الرباط : عقب سنتين ونصف من استئناف العلاقات بين المغرب وإسرائيل، في غياب لأي موقف رسمي من هذه الأخيرة حيال ملف الصحراء، بات مرتقباً أن تقوم تل أبيب في الأشهر القليلة المقبلة بإبداء موقف واضح من الموضوع، خاصة وأن العاهل محمد السادس، شدد في خطاب سابق أن «المغرب ينتظر من شركائه التقليديين والجدد الذين يتبنون مواقف غير واضحة بخصوص مغربية الصحراء، أن يوضحوا مواقفهم بشكل لا يقبل التأويل».
وعلى هامش زيارة رسمية تقودها للمغرب رفقة وفد، قالت وزيرة النقل والسلامة الطرقية الإسرائيلية، ميري ريجيف، إن «إسرائيل تتفهم أهمية قضية الصحراء بالنسبة للمغاربة»، مؤكدة أن «العلاقات مع المغرب لها أهمية قصوى بالنسبة لإسرائيل، وأنا على يقين من أن الحكومة ستتخذ موقفاً بشأن هذه القضية قريباً جداً».
واستحضرت الوزيرة في مقابلة لها على قناة i24NEWS، جذور عائلتها قائلة: «أشعر أنني في بيتي هنا، زيارتي هي الأولى لوزير نقل إسرائيلي إلى المملكة. لذلك فهي مهمة جداً بالنسبة لي على المستوى المهني، ولكن شخصياً أيضاً لأن والدي ولد في مدينة العرائش، ودُفن جدي في الدار البيضاء».
وأشارت ريغيف إلى أنها لمست في المغرب «رغبة كبيرة في التعاون مع إسرائيل، وأن اتفاقيات أبراهام ستسمح للمغرب بأن يكون جسراً بين إسرائيل والدول الإفريقية في جميع مجالات التنمية الممكنة»، وفق تعبيرها.
ووقع المغرب مع إسرائيل، الإثنين 29 أيار/ مايو 2023، ثلاث اتفاقيات تعاون تتعلق بمجال النقل بين البلدين، بحسب ما أفادت وكالة الأنباء المغربية الرسمية، من قبل وزير النقل واللوجيستيك، محمد عبد الجليل، ووزيرة النقل والسلامة الطرقية الإسرائيلية، ميري ريجيف، التي تقوم حالياً بزيارة عمل إلى المملكة».
وكان مكتب الاتصال الإسرائيلي في الرباط أعلن أن «ريجيف بدأت الإثنين زيارة رسمية إلى المغرب، يرافقها وفد من كبار الموظفين في وزارة النقل».
وأوضحت وكالة الأنباء المغربية أنه تم توقع اتفاقيتين حكوميتين، تتعلقان بالتعاون في مجال النقل البحري والاعتراف المتبادل برخص السياقة، زيادة على مذكرة تفاهم بشأن تطوير التعاون التقني في مجال السلامة الطرقية والتنقل المستدام، فيما تقرر تشكيل فريق مشترك يعالج القضايا المتعلقة بالتكنولوجيات المبتكرة في مجال النقل، لا سيما التنقل الذكي، والطائرات من دون طيار، والسيارات الكهربائية أو ذاتية القيادة.
وعلى هامش التوقيع على هذه الاتفاقيات، تباحث الطرفان بشأن «التعاون في مجال النقل السككي والخطوط فائقة السرعة، وتطوير البنية التحتيات للمطارات، والمنصات اللوجستية والتنقل الذكي بما فيها تدبير حركة المرور، والمركبات ذاتية القيادة، وإشارات المرور الذكية، والتكنولوجيات المتعلقة بالنقل»، بحسب الوكالة. كما ناقش الطرفان «تطوير الرحلات الجوية بين البلدين بهدف تشجيع السياحة بين المغرب وإسرائيل، والرقمنة في النقل، وتشجيع القطاع الخاص والشركات الناشئة على الاستثمار في مجال النقل».
رشيد لزرق، رئيس «مركز شمال إفريقيا للدراسات والأبحاث وتقييم السياسات العمومية»، أبرز أن ملك المغرب حدَّد مُحددات السياسة الخارجية المغربية في التعاطي مع الشركاء الدوليين متمثلة في الموقف من قضية الوحدة الترابية للمملكة والاعتراف بسيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية.
«الملاحظ أن إعلاناً واضحاً من طرف إسرائيل لم يحصل وبقي موقفها المنزلة بين المنزلتين الشيء الذي جعل المغرب يتمهل في تبادل السفراء، وأن التلكؤ الإسرائيلي كان بمثابة مناورة سياسية قصد الحصول على امتيازات أكبر، والحال أن المغرب تفطن لذلك، مما جعل إسرائيل تتخوف من قلب الطاولة وتراجع المغرب خاصة في ظل الضغط الشعبي. لهذا فإن الرباط طالبتها بالوضوح وتحديد موقفها بشكل واضح، وفي ضوء هذا الموقف يحدد بقاء أو إلغاء العلاقات مع إسرائيل»، يوضح أستاذ العلوم السياسية بجامعة ابن طفيل بالقنيطرة متحدثاً لـ «الشروق نيوز 24».
إلى ذلك، أشارت وكالة الأنباء الرسمية بالمغرب إلى أن برنامج زيارة ريجيف يتضمن رحلة إلى طنجة، وزيارة لميناء طنجة المتوسطي، فضلاً عن عقد لقاءات مع مسؤولين مغاربة كبار. في وقت أعلن وزير النقل واللوجيستيك، محمد عبد الجليل، أنه سيزور إسرائيل في أيلول/سبتمبر المقبل.
وحسب وكالة فرانس برس، تستمر زيارة ريجيف للمغرب حتى نهاية الأسبوع الجاري، ويرتقب أن تزور مدن الدار البيضاء ومراكش، وأيضاً العرائش مسقط رأس والدها.
ووفق وسائل إعلام محلية، فمن المرتقب أيضاً أن يزور المغرب مطلع حزيران/يونيو مسؤول إسرائيلي آخر من أصول مغربية هو رئيس الكنيست أمير أوحنا، بمبادرة من برلمانيين مغاربة.
Advertisement
Advertisement