قصص وحكايات تهميش الباعة المتجولين بكل شوارع فاس أبطالها والي جهة فاس مكناس سعيد الزنيبر وأعوان السلطة المحلية ورئيس المبادرة الوطنية للتنمية البشرية الوالي الدروري وعمداء مدينة فاس شباط والأزمي والبقالي وكل رؤساء المقاطعات الستة ..
في سنة 2004 كان حميد فتاح رئيسا لمقاطعة سايس وعين رئيسا للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية بمدينة فاس ، وأول سوق دشنه في إطار المبادرة كان سوق السلام بعوينة الحجاج كانت سعته الإستيعابية 242 محل مع بناء 4 مراحيض وبقدرة قادر أصبح هذا السوق النموذجي وتحول إلى 484 محل بدون مرافق صحية علما أن الباعة المتجولين بعوينة الحجاج والنرجس مجتمعة لم يكن يتعدى عددهم 260 شخصا ، وكان بإمكان هذا السوق إستيعاب الجميع وكانت تكلفة السوق المادية لا تتعدى 90 مليون سنتيم دفعها البائعة المتجولين كلها 2530 درهم لكل واحد منهم ، لكن مع الأسف هذه أموال المبادرة لم تصرف بتاتا وتم نهبها بشكل كامل وسرقت من طرف والي الجهة وأعوان السلطة المحلية ..
وأتى الدور على سوق الصفاء 2003 الذي لم يفتتح لحد الآن الممول من طرف غرفة التجارة والصناعة والخدمات ومجلس الجماعة ، والذي أهمل وبدأ ينهار بسبب البناء المغشوش ، فرصدت له مبالغ مالية ضخمة على مر ولايتين متتاليتين الأولى في عهد عمدة العدالة والتنمية الأزمي الذي خصص 50 مليون سنتيم لترميمه لكنها كالعادة ونهبت وبقي على حاله ..
وفي دورة مارس الماضية بقيادة العمدة البقالي خصص المكتب التنفيذي لجماعة فاس 500 مليون سنتيم لإصلاح هذا السوق وإخراجه للوجود ، مع العلم أن مجلس العمدة اليزمي كان قد صرح بعدم هذا صلاحية السوق وكان قد أصدر قرارا إداريا بهدمه ، ما يطرح تساؤلات عديدة حول مصير 5 ملايين من الدراهم التي خصصت لإصلاح سوق الصفاء ؟؟
وفي عهد رئيس مقاطعة سايس بنحميدة القيادي المحلي لحزب العدالة والتنمية الذي كان عبارة عن دمية بيد باشا الملحقة الإدارية بسايس ، سعيد الساكت ، وتحديدا في عز أزمة كورونا بني سوق آخر عشوائي مابين سوق السلام والنوال ، وكانت هاته البقعة الأرضية محط إقتراح جمعيات الباعة المتجولين بإدماج الباعة الموجودين في كل في شارع التقدم وشارع السلام وحي النرجس وإنهاء حالة الفوضى والإقصاء لكن رئيس مقاطعة سايس بنحميدة رفض هذه الخطة بإيعاز من باشا سايس سعيد الساكت
أما فيما يخص مشروع العربات التي سلمت للباعة المتجولين في إطار تمويل المبادرة الوطنية للتنمية البشرية والتي أدى ثمنها هؤلاء مبالغ مالية يترواح مابين 2800 إلى 3600 درهم للفرد الواحد ، لكن هذه الخطوة فشلت بعدما كانت المشاورات مع جمعيات الباعة المتجولين تناقش معايير وحجم صنع العربات أي المقاييس التي تناسب المنتوجات المعروضة ، كالخضر والفواكه والملابس وغيرها وكان تعنت لصوص المال العام من أعوان السلطات الترابية تعمل ليل نهاروبكل الطرق الممكنة من أجل تحجيم وتصغيرأمتار العربات على مستوى الطول والعرض ..
طوال عملية التفاوض كان الهدف الأساسي لممثلي ولاية جهة فاس هو نهب فرق السعر والمصاريف ، مما أدى إلى فشلها وأجهضت المبادرة وتم سرقة أموال المبادرة والباعة المتجولين مجتمعة ، والآن العربات تركن كخردة بعين الشݣاݣ عند المقاول صاحب صفقة العربات تفوح منه رائحة الرشوة و الفساد ..
بالنسبة لسوق الرحمة وسوق الفتح بحي منفلوري هناك خروقات بالجملة ، لأنه تم تفويت محلات تجارية لمستشاري المقاطعة وخصوصا للنائب المكلف بالنظافة بمقاطعة سايس ،حيث أن هذا الأخير إستفاد من محلات بمنفلوري بسوق السلام مسجلة بأسماء أقربائه ،ولاننسى المستشارة عن حزب الأصالة والمعاصرة النائبة نويويرة القابعة حاليا بسجن بوركايز التي إستفادت هي الأخرى من محلين بمنفلوري بأسماء أقربائها..
الخطير في عملية التفويت هذه أن هناك محلات تجارية بيعت ببمبالغ مالية كبيرة في عهد الباشا سعيد الساكت والكاتب العام ميكو ورئيس مقاطعة سايس حميد فتاح الذي هو الآخر منح عدة محلات تجارية لبلطجية حزب الإستقلال الذين إشتغلوا معه في حملته الإنتخابية .
خلاصة القول ، أن والي الجهة سعيد الزنيبر وأعوان السلطة المحلية من قواد وبشوات هم الذين أجهضوا كل مشاريع الأسواق النموذجية بالمدينة ووتلاعبوا بالصفقات المتعلقة في بالعربات ، ونهبوا الملايين من الدرهم التي خصصت في إطار المباددرة الوطنية للتنمية البشرية ..
وهكذا بقيت دار لقمان على حالها بقيادة المسؤول الترابي الأول بجهة فاس الذي يرعى الفساد السياسي والمالي والإداري بجماعة فاس والمقاطعات الستة ..
ويبقى الضحايا الأوائل في مشاريع الأسواق النموذجية والعربات هم والباعة المتجولين الحقيقيين الذين تم إقصاءهم بشكل متعمد من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية التي يرأسها كما هو معلوم الوالي الدروري ونخص بالذكر الباعة المتجولين بحي النرجس الذين تجاهلهم وأقصاهم مسؤولي المبادرة الوطنية وهمشوهم ، ورغم أن هناك جمعية تحمل إسم جمعية السلام إشتغلت بمجهوداتها الفردية على مشروع قادر على وضع حد لإحتلال الملك العمومي بالنرجس ، وقدمت عدة حلول للخروج من الأزمة والوضعية المزرية التي تعيشها فئة الباعة المتجولين ، إلا أنها لم تجد أذانا صاغية وقوبلت بالرفض المطلق ..
للتذكير ، أن حي النرجس صنف ويعد كأكبر حي في القارة الإفريقية ، لكنه للأسف لايتوفر لا على أسواق للقرب أو ملاعب أو دور شباب أو مراكز نسوية رغم أن والساكنة ظلت طوال هذه السنين تطالب السلطات الترابية بتصحيح هذه الوضعية المزرية ولازالت تندد كيف تقابل نداءاتها المتككرة من طرف والي الجهة سعيد الزنيبر الذي يمارس سياسة الآذان الصماء التي لا تسمع ..
بالإضافة هناك إشكالية الباعة المتجولين بشارع محمد الخامس الذين كان بالإمكان إستيعابهم بسوق السعادة وتنتهي معانات أكثر من 16 سنة حيث تم إقصاءهم من قبل العصابة الإجرامية الإخوة الطواش الموجدودين حاليا في السجن بعد صدور أحكام قضائية ضدهم الذين كانوا تسلموا الإدارة العامة لسوق السعادة بموافقة والي جهة فاس مكناس حسب مصادر موثوقة من أعوان السلطة المحلية.
ويبدو أن محنة الباعة المتجولين المنتشرين في كل أحياء المقاطعات الستة ومعاناتهم لا تنتهي مثلا نجد فئة من هؤلاء بحي الرصيف المدينة القديمة التي قبل أسبوع سقطت فيها روح وجثة بائع متجول بباب سيد العواد الذي أراد نشر بضاعته بالمكان الذي يستعمل كموقف للسيارات غير قانوني الباركينغ ، الذي يتحكم فيه الملقب بمول السلسلة الذي يأخذ من أصحاب السيارات م التي تتوقف لبضع ساعات مبلغ مالي يحدده هو بشكل شخصي أمام أعين أعوان السلطات المحلية دون أي تفويض من رئاسة مقاطعة فاس المدينة يتحكم بدخول وخروج السيارات وأمام أعين السلطات ..
أسواق حي المصلى بالمرينيين بدورها تشوبها العديد من الخروقات بالجملة على جميع الأصعدة والمستويات التي خصصت لها هي الأخرى ملايين من الدراهم من الميزانية المخصصة من المبادرة الوطنية التي على يبدو نهبت بشكل كامل ، وبقي الأمر على ماهو عليه وبقي الباعة المتجولين يعانون الأمرين مع أعوان السلطات المحلية في شد وجدب وبقيت الأسواق العشوائية منتشرة بأحياء عين هارون وبن دباب وحي أݣادير ورميت (الكرارس) بمخازن المقاول بعين الشݣاك.
يعني ، أن والي الجهة سعيد الزنيبر هو المسؤول الأول عن فشل كل مشاريع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية سواء بجماعة فاس أو بالمقاطعات الستة لأن الملايين من الدراهم التي رصدت لها نهبت من قبل كل المسؤولين الترابيين بمختلف رتبهم الإدارية ..
يتبع ..
محمد الصادقي / المراسل / فاس /