عودة السفير الجزائري الى باريس وسعي فرنسا للحفاظ على علاقات مستقرة مع الجزائر لمواجهة النفوذ الروسي والصيني وبوابتها نحو منطقة الساحل
قررت الجزائر إعادة سفيرها الى باريس، بعد الأزمة القصيرة التي وقعت بين البلدين، ويعتقد في سعي فرنسا الإبقاء على علاقات مع الجزائر حتى لا تفقد السوق الجزائرية ولا تخسر محاورا في منطقة الساحل التي تقع كل مرة أكثر تحت النفوذ الروسي والصيني.
وكانت الجزائر قد سحبت سفيرها من باريس يوم 8 شباط (فبراير) الماضي بعدما استقبلت فرنسا الصحافية أميرة بوراوي التي كان القصاء الجزائري يلاحقها، واعتبرت الجزائر أن مشاركة دبلوماسيين فرنسيين في تهريبها عبر تونس يعتبر مسا بالسيادة الجزائرية.
وكشف الرئيس عبد المجيد تبون في حواره مع قناة التلفزيون “الجزيرة” منذ يومين إعادة السفير الى باريس، وأكدت المكالمة الهاتفية يوم الجمعة الماضية مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون تجاوز هذه الأزمة التي تعتبر صغيرة ولكنها تكشف عن تذبذب العلاقات الثنائية على حد تصريح تبون لـ”الجزيرة”.
ونقلت جريدة “الشروق” الجزائرية عن المحلل السياسي قوي بوحنية قوله اليوم أن العلاقات بين الجزائر وفرنسا كبيرة وضخمة ولا يمكن أن تصل الى القطيعة رغم أن الجزائر قد نوعت شركائها في أوروبا والعالم.
وعملت الدبلوماسية الفرنسية في صمت ولكن بجهد كبير لإعادة العلاقات مع الجزائر، وقد تكون قد قدمت أكثر من تنازل وتعهدت بأكثر من تعهد، ويريد ماكرون أن يكون الرئيس الفرنسي الذي سينقل العلاقات مع دولة استراتيجية وشائكة مثل الجزائر الى بر الاستقرار وتجاوز المشاكل التي تفجر الأزمات بين الحين والآخر.
فمن جهة، لا ترغب باريس في أزمة جديدة قد تطول وتصبح علاقات باريس مع المغرب العربي متشنجة خاصة في ظل العلاقات المتوترة بين الرباط وباريس والغموض نحو تونس بسبب أزمتها، وسحبت الرباط سفيرها ولم تعين سفيرا جديدا، ومن جهة أخرى، تدرك فرنسا أن توتر العلاقات مع الجزائر سيفقدها جسرا للحوار والتفاهم نحو منطقة الساحل الحيوية لمصالحها.
وفي ظل تراجع النفوذ الفرنسي في الساحل، وفي ظل تقدم النفوذ الروسي والصيني في القارة الإفريقية ومنها منطقة الساحل، ترغب باريس في الأبقاء على علاقات مستقرة مع الجزائر للتنسيق في الساحل الآن وعندما يستدعي الأمر مستقبلا.
ونشرت مجلة “لوبوان” الفرنسية الجمعة الماضية أنه من ضمن المحاور التي تقوم عليها الشراكة الفرنسية – الجزائرية الجديدة هو محاربة الإرهاب في منطقة الساحل.