجلس باسم حزب العدالة والتنمية الذي له مواقف ثابتة، من خلال أوراقه، في ما يخص القضية الفلسطينية”.