عودة السّفير المغربي في باريس الى الرباط يقابله غياب آخر للسفير الفرنسي في المملكة.. هل اعتمد المغرب نفس طريقة فرنسا في استدعاء ممثله؟.. الاحتمالات الواردة بشأن العلاقة بين البلدين
الرباط – نبيل بكاني:
تبقى الأزمة الصامتة بين فرنسا والمغرب والتي بدأت تأخذ طابعا رسميا، مفتوحة على الكثير من الاحتمالات، فعودة السّفير المغربي في باريس الى الرباط، يقابله غياب آخر لسفير فرنسا في المملكة، فيما لم يصدر أي بيان رسمي بشـأن وضعية محمد بن شعبون الذي عين على رأس صندوق سيادي.
الا أن الملاحظ، هو أن المغرب اعتمد نفس الطريقة التي استدعت بها فرنسا سفيرتها في المملكة هيلن لوغال والتي عينها الايليزيه على رأس مهمة جديدة، حيث عينت الرباط سفيرها محمد بن شعبون على رأس صندوق الاستثمارات الاستراتيجي.
ولا يعرف بوجه التأكيد ما اذا كان تعيين محمد بن شعبون بمنصبه الجديد هو إنهاء لمهمته كسفير، أم إنه سيجمع بين المنصبين كما كان الأمر مع سلفه شكيب بنموسى، عندما عين رئيسا للجنة الخاصة بالنموذج التنموي، بيد أن الوضع في حالة بن شعبون يختلف عن بن موسى الذي عين في مهمة داخلية محددة الأجل قبل أن يعود لمزاولة مهامها الدبلوماسية.
وفي هذا السياق اعتبرت صحيفة “هيسبريس” المغربية، أن كل مؤشّرات وجود أزمة، ولو أنّها صامتة، بين باريس والرّباط، بدت تطفو على السّطح، غير أن الفراغ الدّبلوماسي الفرنسي في الرّباط، في أعقاب سحب السّفيرة، أخرج هذه الأزمة من مساحتها المحجوبة إلى العلن.
وقالت ان الرّباط لا تنظر بعين الرّضا إلى التقارب الأخير بين باريس والجزائر، على أعقاب الزيارة الرّسمية التي قام بها ماكرون ولقائه برئيس الجمهورية عبد المجيد تبّون، وتوقيعهما على اتفاقيات تعاون.
واعتبرت أن تعيين محمد بن شعبون، سفير المملكة المغربية بفرنسا، على رأس صندوق محمد السادس للاستثمار، “يمكن قراءته من أكثر من زاوية”، ذلك أن “هذا التعيين يأتي في ظل العلاقات الدبلوماسية المتوترة بين الرباط وباريس، من جهة، وحساسية المنصب الجديد الموكول له من جهة أخرى”.
ويرجح، أن يكون التعيين في المنصب الجديد، إنهاء ضمنيا لمهمة بن شعبون كسفير، بالطريقة نفسها تقريبا التي اعتمدها قصر الإليزيه لإنهاء مهام سفيرته بالمغرب، هيلين لوغال، التي تم تعينها في منصب آخر كمسؤولة عن الدائرة الأوروبية للشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي.
ورجح المصدر، أن يبقى منصب السفير في البلدين معلقا، بمعنى ليس قطعا للعلاقات الدبلوماسية عبر السحب الرسمي للسفيرين، ولا هو وضع دبلوماسي طبيعي في ظل شغور المنصب دون تعيين من يقوم بهذه المهمة التمثيلية الرسمية، سواء في باريس أو الرباط.