قامت مديرية الأمن بالمغرب بتنظيم مباراة ليوم الأحد 16يوليوز الجاري ، وقد تقدم لإجتياز هذه المباراة ما يقارب 40 ألف شخص رغم عدم وجود أي إحصاءات رسمية.
وحسب معلومات موثوقة توصلت بها جريدة * الشروق نيوز 24 * الإلكترونية ، فإن فئة الأشخاص الذين إجتازوا الإختبار غالبيتهم من الموظفين العاملين بصفوف الأمن وغياب شبه كلي للمواطنين .. وحسب شهادات مستقاة من مختلف مراكز الإمتحانات فإن رجال الشرطة الذين إجتازوا الإختبارالكتابي ليس من أجل الحصول على رتبة افضل ، وإنما هربا من التعيين في حراسة الأشخاص المتبارين في هذا الإختبار بسبب العقوبات التي ينالها كل موظف شرطة تم إكتشاف حالة غش بين المتبارين الذين يحرصهم ، ولوتم الغش دون علمه وليس تسهيلا منه وبعد التصحيح الشكلي للإختبارات من طرف المكونين العاملين سواء بمعهد الشرطة أو بالمدارس التابعة له يتم إستدعاء الموظف الذي كان يحرس ، ويتم الإستماع إليه في محضر ثم يتم إشعاره بعقوبة إدارية ظلما وعدوانا ودون أدلة إتباث ، ولا يستطيع الدفاع عن نفسه ، ولا من يدافع عنه في مواجهة الظلم الذي يتعرض له من طرف المسؤول بالإدارة المركزية.
للعلم ، أنه في كل سنة يبدأ رجال الشرطة بتقديم طلبات إجتياز إختبار درجة أعلى رغم عدم نيتهم في النجاح مخافة الحراسة، فيقوم بكتابة إسمه فقط على ورقة الإمتحان لتسجيل الحضور لأن أي موظف تقدم لإجتياز الإختبار ولم يحضر في يوم الإمتحان دون مبرر يستمع إليه وينال عقوبة إدارية بتهمة التهرب من الحراسة ، ومهما تكون مبررات الغياب وسواء حضر أو لم يحضر فإن العقوبة لا محالة للموظف منها.
العقوبات الإدارية تاج لابد أن يوضع على رأس كل موظف شرطة، سواء فعل الشيء ، أو لم يفعله وسواء تم الفعل بسوء أو حسن نية لا بد له من ذلك.
ومن هنا قد تقوم مديرية الشرطة بإحصاء اوراق الإمتحان المكتوب عليها إسم الموظف فقط دون إجابته على الأسئلة ، أو حتى وإن أجاب على بعضها دون البعض أو أجاب عليها كلها ، ولم يوفق في النجاح قد ينال عقوبة لعدم تفوقه في النجاح ، فأحداث غريبة تحدث في هذه الإدارة تجعل المرء لا يتوقف عن الضحك والإستهزاء بمسيريها.
ويمكن أن يستنتج من ضعف عدد المواطنين العاديين الذين إجتازوا المبارة الأخيرة ، أن المواطن المغربي أصبح يعي جيدا ما يتعرض له موظف الشرطة من ظلم وطغيان وحرمان من الحقوق وشطط في إستعمال السلطة من طرف الحموشي الذي يعتبر نفسه أسمى وفوق القانون، و أن تقارير حادث فرار رجال الشرطة إلى الخارج وإستقرارهم هناك والإستقالات اليومية لرجال الشرطة من هذا الجهاز وتزايد حالات الإنتحار في صفوفهم زاد من صب الزيت على النار..
ورغم التعتيم الإعلامي المطلق عن هذه الأحداث ، فإن المواطن وبفضل وسائل التكنولوجيا أصبح مطلعا عن كثب عن ما يتعرض له موظف الشرطة من إنتهاكات خطيرة وجسيمة لحقوقه من طرف المدير العام الحموشي وأركان النظام المتستر عن هذه الجرائم أمام أعينه، كما أن الموطن وعى بشكل جيد أن مهنة الشرطة في المغرب ليس كما يروج لها إعلاميا من تحقيق إستقرار أسري وتوفير عيش كريم ، وإنما مهنة الإستعباد دون توفر أدنى شروط العيش الكريم .
ومن غرائب الإمتحانات التي إجتازها ممتحنوا مهنة الشرطة هي المواضيع التي أختبر فيها.
وحسب شهادات حية للعديد من المرشحين ، فإن المواضيع في المتناول إلا أنها تبقى محل نقاش خاصة أن مهنة الشرطي تتطلب مجهودا بدنيا ونفسيا وليس مجهودا فكريا، فإن موظف الشرطة ليس له الحق أن يفكر أو يعطي رأيا في أي موضوع ، وأن المسؤولون هم من يفكرون مكانه وبشكل تسلسلي من طبيعة الحال والرأي والتفكيرالأخير يبقى للحموشي ، وأي قرار إتخذه الموظف بمفرده ولو كان صائبا سيجزى عليه بعقوبة إدارية لا محالة بتهمة عدم إحترام السلم الإداري ناهيك إن لم يكن صائبا قد يذهب الأمر التقديم إلى العدالة ويزج به في السجن.
وعجائب إمتحان هذه المهنة لا ينتهي حسب إفادة أحد المتبارين، فإن أحد الموظفين المكلفين بالسهر على تنظيم الإمتحان سأل من يريد الإختبار في المادة الثانية بإحدى اللغات الأجنبية الثلاث ( الفرنسية أو الإنجليزية أو الإسبانية ) ، وظنا منهم مادام أن الموظف إستفسرهم عن اللغة الأجنبية الراغبين للإختبار بها بأن الأسئلة ستكون مكتوبة بتلك اللغة ، وسيسهل قراءتها وفهمها، فيختار كل ما يفهمه من لغة، و أثناء حصة إختبار اللغة الأجنبية دخل موظف بلباس أنيق وله شارب كثيف ، وبدأ يملأ عليهم الأسئلة باللغة الفرنسية ويثلعثم ويتهجى الحروف ، فصاح كل من في القاعة أننا اخترنا اللغة الإنجليزية وليس الفرنسية ، فأخبرهم أن الأسئلة باللغة الفرنسية وعليهم كتابتها وفهمها ثم تحرير الموضوع باللغة التي إختاروها ، فطلبوا من مسؤول آخر ترجمة السؤال حتى يفهموه ويقومون بكتابة الموضوع فوجدوه هو أيضا لا يستوعب شيئا ، وبدأ التسلسل في الإستنجاد إلى أن وجدوا من يفك اللغز ويشرح الأسئلة للإجابة عليها .
وهنا فكان حري بواضع أسئلة الإمتحان أن يراعي أن الجميع ليسوا سواسية في فهم أي لغة ، وكان من الواجب ترجمة الأسئلة قبل يوم الإختبار لكي لا تحصل هذه المهزلة .
وبذلك أن ما تدعيه الإدارة المركزية للأمن الوطني من نهج سياسة ضخ دماء جديدة وكفاءات عالية ليست إلا خزعبلات، وأن مهنة الشرطي كما تمت الإشارة إليه لا تتطلب مجهودا فكريا ومعرفيا أكثر مما تتطلب من مجهود نفسي وبدني، ولا يعاب على رجل الشرطة أنه بدأ يتهجى قراءة الحروف لأن رجل الشرطة نادرا ما تجده يتابع دراسة أو يطلع على كتب نظرا لكثرة إنشغاله دون فائدة.
يتبع ..
موظف شرطة /
ح . هـ . /