*الإدارة العامة للشروق نيوز 24 *
طالب مواطنون فلسطينيون، من قطاع غزة، قيادة السلطة الفلسطينية بالتحقيق والكشف عن القاتل الحقيقي للرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات ومحاكمته، عقب إعلان علماء سويسريين عن وجود بولونيوم مشع في رفات عرفات، ما يرفع من احتمالات الاشتباه بوفاته مسموماً.
ودعا فلسطينيون في مدينة غزة إلى تشكيل لجنة تحقيق بشكل سريع لكشف ملابسات عملية اغتيال الرئيس ياسر عرفات وإعلان نتائج تحقيقاتها أمام الشعب الفلسطيني، مؤكدين أن قتل عرفات والسكوت على ذلك من قبل القيادة الفلسطينية يشكل اهانة لجميع الفلسطينيين.
وكشف تقرير لخبراء من معهد “لوزان السويسري” للتحاليل الإشعاعية وجود بولونيوم مشع في رفات الرئيس عرفات، وسط تقديرات تقول إنه مات مقتولًا بهذه المادة المسممة.. وقال الفلسطيني رامز أبو مدلل، وهو مهندس كمبيوتر، إن “تأكيد احتمالات وفاة الرئيس عرفات مسموماً يجعلنا نجزم أن الاحتلال الإسرائيلي هو المسؤول عن ذلك بمساعدة عملاء له داخل قيادة السلطة الفلسطينية”.. وأضاف أبو مدلل “يجب الكشف عن القاتل الحقيقي للرئيس الراحل ياسر عرفات وإعلان ذلك أمام الشعب الفلسطيني ومحاكمته فوراً”.
ومن جانبه، أكد الفلسطيني سامح الدهشان، وهو سائق أجرة، أن اغتيال الرئيس عرفات مسموماً يشكل اعتداء سافر على جميع أبناء الشعب الفلسطيني بجميع تياراته ويجب الكشف عن القاتل بشكل فوري ومحاكمته.. وقال الدهشان إن “الرئيس محمود عباس مطالب الآن بتشكيل لجنة تحقيق نزيهة تعمل بكل شفافية لكشف قاتل رمز الشعب الفلسطيني وإلا فإن الصمت على مثل هذا الأمر يشكل إهانة لجميع الفلسطينيين”.
وفي السياق، شدد الطالب في كلية الآداب بجامعة الأزهر في غزة سعيد الخالدي على ضرورة توحد فصائل الشعب الفلسطيني وانهاء الانقسام للكشف عن قاتل الرئيس عرفات الحقيقي ومحاكمته.. وقال الخالدي: إن “تقرير العلماء السويسريين يؤكد أن إسرائيل هي المسؤولة الأولى عن مقتل الزعيم عرفات وأن لها أيدي خفية داخل السلطة الفلسطينية تقف وراء عملية الاغتيال لذلك يجب تعرية هؤلاء القتلة ومعاقبتهم”.
أما خالد عبد العال، وهو موظف حكومي، فطالب المؤسسات الحقوقية الدولية بالتحقيق في اغتيال عرفات والبحث عن القاتل، قائلاً “السلطة الفلسطينية وقيادتها لن تحقق بنزاهة في مقتل عرفات لأن القاتل لن يكون إلا أحد قياداتها لذلك يجب على المؤسسات الدولية ومحكمة العدل الدولية التحقيق في هذه الحادثة”.. ودعا عبد العال الفصائل الفلسطينية إلى العمل كـ “يد واحدة للبحث عن قاتل قائد الشعب الفلسطيني الذي رفض التنازل عن حقوق الفلسطينيين”.
من جهتها، قالت المحامية الفلسطينية آية أبو موسى: إن “الاحتلال الإسرائيلي هو الذي يقف وراء جريمة اغتيال عرفات ويجب على محكمة العدل الدولية أن تحقق في ملابسات هذه الجريمة ومحاكمة من يقف ورائها.
وتسلمت لجنة تحقيق فلسطينية تقرير المعهد السويسري بشأن فحص رفات عرفات.. وقالت اللجنة، في بيان لها، إن “لجنة التحقيق الفلسطينية في قضية استشهاد الرئيس الراحل ياسر عرفات، برئاسة اللواء توفيق الطيراوي، وبحضور رئيس اللجنة الطبية في لجنة التحقيق د. عبد الله البشير تسلمت في العاصمة السويسرية جنيف تقرير معهد لوزان السويسري حول التحاليل التي أجراها المعهد على العينات المأخوذة من رفات الشهيد في 27/11/2012”.
وكانت اللجنة قد تسلمت تقرير المركز الروسي للطب الجنائي، الذي أعدّه بطلب رسمي فلسطيني في رام الله، في الثاني من الشهر الجاري.. وقالت اللجنة إن الخبراء والاختصاصيين يعكفون على دراسة التقارير من الطرفين لاستخلاص النتائج وإعلام الشعب الفلسطيني بها، حال الانتهاء من دراستها ومعرفة مضمونها العلمي، بحسب البيان الذي نقلته وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية “وفا”.
وكانت الفرق المختصة الروسية والسويسرية، بالإضافة إلى اللجنة القضائية الفرنسية، قد عملت تحت إشراف ومسؤولية الطب الجنائي الفلسطيني قانونياً، وبمسؤولية النيابة العامة الفلسطينية، لأخذ العينات اللازمة من جثمان عرفات وإجراء التحاليل المطلوبة، بناء على التفاهمات الرسمية مع الجهتين بهذا الخصوص.
وكانت قناة “الجزيرة” القطرية قد كشفت مؤخرا، خلال تحقيق لها، عن وجود مادة البولونيوم المشع في ملابس عرفات، مما دفع الجانب الفلسطيني إلى الموافقة على إعادة فتح ضريح عرفات وأخذ عينات من رفاته وفحصها بإشراف طبي فلسطيني.. وكان الطيراوي قد قال، في وقت سابق، إن الجانب الفلسطيني يملك قرائن وشبهات باغتيال إسرائيل للرئيس عرفات الذي توفي في 11 نونبر 2004 بعد حصاره من قبل الجيش الاسرائيلي في مقر المقاطعة برام الله لعدة أشهر.