محمد بابي…الباحث في الشؤون الإسلامية والمتخصص في الحركات المتطرفة..
لم يعد فشل تدبير الشأن الديني بإيطاليا أمرا خفيا على الجهات المسؤولة وعلى رأسها المؤسسة المعنية بالأمر، السؤال الذي يطرح نفسه بقوة، لما كل هذا الصمت وهذا التعتيم عن الفشل الظاهر الجلي الذي لا ينكره عاقل، فمن المستفيد؟؟ هل هي المؤسسة نفسها؟؟ أم جهات أخرى لا يعلم عنها أحد أي شيء ؟؟
إن صورة المغرب قد أصبحت في الحضيض بسبب أناس لا عهد لهم ولا ذمة باعوا سمعة وطن بدراهم معدودة ، وبنوا صرحا يدعوا لشباب لا هوية لهم لا دينيا ولا وطنيا ، لأن كل همهم أن تضخ أرصدتهم البنكية وتعلوا أسقفة عقاراتهم ولو على حساب مستقبل أمة !!!
كان الواجب إتجاهها وإتجاه أبناء وطنها السعي والدفاع المستميت عن هويتها الدينية والوطنية ، فقد دق ناقوس الخطر، ولكن لا حياة لمن تنادي لأن الذمم قد ماتت ، والخيانة قد باتت عند قوم هم أنفسهم لا هوية لهم ، مع أنهم أدوا القسم وأخذوا على أنفسهم العهد والميثاق بأن يكونوا أوفياء لوطنهم حتى الممات ، ولكنه الطمع وحب السلطة وإستغلال النفوذ للهيمنة على مشروع تصرف له أموال طائلة كل سنة ، ليس لذات المشروع ولكن لجيوب القائمين عليه؛ فإنطلاقا من قوله صلى الله عليه وسلم (إذا أسند الأمر إلى غير أهله فإنتظر الساعة) أي ساعة ذالك الأمر للفشل على قول للعلماء.
فما الفائدة إذا من مشروع مجرد حبر على ورق لم يعد على الوطن ؟؟ إلا تشويها لسمعته وتلطيخا لها في التراب ؟؟ فماذا ترك هؤلاء لأعداء الوطن بعد خيانتهم للأمانة التي أسندت لهم ؟؟
أي إيمان يدعوا أناسا للغدر بوطنهم وأبنائه، سيشهد التاريخ على خيانتهم وغدرهم مهما سعوا جاهدين لإخفاء ذالك فكما يقال (الشمس لا تغطى بغربال) …..