قفة رمضان إهانة كبيرة وإذلال للشعب المغربي ، أين الثروة ؟ ،أين مداخيل الفوسفاط بالملايير؟ ، أين عائدات مناجم الذهب بمدن الجنوب المغربي والثروة السمكية الموجودة على طوال 3500 كلم ، والثروات الطبيعة الأخرى ؟ أين تذهب هاته الملايين الدولارات ؟

Advertisement

فرحان إدريس…

حين يشاهد المرء منظر السيد المهيدية والي جهة طنجة الحسيمة تطوان ، وهو في جولة لتوزيع قفة رمضان على العائلات والأسر الفقيرة بالجهة يتذكر التهديدات التالية الموجهة لقادة الحركة الإحتجاجية بالفنيدق التي كانت تطالب بأدنى الحياة الكريمة : حيث قال بالحرف الواحد إن الدولة قادرة على الضرب بيد من حديد ولم تعد تتفهم الإحتجاجات المستمرة ، وأنه لا يمكن لي دراع الدولة ..وخذوا الدرس مما حدث في الحسيمة سنة 2016 …
هذا المسؤول الأول عن وزارة الداخلية بالجهة يكشر عن أنيابه حين تطالب الساكنة بحقها في التشغيل والحياة الكريمة ، وفي رمضان المبارك الكريم يصبح حملا وديعا يوزع المساعدات الإجتماعية على الفقراء بالجبال والقرى البعيدة ..
إذا كانت فعلا الدولة المغربية تريد تقديم المساعدات الإجتماعية للفقراء من الشعب المغربي ؟ ، لماذا هذا التشهير بهؤلاء المواطنين المغلوب على أمرهم في القنوات العمومية المرئية منها والمسموعة ؟ وعلى صفحات الجرائد الورقية والمواقع الإلكترونية المقربة من الجهات العليا ؟ كيف يعقل أن يشاركوا في تزويع قفة رمضان التي لا يتعدى ثمنها 150 درهم الممثلين عن الإنعاش الوطني ووزارات الصحة والأوقاف والشؤون الإسلامية ولجنتي من القوات المسلحة الملكية والدرك الملكي ؟
الغريب ، أن الأسر المعوزة التي توصلت بالقفة الغدائية ، السلطات المغربية كانت منعت أبنائها من ممارسة التهرب المعيشي لأكثر من سنة ، الذي كان يضمن الحياة الكريمة لشريحة واسعة من سكان الشمال ..
هذا الفقر المذقع ، المنتشرفي مدن جهة طنجة الحسيمة تطوان كان ممكن القضاء عليه بشكل نهائي لو فتح التوظيف في وجه شباب الشمال بالميناء المتوسطي بشكل عادل ، “أورو ميد ” لكن سياسة باك صاحبي وصاني عليك في منح فرص الشغل زادت الطين بلة .. لماذا الدولة المغربية تشرع لسياسة التسول من أجل لقمة العيش بين أوساط الطبقات الفقيرة ؟
والحال ، أن المغرب يتوفر على ثروات طبيعية مختلفة البحرية منها المعدنية والنفيسة في جوف الأرض وفي قاع البحر تسيطرعليها اللوبيات الإقتصادية المقربة من المؤسسة الملكية ..
لو كانت الدولة حريصة على السلم الإجتماعي ؟ لوفرت فرص الشغل لما يقارب الثلثي من الشعب المغربي الذي يعيش بأقل من دولار واحد حسب آخر الإحصائيات لإحدى المنظمات الدولية ..
لهذا ،هناك مثل صيني مشهور ” لا تعطيني سمكة بل علمني كيف أصطاد ” كفى من الإستخفاف و إحتقار الفقراء في هذا الوطن الغني بالثروات المتعددة الموجودة تحت أرض وفقها وفي باطن البحر ، فعوض إعطاء القفة ، على الدولة المغربية بمختلف مؤسساتها توفير مناصب العمل لشباب الأسر الفقيرة ليضمنوا بها حياة كريمة ، وهذه هي القفة الحقيقية طيلة السنة وليس مرة واحدة في السنة ..
فعلا القفة الغدائية ” الصدقة ” في رمضان الكريم إختراع مغربي 100/100… وهي ليست في متناول كل فقير فهناك ترسانة من الوثائق و الأوراق التي على الفقير تقديمها للجهات المختصة تثبت أنه فقير حقيقي وليس مزور حتى يحصل على القفة العجيبة !
إستغلال فقر الناس إهانة لكرامتهم بقفة لا تغني ولا تسمن من الجوع مرة واحدة في الشهر واحد فقط ، كأنه يأكل شهر واحد من 11 شهر..الأولى تدبير وتوفير فرص العمل الكريمة للطبقات الفقيرة من الشعب المغربي من أجل أن يعيشوا بكرامتهم عوض هذا السيناريو المحزن في كل شهر من رمضان..
مع الأسف ، مشاهد تدمي القلوب حين ترى المسؤولون يستمتعون ويتلذذون بمشاهدة أبناء الأسر المعزوة يتهافتون ويتسولون هذه الصدقات ..ولاننسى أن الأعوان السلطة من قياد والباشوات يأخذون الرشاوي وتطغى الرشوة والمحسوبية في توزيع المساعدات الإجتماعية ، لدرجة أنه في كثير من الأحيان تعطى لغير مستحقيها ، وتبقى قفة رمضان إهانة كبيرة للمواطن المغربي الفقير..
قفة رمضان أصبحت لعنة نتيجة تجويع الفقراء في ظروف لا إنسانية ، ونقل مأساتهم على القنوات الرسمية و غير الرسمية ، علاوة على إستغلال البطون الفارغة لأغراض سياسية بخلفية دينية رخيصة .
فقراء المغرب لا يحتاجون إلى عشرة من الدقيق العادي و 5 كيلو من الزيت ونصف كيلو من الشاي وأربعة كيلوغرامات من السكر ..
فقراء المغرب يحتاجون لمن يرفع عنهم الظلم الإجتماعي بإقرار عدالة إجتماعية حقيقة، بدل الإستثمار السياسي البغيض لأحوالهم المأساوية . فقد وقع عليهم الظلم مرتين الأولى ، سلبهم حقهم في العيش الكريم و الثانية ، توظيفهم في خدمة أجندة سياسية ومعروف من يحترف هذه الحرفة المقيتة ..
لذلك فأحوال هؤلاء الفقراء لن تتغير لكونهم خزان إنتخابي ، هذا الوضع أنتج حكومة العدالة والتنمية الثانية ،حكومة العار اللاكفاءات ، التي أجهزت على القطاعات الخدماتية المرتبطة بالمواطن المسحوق أصلا ، وهي سياسة هدفها توسيع دائرة الفقر لتشمل فئات عريضة ما دامت الطبقة الوسطى قد إلتحقت بالطبقة الفقيرة في المجتمع ..
قفة رمضان إهانة كبيرة للمغاربة في الوقت الذي تصرف فيه الملايير سنويا على المهرجانات والإنتاجات التلفزية التافهة وغير ذلك …
للعلم ، أن الملك محمد السادس في شهر أبريل 2018 كان قد تبرع بملبغ 2 مليون أورو لإصلاح كاتدرائية نوتردام بباريس ، يقال فيها ” الله ثالث ثلاثة ولا تعترف برسالة النبي محمد صلى اللع عليه وسلم ” ..
المغربي أصبح مغتربا في وطنه ولا يشعر حتى أنه في وطن ، لأن الوطن له شروط وبيئة نفسية داعمة قبل التجليات المادية وفرص تحقيق الذات ، المغرب في خطر والكل شارد ، بل الحقيقة المرة أن الحكومة تكذب وتصدق كذبتها ، وهذا لن يكون في مصلحة أحد ، سوى أن البعض سيكون في مزبلة التاريخ ، والتاريخ لن يرحم السفهاء الذين يحرقون هذه البلاد لأجل إستبداد فارغ يرهن البلاد والعباد لمزيد من التخلف والإنحطاط ، بينما المخلصين من الوطن يقفون متحسرين أمام الأمم التي يحترم فيها المواطن كإنسان ، تجدها تبرهن كل يوم عن إنجازاتها في جميع المجالات وتشاهد بأم العين قوتها وتمكنها في الأرض على الصعيد الإقليمي والدولي ..

يتبع..

للذكر المقال أرسلناه إلى : الديوان الملكي
………………………………رئاسة الحكومة
………………………………الأمانة العامة للحكومة
………………………………وزارة الداخلية
………………………………رئاسة البرلمان المغربي
………………………………رئاسة مجلس المستشارين
………………………………رؤساء الفرق البرلمانية
………………………………وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج..
………………………………وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية المغربية
………………………………الوزارة المنتدبة المكلفة بالمغاربة المقيمين بالخارج
………………………………رئاسة النيابة العامة بالرباط ..
………………………………المجلس الأعلى للقضاء
………………………………مجلس الجالية
………………………………مؤسسة الحسن الثاني لمغاربة الخارج
……………………………….السفارات المغربية بالخارج ..
………………………………السفارات الأمريكية الموجودة في كل من ، الرباط ، وإيطاليا ، وألمانيا
…………………….. وإسبانيا ، وفرنسا وبلجيكا وهولاندا …
………………………….. إلى المنظمة الحقوقية الدولية ..AmnestyInternational
……………………………..مراسلون بلاحدود ..”RSF ”
………………………………(هيومن رايتس ووتش) Human Rights Watch

Advertisement
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.