قصة صعود الرجل القوي بالمحيط الملكي بوحَمّة ( Bouhama ) الآمر والناهي في مغرب محمد السادس ، وأين يا ترى تذهب 10ملايير من الدولار من مداخيل المخدرات و6 ملايير من الدعارة ؟

Advertisement

فرحان إدريس…

لاشك أن أربعين مليون نسمة من المغاربة القاطنين بمختلف مدن وقرى المملكة وحوالي 6 إلى 10ملايين نسمة من مغاربة العالم تفاءلوا كثيرا بإعتلاء الملك محمد السادس العرش في شهر يوليوز 1999 ، وكانت مختلف طبقات الشعب المغربي تتمنى أن يكون هذا العهد الملكي الجديد عهد المصالحة الحقيقية بين أركان النظام الجديد والشعب المغربي بمختلف طبقاته ومكوناته..
لكن حين تسمع لحلقات إدريس البصري وزير الداخلية السابق في عهد الملك الراحل الحسن الثاني على قناة الجزيرة القطرية ، تكاد تصاب بسكتة قلبية مفاجئة جراء المعلومات الخطيرة التي سردها عن المحيط الملكي الجديد بقيادة الرجل القوي الذي سماه بالحرف ” بوحَمّة ” الذي قال عنه أنه أراد أن يرثه وهو على قيد الحياة ، وعلى رأسها بطبيعة الحال وزارة الداخلية وتشكيلاتها الأمنية والإستخباراتية ..
وكان ملفتا أن يقول في حواره الإعلامي الذي طال أربعة حلقات متتالية بأنه من حق ولى العهد محمد السادس أنذاك أن يرث عرش أبيه الملك المرحوم الحسن الثاني ويصبح ملكا ؛ لكنه طرح سؤال أساسي لماذا السيد ” بوحَمّة ” يصر هو الآخر أن يرث كل ماهو موجود في أرشيف وزارة الداخلية ، هذا الشاب المنحدر من قبائل الرحامنة المنحدر من مدينة ابن جرير الذي حصل على الإجارة في القانون العام وقضى سنتين في فرنسا لمتابعة الدراسات العليا ، شعبة العلوم السياسية لا أقل ولا أكثر ..
هذا الشاب من نخبة المدرسة المولوية التي درست مع الملك محمد السادس تولى التنسيق منذ سنة 1986 بين وزارة الداخلية بقيادة البصري وولي العهد أنذاك بأمر مباشر من الملك المغفور له الحسن الثاني ..
وبالتالي إضطلع على كل ملفات القمع والتعذيب والإنتهاكات الخطيرة لحقوق التي قامت بها الأجهزة الأمنية والإستخباراتية والعسكرية في العهد الملكي السابق .
ودرس قصص وأساليب وتشكيل الأحزاب السياسية الإدارية ، وكيفية تفكيك الأحزاب الوطنية الكبرى من الداخل ، لكن الجديد في العهد الملكي الجديد هو طريقة تصفية المعارضين السياسيين وأخص بالذكر الصحفيين والنشطاء الحقوقيين المنتقدين لأداء السلطالت العليا الجديدة ..
وكانت البداية ، كما هو معلوم مع الأستاذ أبوبكر الجامعي ورفاقه الذين أسسوا مجموعة من الصحف والمجلات الناطقة بالعربية والفرنسية ، بقيت لسنوات رمز الصحافة الإستقصائية المستقلة التي حققت شهرة منقطعة النظير بتحقيقاتها الميدانية الجريئة في بداية حكم الملك السادس..
مع الأسف ، هذه التجربة تم توقيفها بعد متابعات قضائية رغم الملايين من الدراهم التي تم إستثمارها في هذا النوع من الصحافة ، إضطر على إثرها الأستاذ أبوبكر الجامعي لمغاردة أرض اتجاه فرنسا بعدما وصلت الأحكام القضائية ضده لمبلغ مالي يقدرب 300 مليون سم ..
المفارقة العجيبة ، أن عملية القضاء على أول تجربة صحفية مستقلة كات بتواطئ مباشر من حكومة التناوب برئاسة القيادي الإتحادي الكبير عبد الرحمان اليوسفي الذي كان له دور حاسم في قتل رمز الصحافة المستقلة أنذاك بالمملكة ، بحكم أنه مؤسسيها كانوا ينتمون لليسار الراديكالي المعارض الذي لم يستطع المخزن من إحتوائهم …
رئيس الحكومة التناوب لم يكلف نفسه ولوطرح السؤال التالي ، أن إقبار أول تجربة صحفية مستقلة مزعجة للجهات العليا بتحقيقاتها الإستقصائية حول المعادن النفيسة الموجودة تحت الأرض في الجنوب المغربي المسيطر عليها من طرف شركات الهولدينغ الملكي ، ستكون البداية الحقيقية لإزاحته في سنة 2002 من المشهد السياسي المغربي بشكل دراماتيكي ، دون النظر ولو لحظة للخدمات الجليلة التي قدمها من أجل ضمان إنتقال العرش من الأب إلى الإبن في ظروف هادئة ومستقرة ..
صحيح ، أن القيادات السياسية والنقابية الإتحادية الكبرى المتمثلة في كل من اليازغي والراضي وفتح الله لعلو وغيرهم كانت لهم أيادي خفية في التنسيق مع المحيط الملكي الجديد من أجل تنفيذ المخطط الإنقلابي على أول تجربة ديموقراطية في تاريخ المملكة ..
وبيطبيعة الحال ، كانت اليد الخفية والمهندس الحقيقي لإبعاد المناضل الكبير اليوسفي من المشهد السياسي هو المدعو ” بوحمّة ” الذي أتي برجل الأعمال والتكنوقراطي إدريس جطو لترأس الحكومة سنة 2002..
عملية سياسية قديمة بوجوه جديدة لممارسة التحكم السياسي المطلق في الحكومة كما كان الحال في عهد الملك الراحل الحسن الثاني ..
هذا الموظف الذي كان يشغل كاتب الدولة في وزارة الداخلية كان بدأ في تشكيل حزب سياسي إداري جديد خليط من اليساريين الراديكاليين وبعض الوجوه الإسلامية سمي فيما بعد بحزب الأصالة والمعاصرة ..
وكان التمويل الأساسي لهذا الوافد الجديد على الساحة السياسية المغربية هو الإعتماد على مافيا العقار الجديدة التي ظهرت أول مرة بمدن الشمال وبمنطقة الريف على الخصوص وبالضبط بمدينة الحسيمة ونواحيها ، حيث إستطاعت في ظرف وجيز الإستحواذ على الآلاف الهكتارات بحجة المصلحة العامة
وهنا سيظهر اليد القذرة للرجل القوي بوزارة الداخلية وللعهد الملكي الجديد المدعو إلياس العماري ، الأمين العام السابق لحزب الجرار ، الذي كان يسيطر بشكل كامل على طرق تهريب المخدرات نحو إسبانيا ودول الإتحاد الأوروبي وإستطاع خلق أسوق دولية بأمريكا للاتينية ..
وحسب إحصائيات للمنظمات الدولة لمحاربة إنتشار المخدرات ، فإن مداخيل الدولة المغربية في العهد الملكي الجديد وصل سنويا لما يقارب 10 ملايير من الدولار لا أحد يعرف أن تذهب بالضبط ؟
لكن هناك قسط منها بطبيعة الحال يوجه للأجهزة الأمنية والإستخبارتية من أجل تقويتها وتحديثها بتكنولوجيا الإتصالات والتجسس وتكوين الموارد البشرية الموجودة داخل أرض الوطن وخارجه بها طبقا لمعايير دولية ..
عملية تقوم بها كل الأجهزة الأمنية والإستخباراتية الغربية الأوروبية منها والأمريكية وعلى رأسها كما هو متدوال في الأوساط الرسمية وكالة المخابرات الأمريكية المعروفة ب .سي أي .أي ” C.I.A ”
أسئلة عديدة تطرح حول خلفيات تأسيس حزب الأصالة والمعاصرة ؟ ولماذا السيد بوحمّة
( Bouhama ) إعتمد على العنصر الريفي في تشكيل هذا الحزب الإداري الجديد ؟ وأدار ظهره بالكامل لأبناء منطقته بالرحامنة الذين كانوا وراء خلق هذه الفكرة أصلا ؟ وللتذكير فقط فإن قبائل الرحامنة ينحدرون من شبه الجزيرة العربية وبالضبط من قبيلة بني الأحمرالموجودة جذورها في دولة اليمن الشقيقة ..
المعلوم ، أن جهة الشمال تعرف منذ الإستقلال إزدهارا كبير لتجارتي تهريب البضائع والمخدرات بين المغرب وإسبانيا التي تعتبر محط توزيع رئيسية للحشيش المغربي إتجاه دول الإتحاد الأوربي الأخرى ..وربما لهذا الغرض إعتمد مؤسس حزب الجرارعلى العنصر الريفي والإستثمارفي عناصره
، وجعلها في قيادة الحزب من أجل جبر الضرر عن ما لحق بها في خمسينات القرن الماضي من قمع وحشي من طرف جنرالات الملك الحسن الثاني ..
لكن الهدف الأساسي ، هو أنها كانت ماسكة بكل الطرق الدولية لتجارة المخدرات التي إستعملتها من أجل شراء الولاءات للعديد من القيادات الأمنية والإستخباراتية الموجودة حاليا في هرم هذه المؤسسات السيادية ..
جزء من هذه الملاييركان يوضع على شكل صناديق سوداء للمؤسسات الأمنية والإستخباراتية المسيطرة على تقاليد الحكم في العهد الملكي الجديد ..
ولهذا تجد السيد ” بوحمّة ” هو الآمر والناهي في مملكة محمد السادس نظرا لأنه ورث كل شيء عن وزير الداخلية السابق إدريس البصري ، مهندس سنوات الجمر والرصاص ، في عهد الملك الراحل الحسن الثاني ، وما الإنتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان والتجازوات الغيرالمسبوقة في مجال الحريات العامة ما هي نتيجة لأوامر مباشرة من الرجل القوي بالمحيط الملكي ..
خلاصة ، العهد الملكي الجديد بقيادة ” بوحمّة ” عرف بروز ظاهرة مافيا العقارات الغير القانونية في كل المدن والقرى المغربية وإرتفاع مهول للمساحات المزروعة للمخدرات بكل أنواعها ، بحيث كانت في العهد السابق تقدر ب 120.000 ألف هكتار والآن تضاعفت ، ومن يسيطر عليها بشكل كامل اليد القذرة السالفة الذكر ، ولا ننسى التقارير المهولة التي أصدرتها بعض المنظمات الدولية المختصة في محاربة الدعارة والإتجار بالبشر بمختلف العالم ، بحيث نشرت في إحدى تقاريرها السنوية بأن الدولة المغربية تجني أرباحا خرافية من صناعة الدعارة تقدر ب 6 ملايير سنويا ..
ولوأردت التأكد من هذه الظاهرة الإجتماعية الخطيرة ، فما عليك أن تقوم بدراسة ميدانية في دول الخليج ودول الإتحاد الأوروبي لتعرف كم عدد الفتيات المغربيات العاملات في هذا المجال …
مع الأسف ، لا يمكن تغطية الشمس بالغربال ، لأن ما يجري على أرض الواقع في كل المدن والقرى والجبال المغربية هو إنعكاس ومرآة لصورة هؤلاء الموجودين في الظل الذين فعلا يحكمون البلاد ويتحكمون في مصير العباد ..
وطبقا للمقولة المأثورة ” كما تكونوا يولى عليكم ” “ولا يغير الله بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ”
إنتهى الكلام …

يتبع..

للذكر المقال أرسلناه إلى : الديوان الملكي
…………………………..رئاسة الحكومة
…………………………..الأمانة العامة للحكومة
…………………………..رئاسة البرلمان المغربي
…………………………..رئاسة مجلس المستشارين
…………………………..رؤساء الفرق البرلمانية
…………………………..وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج..
…………………………..وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية المغربية
…………………………..الوزارة المنتدبة المكلفة بالمغاربة المقيمين بالخارج
……………………………رئاسة النيابة العامة بالرباط ..
……………………………المجلس الأعلى للقضاء
…………………………..مجلس الجالية
………………………….مؤسسة الحسن الثاني لمغاربة الخارج
………………………….الأمانات العامة للأحزاب السياسية المغربية
………………………….السفارات المغربية بالخارج ..
………………………….السفارات الأمريكية الموجودة في كل من ، الرباط ، وإيطاليا ، وألمانيا ،
…………………. وإسبانيا ، وفرنسا وبلجيكا وهولاندا …
…………………….. إلى المنظمة الحقوقية الدولية ..AmnestyInternational
………………………….مراسلون بلاحدود ..”RSF ”
………………………….(هيومن رايتس ووتش) Human Rights Watch

Advertisement
  1. Benyoucef Abderrahmane يقول

    Wa Spirou a Jeanine club smid Kafka hhhhh

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.