في اعتصام أمام مبنى البرلمان المغربي بالرباط.. ناشطون يطالبون بإعادة المهاجرين الذين قتلوا في محاولة عبور جدار مليلية إلى عائلاتهم وبفتح تحقيق في المأساة (صور)
الشروق نيوز 24 / متابعة.
بعد مرور أسبوع على مأساة الجمعة الدامي بحدود مدينة الناظور المغربية ومليلية المتمتعة بالحكم الذاتي تحت سيادة إسبانيا، تجمع عشرات النشطاء اليوم في اعتصام أمام مبنى البرلمان المغربي بالرباط، للمطالبة “بالدفن الكريم وعودة جثث المهاجرين الذي قتلوا إلى أسرهم”، والذين قضوا نحبهم خلال محاولة عبور جماعي للمهاجرين من المغرب إلى مليلية.
وطالب المشاركون في هذا الاحتجاج، الذي دعت إليه منظمات غير حكومية مختلفة تدافع عن حقوق الإنسان وحقوق المهاجرين، بفتح “تحقيق مستقل” في المأساة “لتحديد المسؤوليات”.
“المهاجرون ليسوا مجرمين”، “الحدود تقتل”، “حرية العبور للجميع” و”أوقفوا إضفاء الطابع الخارجي على الحدود الأوروبية في إفريقيا” هي بعض اللافتات التي رفعها المتظاهرون الذين وقفوا دقيقة صمت حدادا على القتلى.
وقال الناشط في مجال الهجرة مامادو ديالو، ضمن منظمات مهاجري دول جنوب الصحراء الكبرى في المغرب، “نحن نعلم اليوم رغبة المغرب في مساعدة المهاجرين والترحيب بهم، ولكننا نطالب بمساعدتنا ليس فقط في تحديد هوية الموتى ولكن أيضًا في إعادة جثثهم إلى أقاربهم لتقرير ما إذا كان سيتم دفنهم هنا أو في بلدانهم”.
ديالو الذي قرأ التوصيات التي وجهتها المنظمات غير الحكومية المشاركة في الاعتصام إلى السلطات المغربية أمام الصحفيين الحاضرين، طالب أيضا بـ”عدم توجيه الاتهامات” للمهاجرين و”عدم ربط” وضعهم بعصابات تهريب البشر.
وتهدف هذه الوقفة حسب عضو “الجمعية المغربية لحقوق الانسان”، سعيد الطبل، إلى “المطالبة بفتح تحقيق وطني ودولي لإلقاء الضوء الكامل باستقلال تام حول المسؤوليات في الفاجعة”.
وطالبت المنظمات التي نظمت هذا الاحتجاج، “بتوفير الرعاية الصحية للمهاجرين الذين أصيبوا خلال الأحداث الدامية، ووقف عمليات ترحيلهم إلى مدن أخرى”.
كما خرجت تظاهرات عدة في مدن إسبانية مختلفة وفي الرباط مساء الجمعة احتجاجا على المأساة التي شهدتها مليلية وراح ضحيتها ما لا يقل عن 23 مهاجرا إفريقيا حاولوا دخول هذا الجيب الإسباني بشمال المغرب في 24 حزيران/يونيو.
في برشلونة (شمال غرب)، ومالقة (جنوب)، وفيغو، وسان سيباستيان ولا كورونيا (شمال شرق)، وكذلك في مدينة مليلية حيث حدثت المأساة، تجمع الآلاف تلبية لدعوة عدد من المجموعات من أجل التنديد بـ”سياسات الهجرة المتجسدة بوحشية الشرطة وعسكرة الحدود”.
وجدد نشطاء في جمعيات لمهاجرين أفارقة بالمغرب الجمعة المطالبة بتحقيق يحدد المسؤوليات في فاجعة مقتل 23 مهاجرا أثناء محاولة اقتحام السياج الفاصل بين جيب مليلية الإسباني والمغرب، مشددين خلال تظاهرة في الرباط على “حرية التنقل”.
وشدد ائتلاف الجاليات الجنوب صحراوية في المغرب على “ضرورة إجراء تحقيق مستقل حتى يتسنى تحديد المسؤوليات”، وفق ما أوضح المسؤول في هذا الائتلاف محمدو ديالو الذي دعا إلى التظاهرة مدعوما من منظمات حقوقية مغربية.
ورفعت خلال التظاهرة التي حضرها ناشطون حقوقيون قبالة مقر البرلمان المغربي لافتات تطالب أيضا “بتحديد هويات الضحايا” وإبلاغ عائلاتهم، داعية دبلوماسيي بلدانهم في المغرب إلى المساهمة في ذلك.
– “دركي الاتحاد الأوروبي”-
وفيما تُعدّ مكافحة الهجرة غير النظامية ملفا أساسيا في التعاون بين المغرب وإسبانيا، تنتقد منظمات حقوقية ما تعتبره “دور الدركي” الذي يؤديه المغرب لصالح الاتحاد الأوروبي.
وتدافع تلك المنظمات عن حق المهاجرين باعتبارهم طالبي لجوء يسعون لحياة أفضل هربا من ظروف حروب أو مجاعات أو فقر.
وقال ديالو “أوروبا استعمرتنا وأخذت منا ما أخذت لتطور نفسها، إذا أردنا الهجرة إليها اليوم فمن حقنا ذلك”.
كما دعا دبلوماسيي البلدان المعنية إلى “تقديم المساعدات الضرورية” لـ”65 مهاجرا اعتقلوا بعد تلك المحاولة في الناظور، خلال محاكمتهم بتُهم بينها الدخول بطريقة غير شرعية للتراب المغربي” و”العنف ضدّ موظفين عموميين” و”التجمهر المسلّح” و”العصيان”.
يأتي ذلك بعد أسبوع على مصرع 23 مهاجرا خلال محاولة نحو ألفي مهاجر من دول إفريقيا جنوب الصحراء اقتحام جيب مليلية الإسباني الجمعة انطلاقا من الأراضي المغربية، وفق الحصيلة الرسمية للسلطات المغربية، بينما قال ديالو الجمعة إن “المعلومات التي نتوفر عليها تشير إلى مصرع 29 شخصا”.
في مدريد، رفع المئات شعارات تعود لحركة “حياة السود مهمة” وهتفوا “لا يوجد إنسان غير قانوني!” و”مناهضو العنصرية موجودون هنا!” و”الاتحاد الأوروبي مسؤول جنائي!” ورفعوا لافتات كتب عليها “الحدود تَقتُل”.
وقالت كارمن ريكو (77 عاما) “هذا البلد يخجلني”، مشيرة إلى أنها حضرت بعد هذا “الظلم الذي أسفر عن مقتل مهاجرين لأنهم كانوا يحاولون دخول إسبانيا”.
من جهته عبّر رينزو روبي (28 عاما) العامل في مجال النقل عن صدمته حيال “الصوَر على الحدود”. وقال “أنا أيضا مهاجر (…) لا تتوافر للجميع إمكانية الوصول بشكل قانوني إلى إسبانيا”، مبديا انزعاجه من إلقاء مدريد “اللوم” على دول مثل المغرب.
وقالت الطالبة إيفا رويز البالغة من العمر 24 عاما “ليس من الطبيعي أن يموت هذا العدد من الناس. نحن نتحدث عن أرواح بشر وعن أشخاص يفرون من الحرب ونقتلهم على الحدود”.
وعزت الرباط هذه الحصيلة غير المسبوقة من الضحايا إلى حوادث “تدافع وسقوط من السياج الحديد”، بينما اتهمت الأمم المتحدة المغرب وإسبانيا “باللجوء المفرط إلى القوة” داعية إلى “التحقيق” في ما جرى.