عندما تصعد السيدة دينا بوسلهام إلى تراكتور حزب فؤاد عالي الهمة ….

لادخل لي في الخلافات السياسية والإيديولوجية التي تشكل أساس الصراع بين كل من حزب بوديموس وبين جريدة ” OK DIRIO ” , كما لا تعنيني لا من قريب ولا من بعيد قضية بطاقة الهاتف الإلكترونية التي ينظر فيها القضاء الإسباني والتي تشكل فيها السيدة دينا بوسلهام طرفا أساسيا إلى جانب السيد بابلو ايكليسياس.زعيم حزب بوديموس…
كما أنأى بنفسي عن الإتهامات المتبادلة بين حزب بوديموس من جهة وبين مالك جريدة {أوكي دياريو} الصحافي ” إدواردو إيندا ” الرجل المشاكس بطبعه والذي يتبنى نفس التوجهات ونفس الأفكار اليمينية المتطرفة التي يروج لها أقطاب حزب فوكس الهوياتي المعادي للمهاجرين من أصول مغربية بوجه خاص، كما لايجب فهم مداخلتي على أنها تذهب في إتجاه تأييد ماورد في مقال جريدة السيد ” إدواردو إيندا ” “OK diario ” شكلا ومضمونا حول السيدة دينا بوسلهام المستشارة السابقة لزعيم حزب بوديموس بابلو إيكليسياس،عندما كان نائبا في البرلمان الأروبي والمنشور بنفس الجريدة تحت عنوان “الفيديو الذي يظهر أن مستشارة السيد بابلو ايكليسياس تشتغل لحساب حزب الملك محمد السادس،”
مضمون هذا الفيديو بالذات الذي تم تسجيله بباريس بتاريخ 31 مارس 2013 في حفل تقديم حزب التراكتور أو حزب الأصالة والمعاصرة الذي تمت ولادته كما نعلم بعملية قيصرية من بين صلب وترائب الدولة العميقة، في حفل حضره البعض من مغاربة فرنسا كما حضرته السيدة دينا بوسلهام وقدمت فيه مداخلة لمدة عشر دقائق…..
هو بالذات ما سأقف عنده خاصة تصريحها اللافت الذي قالت فيه بالحرف… عندما كنت في الجامعة كنت أشعر بالحرج عندما يسألوني هل توجد بالمغرب ديمقراطية ؟؟ واليوم بمجرد حضوري لجمعكم هذا أقول نعم توجد بالمغرب ديمقراطية…!!!!!!! … .
مضيفة أن مشاركة مغاربة العالم بالترشيح والتصويت في إنتخابات بلدهم فيه ما يدعم حقيقة أن المغرب بلد ديمقراطي…!!! ..
السؤال الذي يوجهه مغاربة العالم للسيدة دينا بوسلهام من دون أدنى شك ؟ متى تم تفعيل بنود دستور 2011 التي تخول لنا حق المشاركة السياسية يا سيدتي ؟ ومتى فتح المجال أمامنا للمشاركة السياسية ؟ حتى تقولين عنا أننا نشارك بالفعل في الحياة السياسية لبلادنا؟؟؟
أما كلامك حول وجود الديمقراطية بالمغرب فمردود عليه ، ويكذبه تصريح وزير الدولة المكلف بحقوق الإنسان الذي قال ، بأن “واقع حقوق الإنسان في المغرب ليس جنة فيحاء كما تكذب ترهاتك وهذيانك الكلامي ، تقارير كل من أمنستي إنترناشيونال وتدحضه أعداد الصحفيين والمناضلين الشرفاء الذين يقبعون خلف القضبان بالمعتقلات المغربية , وكذا المطالبون بالقليل من الحرية والكرامة وبنية صحية لعلاج مرضاهم من أبناء منطقة الريف الذين حوكموا بعشرين سنة….
وأخيرا وليس آخر منحك صكوك الغفران لدولة المخزن القمعية يدحضده واقع إستحواذ أقلية الأوليكارشيا الحاكمة على ثروات البلاد ، بينما يعيش معظم المغاربة تحت خط الفقر، يعانون من إنعدام بنيات التمدرس والعلاج , ولا يجدون حتى ما ينقذون به أرواح أطفالهم من لسعات الأفاعي والعقارب بالبوادي والقرى النائية المحاصرة…
والبطالة وإنسداد الآفاق تحاصران معظم الطبقات الشعبية بدليل تسلل الآلاف من شبابنا بواسطة قوارب الموت نحو الحدود الجنوبية لإسبانيا على مدار الساعة وليس، أدل على غياب الديمقراطية وإفتقاد العدالة الاجتماعية من فضيحة إضطرار بعض الأسر المعوزة لسرقة أكباش العيد مؤخرا…
ربما أتفق مع السيد إدواردو إيندا فيما ذهب إليه حول كونك تبدين ملكية أكثر من الملك في المغرب , بينما تصبحين في إسبانيا واحدة من أشرس الكارهين للملكية….. وفي هذا لعمري وحده قمة الإنتهازية السياسية……. ..

الحسين فاتش،