صفعةٌ مدويّةٌ للكيان: السعودية ترفض منح تأشيراتٍ لوفدٍ إسرائيليٍّ للمُشاركة بحدثٍ نظّمته الأمم المُتحدّة.. تل أبيب تتهّم المنظمّة الأمميّة وتؤكِّد “التطبيع بات بعيدّا ومُعقدًا”
الناصرة- تلقّت دولة الاحتلال صفعةً جديدةً من العربيّة السعوديّة، التي تُواصِل توجيه الرسائل التي تؤكِّد الكذب الإسرائيليّ حول اقتراب التطبيع مع المملكة، وهو المسعى الذي كان رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، قد أكّده منذ إعادة انتخابه لمنصبه في الفاتح من شهر تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، فقد رفضت الرياض إصدار تأشيراتٍ لوفدٍ إسرائيليٍّ للمشاركة في حدث للأمم المتحدة لتكريم الأماكن التي تمّ اختيارها كأفضل الوجهات السياحية الريفية في العالم لعام 2022، الأمر الذي أثار ردود فعلٍ محبطةٍ من المسؤولين الإسرائيليين.
وكان الوفد يمثل بلدة كفر كما الشركسيّة في منطقة الجليل شمال إسرائيل، والتي تمّ اختيارها في كانون الأوّل (ديسمبر) كـ “قريةٍ سياحيّةٍ” دوليّةٍ من قبل منظمة السياحة العالمية التابعة للأمم المتحدة.
وتمّ اختيار البلدة، التي يبلغ عدد سكانها 3500 نسمة، من بين 32 قرية من 22 دولة بما في ذلك المغرب وإيطاليا والأردن والمكسيك وبيرو وغيرها، وأقيم حفل توزيع الجوائز للقرى الفائزة يومي الأحد والاثنين في العُلا بالمملكة السعودية، والتي كانت أيضًا على قائمة الأمم المتحدة.
وذكر موقع (بلومبرغ) أنّ الوفد لم يحصل على تأشيرة دخول، مشيرًا إلى أنّ الطريق إلى تطبيع محتمل للعلاقات مع المملكة لا يزال طويلًا ومعقدًا، ولا توجد علاقات دبلوماسية رسمية بين إسرائيل والسعودية، على الرغم من تحسّن العلاقات في السنوات الأخيرة، حيث سمحت الرياض للطائرات الإسرائيليّة بالمرور عبر مجالها الجويّ، وسعت حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو علنًا إلى التوصل إلى اتفاق تطبيعٍ مع المملكة.
وذكر التقرير، الذي اعتمد على مصادر إسرائيليّةٍ لم يكشف عن أسمائها على دراية بالموضوع، إنّ التأشيرات رُفضت “على الرغم من نداء من الأمم المتحدة للمعاملة المتساوية للدول الأعضاء وإنفاق السعوديون للمليارات ليصبحوا لاعبًا رئيسيًا في قطاع السياحة”.
وأضاف التقرير أنّ وزارة الخارجية حثت في وقتٍ سابقٍ من هذا الشهر منظمة السياحة العالمية على ضمان إصدار التأشيرات، وأرسلت الأمم المتحدة الأسبوع الماضي خطابًا يضغط على وزارة السياحة في الرياض بشأن هذه المسألة، دون جدوى على ما يبدو، ورفضت منظمة السياحة العالمية ووزارة الخارجية السعودية التعليق.
وأكّدت وزارة السياحة بالكيان ورئيس بلدية كفر كما رفض التأشيرة في وقت لاحق، فيما نقل موقع (WALLA) الإخباري عن رئيس البلدية زكريا نابسو قوله: “كانت هناك توقعات كبيرة قبل الحدث ومن المحبط أننا مُنِعنا من المشاركة فيه”.
وأعربت وزارة السياحة عن أسفها لفشل الجهود المبذولة لتسهيل الحصول على تأشيرة، مضيفةً: “تدعو إسرائيل منظمة السياحة العالمية وهيئات الأمم المتحدة إلى الحفاظ على إرشادات الأمم المتحدة، بما في ذلك المعاملة المتساوية في ضمان مشاركة الدول في فعاليات المنظمة”، لافتةً في الوقت عينه إلى أنّه “في هذه الحالة، فشلت منظمة السياحة العالمية في تلبية هذه المعايير، وهو أمر مؤسف”.
وكفر كما، الواقعة في الجليل السفلي على طول الطريق بين جبل الطور وبحيرة طبرية، هي واحدة من بلدتين شركسيتين فقط في الكيان، وتسكنها الأقلية الناطقة بالعربية منذ أكثر من 150 عامًا.
وسكانها، إلى جانب سكان بلدة الريحانية الشركسية شمال صفد، هم من نسل القبائل الشركسية من منطقة شمال القوقاز، المطلة على البحر الأسود، وتمّ توطينهم في منطقة الجليل في أواخر سبعينيات القرن التاسع عشر من قبل الإمبراطورية العثمانية بعد القتل الجماعي وطرد الشركس خلال ما يقارب من 100 عام من الحرب الروسية الشركسية.
ودعمت وزارة السياحة سلسلة من الترميمات في كفر كما على مرّ السنين للمساعدة في الحفاظ على تراثها وللمساعدة في جذب السياح بأعداد أكبر.
وتحوي القرية متحف الثقافة الشركسية، وقد عملت السلطات المحلية للحفاظ على هندستها المعمارية الأصلية والمميزة. وكشفت الحفريات الأثرية في المنطقة عن بقايا مستوطنين مسيحيين أقدم بكثير، بما في ذلك كنيسة عمرها 1300 عام.
وتشمل المعالم السياحية في القرية الجولات المصحوبة بمرشدين وورشة عمل لصنع الجبن والمطاعم التي تقدم المأكولات الشركسية الفريدة وعرض صوت وضوء ليلي للزوار
يُشار إلى أنّ الشركس في إسرائيل يخدمون في جيش الاحتلال منذ إقامة الكيان في العام 1948 على أنقاض الشعب العربيّ-الفلسطينيّ.