غضب عارم على مواقع التواصل الإجتماعي بالمغرب بسبب إعلان تطبيع العلاقات الدبلوماسية بين المملكة ودولة الإحتلال الإسرائيلي !!وهل تتعارض مع ثوابت الدين الإسلامي وإمارة المؤمنين بالمغرب أم لا ؟
فرحان إدريس…
بمجرد تغريدة الرئيس الأمريكي الجمهوري دونالد ترامب على تويتر يعلن فيه بشكل رسمي توقيعه مرسوم رئاسي يعرتف بمغربية الصحراء مقابل تطبيع المملكة العلاقات الدبلوماسية مع دولة الإحتلال الإسرائيلي ..
وتأكد هذا الخبر بعد بلاغ الديوان الملكي الذي نشر في المواقع الإلكترونية المقربة من الجهات الأمنية والإستخباراتية المرتبطة بشكل مباشر مع المؤسسة الملكية وشرحه تفاصيل الإتفاق بين كل المغرب والولايات المتحدة الأمريكية والكيان الصهيوني ,,
إشتعلت تعاليق المواطنين المغاربة من كل الشرائح الإجتماعية على مواقع ومنصات التواصل الإجتماعي المختلفة ، الفيسبوك تويتر واليوتوب والواتساب وغيرها ، رافضة التطبيع مع هذا الكيان المغتصب لما يقارب 78 % من مساحة فلسطين التاريخية الكلية وتهجير حوالي 85 % من السكان الأصليين الفلسطينيين ..
عدة فيدوهات وتدوينات عديدة نشرت في كل مواقع وشبكات التواصل الإجتماعي كلها تقول بصوت واحد : لامجال للمقارنة بين قضية وحدتتا الترابية ، الصحراء المغربية ، وقضية الأمة العربية والإسلامية ، فلسطين ، لأن فلسطين قضية مليار نصف مسلم والمسجد الأقصى أولى القلبتين وثالث الحرمين ، أما مشكلة الصحراء المغربية فهي قضية النظام الملكي والشعب المغربي على حد سواء ..
لكن القرار الأوحد ي هذه القضية بيد مؤسسة سيادية بعينها والقصر الملكي ، وتم إبعاد كل الحكومات المغربية المتعاقبة والأحزاب السياسية الوطنية من هذا الموضوع منذ إنطلاق العمل المسلح لجبهة البوليساريو الإنفصالية في أواسط السبعينات بدعم مباشر من نظام القذافي وجنرالات العسكر بالحزائر الجارة الشقيقة ..
كيف يعقل أن تكون مقايضة بهذا الشكل والرئيس الأمريكي الجمهوري دونالد ترامب المنهزم في الإنتخابات الرئاسية الأخيرة على بعد أربعين يوم من تسلم الرئيس الفائز الديموقراطي جو بايدن مقاليد الحكم في البيت الأبيض ؟
وسائل الإعلام المختلفة المرئية منها والمسموعة والمكتوبة والإلكترونية العمومية والخاصة إحتفلت بهذا الإنتصار الكبير للدبلوماسية المغربية رغم أنه فقط منشور رئاسي أتخذ في عز الفترة الإنتقالية وغير ملزم قانونيا للإدارة الديموقراطية الجديدة ..ولم يطرح للمصادقة عليه لا في مجلسي الكونغرس والشيوخ ؟ ..
صحيح ، أنه لأول مرة إدارة أمريكية تعترف بمغربية الصحراء بشكل رسمي وعلني وتتبنى الرؤية المغربية بشكل كامل فيما يخص مشروع الحكم الذاتي بالأقاليم الحنوبية ، لكن ألم يكن من المفروض أن يدرج هذا الإعتراف بجلسات مجلس الأمن الرسمية المخصصة لقضية الصحراء المغربية ؟
وهكذا كان سيأخذ بعدا دوليا بالمعنى الحقيقي ، وأن لا يقترن هذا الإعتراف بشكل متوازي بتطبيع العلاقات الدبلوماسية بين المملكة ودول الكيان الصهيوني ..
لماذا الدبلوماسية المغربية تقبل هدية مسمومة من الرئيس الأمريكي الجمهوري المنتهية ولايته ؟ الذي سيخضع بمجرد مغادرته البيت الأربيض لمتابعات قضائية عدة ربما ينتهي به المطاف في إحدى السجون الفيدرالية ؟
ألا تدري الرباط أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو متابع جنائيا في قضايا فساد مالي كبيرة وإستغلال السلطة ، وأنه يحاول جاهدا الهروب إلى الأمام بعقد إتفاقيات التطبيع الأخيرة مع كل من الإمارات والبحرين ومؤخرا المغرب لكي لا يؤخر دخوله للسجن ؟
وأن الحكومة الإسرائيلية الحالية تعد من أشرس الحكومات التي مارست ولازالت تقوم بعمليات تهويد القدس بشكل غير مسبوق ، وتطهيره من سكانها الأصليين المقدسيين ، وأن الإستيطان زاد أضعاف مضافة سواء في الضفة الغربية أو في الأراضي المحتلة 48 ، ولا ننسى الحصار الكامل الذي تمارسه على قطاع غزة منذ سنة 2007 .
كيف سيفسر أمير المؤمنين الملك محمد السادس عملية التطبيع هاته لشعبه والمؤمنين بإمارة المؤمنين داخل المغرب وخارجه مع حكومة مكونة من مجرمي الحرب الذين إرتكبوا العديد من المجازرعلى مر التاريخ في حق الأشقاء الفلسطينيين سواء الموجودين في الضفة أو قطاع غزة ؟
لكن ما يزيد الطين بلة ويثير القلق الكبير هو، التصريح الإعلامي المثير لأحد المحللين السياسيين الأكادميين المغاربة المقيمين بواشطن قائلا التالي : ” أن تنشر صحيفة هاآرتس الإسرائيلية الواسعة الإنتشار بدولة الكيان الصهيوني مقالة تحليلية بعنوان “السلام مقابل السلام ؟ صفقة إسرائيل المغرب هي “إحتلال مقابل إحتلال”.
“والمعنى المقصود في هذا المقال هو موازنة الإحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية مع ما تعتبره الصحيفة “الإحتلال” المغربي للأراضي الصحراوية، مشيرا إلى ما كتبته هاأرتس من أن “إحتمال أن يهتم أي شخص في إسرائيل بحق الصحراويين في تقرير المصير بالطبع أقل من الصفر.” لكن المسألة ليست الصحراويين كما تقول الصحيفة، “ولكن حقيقة أن إسرائيل، الدولة الفتية التي تأسست على أساس الإعتراف الدولي بحقها في تقرير المصير ، تنضم مرة أخرى إلى الحركة التاريخية لأولئك الذين يرغبون في تخريب وتفكيك النظام متعدد الأطراف.”
“وربما فكّر المسؤولون في الرباط مليّا في ما كانوا سيقدمون عليه مع ترامب ونتنياهو خلال العامين الأخيرين بمنطق الصفقات والمكاسب مقابل التنازلات. لكن ما لم يمر في خلدهم على ما يبدو أن يذهب الخطاب الإسرائيلي إلى حدّ إعتبار الوجود المغربي في الصحراء مساويا للإحتلال الإسرائيلي لفلسطين”.”
وفي الختام ،هناك ملاحظات يجب ذكرها هو أن الصحا فة الأمريكية والإسرائيلية على حد سواء إعتبرت هذا الإعلان الرئاسي الأمريكي بمثابة معاهدة سلام بين المملكة المغربية ودول الإحتلال الإسرائيلي..
وأن المغرب سيحصل جراء هذا الإعتراف الدبلوماسي للمغرب بدولة الكيان الصهيوني على إستثمارات أمريكية بالأقاليم الجنوبية تقدر ب 3 مليارات من الدولارات ..
وحسب مصادر موثوقة بوكالة “رويترز” بأن البيت الأبيض يمضي قدما في تطبيق خطته لتصدير أسلحة بقيمة مليار دولار إلى المغرب، بعد يوم من الإعلان عن توصل المملكة وإسرائيل إلى إتفاق على إقامة العلاقات.
ونقلت الوكالة عن مصادر مطلعة على الموضوع تأكيدها أن إدارة الرئيس دونالد ترامب أبلغت الكونغرس يوم الجمعة بصفقات محتملة مع المغرب تشمل طائرات مسيرة وأسلحة موجهة عالية الدقة.
وأوضحت الوكالة أن الحديث يدور عن أربع طائرات مسيرة من طراز “إم كيو-9 بي سكاي غارديان” تنتجها شركة “جنرال اتوميكس”، وصواريخ “هيل فاير” و”بيفواي” وذخائر الهجوم المباشر المشترك (JDAM) من إنتاج شركات “لوكهيد مارتن” و”رايثيون” و”بوينغ”.
ويأتي ذلك بعد يوم من توصل المغرب وإسرائيل، بوساطة أمريكية، إلى إتفاق على إقامة العلاقات الدبلوماسية، وإعتراف ترامب بسيادة المغرب على الأقاليم الجنوبية الصحراوية .
ويبدو أن أهم مكسب للمغرب في عملية التطبيع هاته هوأن ما يقارب مليون سائح إسرائيلي من أصول مغربية ستتاح له الفرصة مجددا لزيارة مدن وقرى المملكة بشكل علني بعدما تم الإتفاق على تنظيم 20 رحلات أسبوعية بين الدولتين ..
لكن من المفارقات العجيبة في هذا الموضوع ، هو أن يصدر البلاغ من الديوان الملكي حصريا وليس من وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج ، لماذا يا ترى ؟؟
الأكيد ، أن عملية الإخراج مقصودة و موجهة لكل الأحزاب السياسية الوطنية والمهتمين بقضايا الصحراء المغربية داخل أرض الوطن وخارجه ..
والمعنى أن عملية التطبيع هاته يترأسها الملك محمد السادس بنفسه شخصيا ، وأن من يتجرأ على الإحتجاج على هذا الإعلان الدبلوماسي الأمريكي المغربي فهو يحتج ضد الملك شخصيا ..
لهذا ترى الأحزاب السياسية الوطنية بالدرجة الأولى وحزب العدالة والتنمية على الخصوص إلتزموا الصمت المطبق لحد الآن ولم يعلقوا على عملية التطبيع ، بل ركزوا فقط على الإعتراف الأمريكي بالصحراء المغربية ، كأن أمرالتطبيع لا يعنيهم لا من قريب ولا من بعيد ..
على عكس ، كانت هناك فرحة عارمة من داخل دولة الإحتلال الإسرائيلي الذي إحتفل فيها رئيس وزراء ها بنيامين نتنياهو بالإتفاق الذي تم إعلانه اليوم الخميس من قبل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتطبيع العلاقات المغربية الاسرائيلية في سابقة هي الرابعة من نوعها خلال 4 أشهر؛ لتصبح المغرب الدولة السادسة عربيا في إعلان تطبيع العلاقات مع تل أبيب.
وعلق رئيس الحكومة الإسرائيلية ، اليوم، في بيان إذاعي عقب إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على “تويتر” إن إسرائيل والمغرب إتفقتا على تطبيع العلاقات بينهما، قائلا “أشكر الرئيس ترامب على أفعاله الجبارة نيابة عن إسرائيل، وأشكر العاهل المغربي محمد السادس لإستعداده لإحلال السلام”
لكن يبقى السؤال المطروح ، هل ما قام به المغرب من عملية تطبيع مع دولة الإحتلال الإسرائيلي خيانة للوطن وللشعب المغربي ولأهم أركان إمارة المؤنين ولقضية فلسطين بالدرجة الأولى بحكم أن الملك محمد السادس رئيس لجنة القدس ؟
يتبع..
للذكر المقال أرسلناه إلى : الديوان الملكي
…………………………..رئاسة الحكومة
…………………………..الأمانة العامة للحكومة
…………………………..رئاسة البرلمان المغربي
…………………………..رئاسة مجلس المستشارين
…………………………..رؤساء الفرق البرلمانية
…………………………..وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج..
…………………………..وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية المغربية
……………………………الوزارة المنتدبة المكلفة بالمغاربة المقيمين بالخارج
……………………………المجلس العلمي الأعلى بالرباط
……………………………مجلس الجالية
……………………………مؤسسة الحسن الثاني لمغاربة الخارج
…………………………….الأمانة العامة للأحزاب السياسية المغربية
……………………………..السفارات المغربية بالخارج
………………………………القنصليات المغربية بالخارج