على خلفية الجدل الدائر بين الفايد وبعض فقهاء المغرب: لماذا أرى أن الفايد قد ظلم و تم تحريف كلامه.. فالرجل دعى إلى علماء يجمعون بين علوم الدين والدنيا وهذا جوهر الإسلام وسر قوته وديمومته
الدكتور طارق ليساوي
أشرت في مقال ” لماذا أرى أن منهجية حكومة أخنوش تقوم على قاعدة ” قل ما نشاء و سنصرف لك ما تشاء”؟!” إلى أن الصحافة و الإعلام سلطة رابعة يجب ان تتمتع باستقلال أصيل عن السلطة التنفيذية و انحيازها ينبغي ان يكون لتنوير الرأي العام ، و ما أراه من سياسة لتكميم الأفواه و تطبيل لسياسات الدولة و خاصة في الفترة الأخيرة يدفعني إلى إقتباس مقولة للدكتور محمد الفايد عندما قال في تصريح له شهير و أثار كثيرا من اللغط و الكلام : ليس لنا في المغرب علماء” و بدوري أقول ليس لنا في المغرب صحفيين و إعلاميين و فق ما تقتضيه ضوابط و أبجديات الصحافة الحرة و أخلاقيات المهن ، بل ما نتوفر عليه مجرد كتاب عموميين تحت الطلب ، و تصريح الدكتور الفايد الذي هاجمه مجموعة من الفقهاء و المنابر نابع من عدم استقلاليتهم و اتكالهم على الدولة في معاشهم و خوفهم الدائم من قطع أرزاقهم ، لهذا يقولون و يخطبون في منابرهم بما ترتضيه الجهة الممولة لهم ، فلماذا لم يستطع هؤلاء ” العلماء” و رثة الأنبياء أن يكونوا مثل الرسول محمد عليه الصلاة و السلام ، أي رعاة و تجار يعتمدون في معاشهم اليومي على كدحهم و ترك الرسالة مصونة و محفوظة و بعيدة عن أهواء و مصالح الحاكمين و أولي الحل و العقد ، و دون أن يشتروا بأيات الله ثمنا قليلا ، فهؤلاء الصحفيين و الإعلاميين سيشترون بمشاكل و مأسي المواطنين ثمنا قليلا 1000 درهم، و سيبعون بصمتهم و تزيفهم للحقائق و تطبيلهم للسلطة و قراراتها المجانبة للصواب ، سيبعون الوطن و مستقبله ؟؟
فالعمل الصحفي و الإعلامي عمل رسالي و نضالي و ينتمي في جوهره إلى حركات ” الإصلاح النبوي” ، و أستطيع القول أن مهمة الصحفي و الكاتب الحر و النزيه ، الملهم و الملهم ، يفوق في عمله عمل المعلم ، و يصل في أحايين كثيرة إلى مرتبة المجاهد و الشهيد ، بعد أن يكون من قبل شاهدا و مؤرخا و موثقا و ناقلا للحقيقة…
فالصحفي و الإعلامي ينتقل من شاهد و ناقل للحقيقة التي يرغب كثير من الفاسدين و الطغاة و المستبدين و الظالمين المحتكرين للمناصب و المكاسب و النعم، يحاولون طمسها و إخفاءها بشتى الطرق و الوسائل ظاهرها و خفيها ، و عندما يقوم الصحفي ينقل الحقيقة ، فقد يتعرض في لحظتها للتضييق و حتى للتصفية الجسدية ، و يتحول بذلك من شاهد إلى شهيد و ما قصة ” جمال خاشقجي” رحمه الله عنا ببعيد..
فجمال خاشقجي تحول من وضع إلى وضع مناقض تماما ، فقد كان في البدء محسوب على أهل الحل و العقد و من أصحاب الحظوة في المملكة السعودية و انتقل من البلاط إلى المنفى إلى باطن الأرض و أعالي السماء ..
فرحمه الله اعتبر نفسه مواليا وابن المؤسسة وصحفيا ومخضرما في السياسة الخارجية، حيث كان داخل الدائرة المظلمة من البلاط الملكي قبل فترة ليست بعيدة، وفي بعض المناسبات كان يسافر معهم.
فقد أيد -في البداية – الحرب التي تقودها السعودية في اليمن، حيث كان بأن إيران تجاوزت نطاق تغلغلها في العالم العربي السني، وأن الوقت قد حان للسعودية لصدها.ودافع عن عقوبة الإعدام، وأيد حملة قمع الفساد، كما دعم محاولات تنويع وخصخصة اقتصاد يعتمد على النفط.
لكن خاشقجي التزم بمبدأ واحد مفاده أن الدائرة الصغيرة حول محمد بن سلمان لم تكن قادرة على تحمل خاصية أكسبته عداوتهم الأبدية. وأضاف أنه كان يعبر عن رأيه بصراحة ووضوح في ما يقوله، وكان يعتقد بأنه لا يوجد سوى مسار واحد يجب أن تسير فيه المملكة في القرن 21، ألا وهو ديمقراطية تتفتح ببطء، وتتقدمها ملكية دستورية متراجعة تدريجيا..وكان يخشى من أن يقود ولي العهد البلاد إلى الإفلاس في نهاية المطاف؛ نتيجة مشاريعه التفاخرية الزائفة، من أجل إقامة مدن متلألئة جديدة في الرمال، مدن ستبقى خاوية على عروشها..و لعل ما نبه منه خاشقجي رحمه الله رأيناه يتحقق في بلاد الحرمين ..
هذا النموذج يمثل قطاعا عريضا محترما داخل الجسم الصحفي و الإعلامي و العلمي العربي ، فكما الأمس يحفل العالم العربي و الإسلامي اليوم ، بصحفيين و إعلاميين و علماء رساليين لا يخشون في الحق لومة لائم ، و لا نجد لهم اليوم قبرا شأنهم شأن العالم محمد بن عبد الكبير الكتاني..
ولقبه أبو الفيض ولد في ربيع الأول 1290 هـ 1873م كان فقيها متفلسفا متصوفا وشاعرا، من أهل فاس بالمغرب. أسس الطريقة الكتانية، وعارض الوجود الفرنسي في المغرب، وأنشأ جريدة الطاعون. كان ذا نفوذ سياسي كبير وأملأ شروطا على المولى عبد الحفيظ في عقد بيعة مدينة فاس له، فأعدم السلطان عبد الحفيظ الإمام الكتاني عام 1909. ترك من المؤلفات ما يزيد على ثلاثمائة كتاب، طبع منها حوالي 27 مؤلفا، كما ترك شعرا يغلب عليه الطابع الصوفي الفلسفي والعشقي…تولى التدريس وهو مازال شابا، ومارس الدعوة متنقلا بين مدن المغرب من فاس إلى الرباط وسلا مرورا بزرهون ومكناس وغيرها من مدن المغرب.
رحل إلى مراكش عام 1314 هـ لتوضيح موقفه للسلطان عبد العزيز، بعدما أشاع عنه خصومه بين الناس الانحراف عن العقيدة ومحاولة الانقلاب على السلطة، فبرأه السلطان من تهمة الانقلاب، وأحال قضية انحراف العقيدة إلى نظر العلماء، فكان الاتفاق على أن تكون بينه وبينهم مناظرة، استمرت عدة أشهر، انتهت بتبرئته مما نسب إليه، وأصبح بعد هذه المناظرة مستشارا للسلطان مولاي عبد العزيز. وأقام فيها زمنًا ثم أذن له بالرجوع إلى فاس فعاد..
سنة 1321 هـ حج إلى المشرق، حيث تعرف إلى الدعوات الإصلاحية السائدة آنذاك أيام الدولة العثمانية، والتقى زمرة واسعة من علماء الشرق، كالخديوي عباس باشا في القاهرة، والتقى بشريف مكة المكرمة، الشريف عون، كما زار الحجاز والشام، والتقى بكبار علمائها وزعمائها. وزار أثناء عودته من المشرق مدينتي مرسيليا ونابولي، ووقف على مدى تقدم أوروبا الصناعي والاقتصادي والاجتماعي.
ولما عاد إلى المغرب، طالب بمجموعة من الإصلاحات السياسية الكفيلة بمحاربة الاستعمار، ودعا إلى الجهاد وطرد المعمرين من البلاد، وألف رسائل عديدة تدعو لمقاومة المحتل. وشارك والده في هذه الحركة الجهادية، وحضر معه مؤتمر القبائل المغربية بمكناس عام 1326 هـ، الذي ألف وأصلح فيه الشيخ أبو الفيض بين قبائل المغرب، واتفقوا على جهاد المستعمر الفرنسي والإسباني.
تم خلع السلطان عبد العزيز لموقفه المتهاون أمام المحتل الفرنسي، فأراد أهل فاس عقد البيعة للسلطان عبد الحفيظ تولى الكتانى إملاء الشروط وفيها تقييد السلطان بالشورى ..
رفض الكتاني قتال عبد العزيز وأتباعه. وتورع عن ضرب المسلمين بالمسلمين، زيادة كما استنكر على السلطان عبد الحفيظ ما قام به من اعتقال لأنصار السلطان المخلوع عبد العزيز بمكناس، والتنكيل بهم، واستصفاء أموالهم، ورفض شفاعته فيهم. وقد طلب الكتاني من السلطان مرارا تطبيق شروط البيعة، وراسله في ذلك مراسلات كثيرة، وحذره والأمة من مخاطر تردي المغرب في مهاوي الاستعمار. كما أفتى بوجوب مجاهدة المستعمر، ودعا إلى سد طريق زعير على الجيش الفرنسي بقوة السلاح، وأهدر دم الخونة واعتبر قتلهم جهادا أكبر
حقد السلطان عليه فساءت حاله وضاقت معيشته فخرج من فاس سنة (1327هـ) قاصدًا بلاد البربر فأرسل السلطان في أثره فرقة عسكرية ألقت القبض عليه وعقدت مناظرة بين الكتاني وبين السلطان يعضده جملة من العلماء دامت نصف ساعة ثم لم يلبث أن اعتقل وسجن هو ومن كان معه حتى النساء والصبيان.
وفي عشية السبت 17 ربيع الأول 1327 هـ / 1909م أمر السلطان عبد الحفيظ بجلد الشيخ ألفي جلدة في ساحة سجنه بقصر أبي الخصيصات قرب والده وولده وشقيقه عبد الحي الكتاني. فنفذ فيه ربع العدد المذكور. وكان يردد أثناء الضرب «اللهم إن كان هذا في رضاك فزدني منه». ثم لم يلبث إلا قليلا حتى توفي ـ متأثرا بما لحقه ـ صبيحة يوم الثلاثاء 13 ربيع الثاني من نفس السنة في سلا. ولم يناهز عمره السنة السابعة والثلاثين. وأخفي خبر وفاته عن الناس، ودفن بتكتم شديد، ثم طمس قبره حتى لا يبقى للجريمة أثر.
و إلى جانب العالم الجليل محمد بن عبد الكبير الكتاني الذي لا نعرف له قبرا ، هناك أيضا العالم و المناضل المهدي بن بركة ، وصولا إلى عشرات إن لم نقل مئات أو الألاف من الشهداء الذين سقطوا في أرض المعارك ضد الاستعمار و أذنابه و عملائه طيلة سنوات التقهقر و العمالة و التبعية للمستعمر ، فمسار الكلمة و مكتوبها ينتهي و يتوج بالشهادة و الخلود، قال تعالى في محكم كتابه : ﴿ولا تحسبنَّ الذين قتلوا في سبيل اللّه أمواتاً بل أحياءٌ عند ربِّهم يرزقون * فرحين بما آتاهُمُ اللّه من فضله ويستبشرون بالذين لـم يلحقوا بهم من خلفهم ألا خـوفٌ عليهم ولا هم يحزنون * يستبشرون بنعمةٍ من اللّه وفضلٍ وأنَّ اللّه لا يُضيعُ أجـر المؤمنين”﴾.كما قال تعالى: ﴿ أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلِكُم ۖ مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّىٰ يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَىٰ نَصْرُ اللَّهِ ۗ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ﴾
ف”رصاصات” السب و القدف و التشويه و التشكيك و التكفير و التجهيل و التضييق، التي تطلق اليوم على الصحفيين الأحرار و المعارضين خارج المؤسسات و العلماء المستقلين ، تهدف إلى قتلهم رمزيا و نزع شرعيتهم و إظهار عوراتهم للعيان و حرمانهم من تعاطف الجماهير و عدم تخليد ذكراهم للأبد..
لأن التخليد يعيد إحياء الحدث و الكشف عن الحقائق و إعادة تدويرها و بعثها في القلوب قبل العقول، و الاكتفاء بتخليد الأعياد و المناسبات و الشخصيات التي تحظى بقبول الحاكمين و المتنفدين و المستفدين من الأوضاع السائدة …
وبالعودة إلى ” جعجعة الدكتور الفايد و “العلماء” المغاربة، نجد أن نقطة البدء كانت حول ليلة الإسراء و المعراج و تفاصيلها ، لأن الشيطان يكمن في التفاصيل ، فالحدث مؤرخ و موثق و مصادق عليه من ناحية المبدأ من طرف جميع المسلمين و المسلمات، لكن إختلفوا في التفاصيل ، أي تاريخ و قوع الحدث و كيفية وقوعه ، روحا و جسدا أم بالروح فقط ؟ و كذا الأحداث التي صاحبت إسراء الرسول محمد عليه الصلاة و السلام و معراجه..
فالناكرون والمنكرون لحديث الفايد أنكروا من قبل الكثير من أشكال الاحتفال بهذه الليلة، و شككوا في تاريخ و قوعها و دعوا إلى عدم صيام يومها و الاكتفاء بما ورد عن السلف بشأنها ، و حرموا و جرموا كل محاولة لإعادة التحقيق والتدقيق والتبين من أحداثها أو استخلاص حكم و عبر جديدة من خلالها ..
وهؤلاء فئة من ” العلماء” و”الفقهاء” يأكلون من عين السلطة و يتنعمون بنعيم السلطة المستبدة و الفاسدة ، و يتقلبون في قصورها ، و يستظهرون في كل مناسبة ما حفظوه من متون و أقوال دون إدراك أو مراجعة أو إمعان لمعانيها، ويعيبون عن ما عداهم محاولة البحث في الثرات و تنقيته و تمحيصه من كل غث و دس ، و إخضاعه لسلطان العقل و العلم ، خاصة و أن العقل البشري و صل لدرجة من الفهم لم تكن متاحة في السابق نتيجة تطور كثير من العلوم و المعارف، وتقدم كثير من العلوم الحقة التي مكنتنا من فهم مجموعة من الظواهر و الأحداث الواردة بالكتاب و السنة و يكفي العودة إلى ما أصبح يعرف بالاعجاز العلمي في القران و السنة .و كذا الشأن بالنسبة للعلوم الإنسانية و خاصة علم التاريخ و التأريخ ، فاليوم صار بالإمكان توثيق الحدث بالدقيقة و الثانية و عدم القول بولد “عام البون” أو “عام كورونا”..
فحادثة الإسراء و المعراج جاءت بعد حادثة الطائف في العام العاشر للبعثة المحمدية ، و لماذا ذهب النبي عليه الصلاة و السلام إلى الطائف ؟ فقد ذهب للطائف بحثا عن الدعم و السند بعد وفاة عمه أبو طالب و زوجته خديجة رضي الله عنها، فتم إزدراءه من قبل المشركين و التضييق على الدعوة و المسلمين فقصد الطائف ،لكنه لم يجد إستجابة منهم لدعوته و تعرض لكثير من الأذى فجاءت حادثة الإسراء و المعراج لتثبيت رسول الله عليه الصلاة و السلام و رفع مكانته، فجعل الله تعالى رحلة الإسراء والمعراج؛ تسريةً عن قلب رسول الله الحزين وفؤاده الجريح، فحملت له هذه الرحلة بشارات وأماراتٍ زادته يقيناً وتمسُّكاً بدعوته، فقد اشتملت على الكثير من مظاهر العناية الإلهيّة
وقد رأى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في تلك الرحلة بعضاً من آيات الله الكُبرى كما ذكرت آيات سورة النجم؛ وكان مما رآه: الأنبياء والرُّسل، والملائكة، والسماوات، والجنة والنار..ورأى بعض نماذج من العذاب والنعيم لأصنافٍ مُعيّنة من الناس المُتعلقة بأصحاب ذنوبٍ مُعينة، فرأى ما دعا النّاس إليه من أمور الغيب؛ لذلك زادته هذه الرحلة يقيناً بدعوته
وفي العام الموالي عرض الإسلام على القبائل في موسم الحج حيث إلتقى عليه الصلاة و السلام بستة رجال من يثرب من قبيلة الخزرج فدعاهم للإسلام فأسلموا ووعدوه بأن يعرضوا الإسلام على أهلهم إذا رجعوا و كذلك كان ..
فالحدث السابق يشرح الحدث اللاحق و يؤكد سبب وقوعه و تاريخ وقوعه و كذا الأحداث التي صاحبته فسيرة النبي محمد عليه الصلاة و السلام موثقة عند العلماء ” المستقلين الأحرار” الذين لا يشتغلون إلا تحث سقف الحقيقة العلمية لا تحث سقف السلطة و السلطان ..فالهجوم الغير مبرر على الفايد فيه مجانبة للصواب و انحراف عن المنهج القويم في النصيحة و الحوار البناء ، الرجل له أيادي بيضاء على عموم العرب و المسلمين ، و لعب دورا بالغ الأهمية في تنبيه الناس و نفعهم و مساعدتهم بالنصح و الإرشاد ، و دافع عن الكتاب و السنة ، و ندد بغلق المساجد و نبه لخطر التلقيح و مضاره ، في وقت إلتزم كثير ممن يقودون حملة التشهير اليوم ضده- بل بعضهم يستعد لرفع دعاوي أمام المحاكم المغربية و بعضهم أعرفه معرفة شخصية و لا يمكن لي وصفه إلا بالمتملق و المتاجر بالقران في الجنائز و الأعراس و المناسبات – إلتزموا الصمت بل عجزوا عن الكلام و الدفاع عن بيوت الله و قدسيتها…بل إلتزموا الصمت في مواجهة قرارات السلطة و بعض أقطابها و التي فيها معارضة صريحة و فاضحة لأحكام الولاء و البراء و مس بمقدسات دينية مجمع على قدسيتها و من ذلك التطبيع مع الكيان الصهيوني و محالفة أعداء الوطن و الدين …
صراحة أرى أن بعضهم متطفل و لا يملك شجاعة ” الرجال” و بالأحرى “العلماء” بل لا يدرك قيمة و معنى و دلالات ما يحفظه من قرأن كريم ، فالرجل دعى إلى علماء يجمعون بين علوم الدين و الدنيا و إلا فإنهم في عداد الموتى و غير موجودين بالمرة ، و لولا هذا الجمع ما كان ليظهر ابن سينا و البيروني و ابن رشد و العز بن عبد السلام و مالك بن نبي و غيره من العلماء حقا و حقيقة الذين خدموا الإسلام و فصلوا أحكامه و لا زالت علومهم و كتبهم تدرس بأرقى الجامعات و يستفاد منها البشر أجمعين …قد أطلت المقال و لا يسعني إلا الإعتذار و في الختام شكرا للدكتور الفايد و نعتذر لك فبعض السفهاء يتاجرون بالدين و يحسبونه علامة مسجلة باسمهم ، و الطامة الكبرى أن بعضهم غير دارس للفقه و أصوله بل حفظ بعض المتون و تصدر الدعوة و اليوتيوب و أصبح داعية و رجل علم و العلم منه براء ..و حقا صدق رسول لله فإننا في زمن الرويبضات… والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون..
إعلامي و أكاديمي متخصص في الإقتصاد الصيني و الشرق ٱسيوي. أستاذ العلوم السياسية و السياسات العامة…