طاليس الحسوني إن كان هو من كتب هذا المقال فقد ارتكب خطأ فادحا عندما دافع عن شركة سيتي باص، كأن ساكنة فاس تريدها أن تحسن خدماتها فقط وتبقى معنا مدى الحياة، يجب عليه أن يعلم أن ساكنة مدينة فاس تكره وتدين بشدة شركة التدبير المفوض سيتي باص، لأنها تقوم بتشغيل البلطجية أصحاب السوابق العدلية، وتقتقص من راتب سائق الحافلة، حيث تقوم بإعطائه فقط مبلغ لا يتعدى 3000 درهم كل شهر، ناهيك عن قيام هذا السائق بعمل وظيفتين الأولى (transporteur) والثانية (receveur) ، وإن وقعت له حادثة وتضررت على إثرها الحافلة فهو المسؤول الأول والأخير عن إصلاحها من جيبه الخاص، وهذا مذكور في عقد العمل الذي يمضيه قبل البدء في العمل، والعديد من الأشياء التي تضر فقط سائق الحافلة…
فيما يخص ركاب أو زبناء شركة التدبير المفوض السالفة الذكر الذين يأدون لها المال مقابل إهانتهم فحدث ولا حرج، بدءا بقلة الحافلات التي لا تأتي في الوقت المناسب للمحطات كما لو أن وقت المواطن الفاسي غير مهم، إد في بعض الأحيان تتأخر حافلات النقل العمومي ما يناهز الساعة أو النصف ساعة، وبقدومها تكون المحطة قد اكتضت بالمواطنين الراغبين في ركوبها للذهاب لقضاء مصالحهم، في ذلك الوقت والمكان يصبح حتى الميترو غير كافي لنقل كل أولئك الركاب، وحتى إن ركبوا الحافلة فإنهم يشعرون بالإهانة نظرا لعدم جودة خدماتها، فمنذ أن تطئ رجلك الباب تحس نفسك وكأنك في سجن متحرك هذا من جهة ومن جهة أخرى جدرانها الحديدية المهترئة توحي لك بمدى قدمها وكأنها من عهد الزرهوني بوحمارة، أما عن مستوى التعامل الذي يتعامل به موظفوها والخالي تماما من الإنسانية والمروءة تنطبق عليه إحدى المقولات الشهيرة لأحد الحكماء والشعراء الأجلاء قوله : لا قيم الجاهلية ولا أخلاق الإسلام…
فاعل جمعوي ناشط حقوقي / فاس..