في “الذكرى الفضية” أو ما سمتها “اللحاسات” و”المصاصات” ب “25 سنة في ظل “العيش الكريم”.. صوت الشعب ينادي: “حلوا الحدود.. وربحو بها”.
بعيدا عن “تقطار الشمع” على “وثنيي” أقصد “وطنيي” آخر الزمان من عباد النظام الاستبدادي وخذام “البنية السرية” وردا على “تجيار” من فشل في تدبير مرحلة دقيقة في تاريخ البلاد والتي خلقت أزمات اقتصادية واجتماعية وأمنية يتخبط فيها يوميا بدون مزايدة أزيد من 30 مليون مغربية ومغربي (لا أتحدث هنا عن الفئة المستفيدة من الريع والفساد والتي لا تتعدى بضعة “صحافيين” وثلة من اليوتوبر وغياطة النظام داخل المغرب وخارجه ومعهم “النخبة السياسية” الانتهازية وحماة “مول الزرييبة” من قضاة وبوليس .. ألخ).
وبعيدا عن خرجات “الجعبورات” و”الطبالة” و”شياطة اسرائيل” وبوليس “عزرائيل” و”فنانات” النظام اللواتي تحولن إلى “صخافيات” اللواطي خبشي ومن معه و”محميات” القصر وزد على ذلك..
بعيدا أيضا عن “الحصيلة” الوهمية التي رسمها النظام لنفسه (شهد الذيب على قزيبتو) وهو يعلم حق اليقين سخط ملايين المغاربة عليه وعلى أيامهم السوداء في ظل “أمير” أناني ومتكبر (لا نتحدث عن تقبيل “ممثلين” ثم غسلهم مرات ومرات قبل لقاء “جلالته” تحت عدسات إعلاميي “عزرائيل”).
ولكي لا نتهم بمحاولة التشويش على “الوثنيين” في هذه الذكرى “الفضية” التي يطبل لها شرذمة من الانتهازبين الطامعين في “جالوقة” (وسام) أو مكان بين “قيوش” النظام، فلن نتحدث عن حال المستشفيات الكارثي والإدارات العمومية وسوء الخذمات التفضيلية وبطالة الشباب الذي ينتظر الهروب من الجهيم لانقاد ما تبقى لذيه من كرامة. كما لن نذكر المعانات المستمرة منذ سنة لساكني الدواوير المنكوبة أو ضحايا زلزال “اللعنة” ومكافحي الغلاء الذي أفقد أرباب الأسر كرامتهم أمام فلذاة أكبادهم.
طبعا، ومخافة من إغضاب وتعكير صفو “جراء” اليوتوب المرابطين” و”الوثنيين” من عباد “العظام” و”شياطة” حماته دفاعا عن لصوص “الوطن” فلن نتمنى الإفراج عن معتقلي الرأي وعن النقيب محمد زيان ولا عن القاضية المعتقلة أو الزملاء القابعين في سجون “خائن الوطن وعدوه الثائب” التامك. فلا مكان للإستعطاف أو الحقيقة في هذه الذكرى “الفضية” لفضح شطط “عصابة القضاء” و”مرتزقته” من صانعي المحاضر المفبركة بالتعذيب والتنكيل بأبرياء لا حول ولا قوة لهم.
أما بارونات المخذرات والشواذ ومختلسي المال العام فقد رفع عنهم القلم في هذا اليوم الجلل. كيف لا، وهم من يسدد فواتير “احتفالات” وأجور “اللحاسات” و”المصاصات” و”شياطة اسرائيل” و”فنانات” الليالي الملاح في هذه الذكرى الفضية. بهذه المناسبة نتقاسم مع “العصابة” حزنها على فقدان اليوتوبرز “الوثنية” التي استشهدت في “غزوة” فيلا رجل الأعمال. فلا نريد ازعاجهم من منتزهات شمال البلاد في انتظار قدوم “جلالة هولاكو” المعظم و”المعصوم” من الخطأ (المثلي المعصوم الوحيد في العالم لأن أمثاله يعانون من الإسهال المفرط جراء تدريبات بوزعيتر وأعوانه).
في هذه الذكرى تصدح أصوات الأعيان والحماة و”الفقهاء” بالتهليل والتبريك بينما الشعب يتأرجح بين الديون المتراكمة عليه وغلاء المعيشة والتهميش والاقصاء والبطالة وسوء الخذمات الطبية..ألخ. وكأن المغاربة هم اليوتوبرز ومتتبعيهم وأفراد “العصابة” الذين لا يشكلون قاطبة 3% من الشعب المعتقل هم ومتتبعيهم.
هنيئا لكم “الوثنية الفضة” وهنيئا لنا الوطنية الحقة..
احتفلوا بغنائمكم وما ملكت أيمانكم وسياراتكم وقصوركم واتركوا الشعب يحتفل بشهدائه ومعتقليه وقتلاكم. شهداء رحلوا من أجل الحرية التي سرقها ليوطي وأذياله ومعتقليهم من أبناء الريف والمقاومين الأحرار وفاضحي “العصابة”. أما قتلاكم فهم ضحايا الفاسدين وأبناءهم من مغتصبين ومجرمين وأطباء مستشفياتكم (وقانا الله شر زبارتها).
وبما أن اليوم “فضي”، دعونا نذكرم فقط بأن الوطنية الحقيقية بعيدة كل البعد عن تشجيع منتخب أو حضور سهرات موازين أو تقديس رموز وهمية لأن الوطن أكبر من أن يُختزل في أشخاص.. ما تقومون به اسمه “الوثنية”. صنعتم لأنفسكم أوثانا بشرية وعبدتموها. الوطنية ليست “قجعية” (نسبة لناهب المال العام فوزي لقجع) ولا “حموشية” وإنما هي حماية الشعب المغربي و الدفاع عن حقوقه المهضومة مهما كان الثمن.
فهنيئا للمناضلين وأحرار الوطن ذكراهم “الفضية” بعدما عرّضوا أنفسهم للسجن والقتل والنفي بسبب فضح الفساد المنتشر بالبلاد والذي فتك بالعباد. خرجات اليوتوب وفايسبوك لا تخفف من معانات الشعب ولا ترفع من أجوره الهزيلة كما لا توفر الأدوية في المستشفيات.. ألخ. الأموال المنهوبة من القروض الدولية ومن مساعدات وتبرعات المغاربة لإخوانهم في الحوز لن تعود لخزينة “الدولة” بنباح “الجعبورات” و”شباطة اسرائيل” أو حتى ب”تزحوين” المعتوه “طبال” لطيفة كل مساء وهو “يقلز” و”يحنقز”.
الوطنية الحقيقية لا تكمن في الدفاع في الخونة والمجرمين وناهبي المال العام بدعوى “الوثنية” أو في التطبيل لنظام فاسد خلقا وأخلاقا ودينينا.
واقع الحال مر .. واستمراره من المحال.
25 سنة من الطغيان والاستبداد تنضاف إلى عشرات السنين عاشها أجيال وأجيال في التمنى والأحلام الكاذبة. العمارات الجميلة والأسواق الباهرة والمطارات والطرق التي تتبجحون بها ليست لعامة الشعب وإن كانت لا تغطي سوى 15% من مساحة المغرب. المغربي الذي لا صوت له في يوتوب وفايسبوك والذي لا حظ له في “دروس الوطنية” اليومية لطباعة وغياطة “البنية السرية” هو ذاك الذي ينام ليلا ويتمنى ألا يستيقظ في الصباح لأن يوما شاقا ينتظره دون جدوى وهو الذي لا يرغب في العودة إلى منزلها كل مساء لأن ما كسبه بعد عناء طويل وإدلال “مول الشكارة” له (إن كان محظوظا) لا يكفي لسد دين الأمس عند بقال الحي أو الدوار.
المغربي الذي تتكلمون باسمه (وهو بريء منكم) هو الذي يطوف على الأصدقاء والجيران متوسلا مساعدتهم لاقتناء دواء أو تسديد فاتورة ماء وكهرباء.
ومن يتكلم عن حقوق 30 مليون مغربي يصير خائنا وعدوا ل”وطن” اغتصب من “بنية سرية” همها الوحيد توسيع قاعدة “المزاليط” وتجنيد “خونة” لإرهاب المناضلين وتخوينهم وشيطنتهم بينما يفترس “ولي الأمر” خيرات البلاد وملايير القروض الدولية.
أولا تستحون ؟ على من تكذبون ؟
صدق الزميل بوعشرين في افتتاحيته التاريخية ليوم 2 أكتوبر 2017: “أخطر شيء يمكن أن يقع في أي دولة أو نظام أو سلطة هو الجمود، وعدم القابلية للإصلاح، وعدم القدرة على التكيف، وإخراس أفواه الصحافة وجعل مصالح الأشخاص فوق مصالح الدولة، وجعل الحاضر ماضيا والمستقبل حاضرا.. (الحقيقة عابرة سبيل ولا أحد يستطيع اعتراض سبيلها)..”.
ولأن دوام الحال من المحال فقد لخص إيميل زولا الأمر قائلا: “مهما غطت الدول والأنظمة والحكومات على الحقائق في بلدانها، فلا بد أن يأتي يوم تظهر فيه إلى العلن، وتخرج إلى الشارع، سافرة الوجه، عارية الجسم تلقي بما في بطنها في وجه الجميع، أحب من أحب وكره من كره..”
وبهذه المناسبة “الفضية”، هل يقبل النظام و”البنية السرية” تحدي المرحلة؟
“حلوا الحدود “.. واتركوا الشعب يختار بين البقاء في “جنتكم الفضية” أو الهروب إلى “فردوس الديمقراطية”. أكيد إختيار الشعب تعكسه الاحصائيات الحقيقية لمشاركته في الانتخابات “الموجهة والمزورة” لأن المغاربة كرهوكم وكرهوا وطنهم بسبب سياسات الزبونية والمحسوبية وتقديس “المؤخرات” وحماية “الطغيان”.
تحية “فضية” للشعب المعتقل في “أجمل بلد في العالم”.
عبد الله بلعربي – دكار.