كرونولوجيا محمد السليماني ، من سائق للفنان خالد بناني وبنادري في فرقته الموسيقية ، إلى سمسار للعديد من نواب وكلاء الملك بالمحكمة الابتدائية بفاس ومنظم حصري للسهرات الماجنة لهم في إحدى الشقق الموجودة قرب محطة الأداء القديمة للطريق السيار ..
هل قدر مدينة فاس أن يحكمها ارذل القوم من تجار للمخدرات وممارسي القوادة وسماسرة لنوال وكلاء الملك وللسيارات المستعملة والأراضي الغلاحية ؟؟ سؤال يطرحه ما يقارب مليونين من ساكنة العاصمة العلمية؟؟
خلال التحقيق الميداني عن من هو محمد السليماني الحوتي الحسيني رئيس مقاطعة أكدال الموجودة ب ما يعرف ” La Ville “؟؟ يتفاجأ الباحث كيف أن هذا السياسي الأمي بدأ حياته المهنية كسائق للفنان الشعبي خالد بناني وبنادري رئيسي في فرقته الموسيقية .
وكيف إنتقلت حياته رأسا على عقب حين تعرف على احد اكبر نواب وكلاء الملك بالمحكمة الابتدائية بفاس ؟؟
لدرجة ، انه أصبح أكبر سمسار للعديد من نواب وكلاء الملك في العديد من القضايا التي تمت تسويتها مقابل الملايين من سنتم . هذه الثقة المتزايدة التي حصل عليها من أغلبية قضاة الواقف او الجالس سواء بالمحكمة الابتدائية او الإستئناف بفاس جعلته طوال هذه السنوات يحظى بتنظيم لهم سهرات ماجنة يومي السبت والأحد آخر كل أسبوع يكون فيها كل انواع الخمر والويسكي وبحضور بائعات الهوى والجنس الجميلات . بحيث أصبح إسمه يتداول بقوة بين ساكنة فاس من رجال الأعمال والمال وتجار المخدرات الذين لديهم قضايا معروضة لدى أجهزة النيابة العامة والقضاء . وهذا ما يجعله يتعرف على فريد امغار الكاتب الجهوي السابق لحزب الأصالة والمعاصرة الذي كانت لديه مشاكل كبيرة مع إخوته في الإرث . وهنا سيتدخل محمد السليماني بسبب علاقاته المتشعبة مع احد نواب وكلاء الملك الأقوياء بالمحكمة الابتدائية بفاس المعروف انه كان يذهب بين الفينة والأخرى لممارسة هويته المفضلة صيد الخنازير البرية في الأحراش بضواحي جهة فاس .
ولما ربح السيد فريد امغار شركة حنيني والشوكولاتة بفاس قضية الإرث ضد إخوته فتحت أبواب حزب الاصالة والمعاصرة للسيد محمد السليماني ، بحكم أن الكاتب الجهوي السابق لحزب الجرار تلريفي الأصل الذي كان يتمتع بعلاقات قةية بالقيادي الكبير ، الامين العام السابق للحزب والمسؤول المالي الحموتي. ولهذا تم منح الكتابة الإقليمية للسيد محمد السليماني الرئيس الحالي لمقاطعة أكدال..
ولا ننسى الدور الكبير الذي لعبه خالد التايقي مدير السابق للبام في مجلس المستشارين الذي كان يرأسه القيادي الريفي الآخر حكيم بنشماس ..
وهذا ما يفسر كيف نشطت بقوة مافيا العقار بالعديد من الجماعات الحضرية والقروية بجهة فاس التي توجد فيها أراضي الجموع والأملاك السلالية .
ولهذا يعتبر محمد السليماني أحد الوجوه الخفية لعصابة السطو على الملك العمومي بتواطئ كما هو معلوم مع احد نواب وكلاء الملك الذي جمع ثروة مالية ضخمة عن طريق تقنين عمليات بيع وشراء لأراضي الجموع ، والتي كان من وراءها دائما القيادات الكبرى من حزب الاصالة والمعاصرة، بداية من إلياس العماري وحكيم بنشماس والحموتي وغيرهم من زعماء الصف الأول ..
آلاف من الهكتارات تم شراؤها من مالكيها الأصليين بأثمنة بخصة بحجة المصلحة العامة .
فما حدث من نزع للأراضي في بداية الألفية في مدينة الحسيمة تتكرر نفس العملية في جماعات قروية بجهة فاس ،نموذج جماعة عين الشقف التي يوجد فيها البرلماني حسن بلمقدم، المدعو شيبوب. ودائما تجد قيادات محلية وجهوية من حزب الاصالة والمعاصرة وراء السطو على أراضي الجموع والأملاك السلالية . وغالبا ماتكون هذه العمليات الغير الفانونية محمية من طرف أعوان السلطة من قياد وباشوات ومسنودة بشكل قوي من طرف نواب وكلاء الملك والقضاء الجالس..
وهذا يفسر الثراء الفاحش الذي في السنوات الأخيرة على بعض نواب وكلاء الملك بالمحكمة الابتدائية بفاس الذين يملكون فيلات ضخمة موجودة في أرقى الأحياء بمدينة فاس ، حي كاليفورنيا على سبيل المثال .
بلغة أوضح ، في مدينة فاس إذا اراد المرء أن يصبح زعيم سياسي المفروض عليه ان يمارس القوادة الإجتماعية او سمسار لمسؤولي القضاء الواقف أو الجالس او يكون من كبار تجار المخدرات.
فالسيد محمد السليماني بدأ مسيرته كسائق للفنان الشعبي
خالد بناني وبنادري في فرقته الموسيقية ليصبح مع مرور السنين من أكبر سماسرة نواب وكلاء الملك بالمحكمة الابتدائية والإستئناف بفاس..
السيد الوكيل العام للملك لدى محكمة الإستئناف ، الدكتور رشيد تاشفين ،الذي إتخذ قرار جريء في الأشهر الماضية جلب العديد من نواب وكلاء الملك الذين تدور حولهم شبهات الفساد المالي بالمحكمة الإبتدائية وجلبهم للعمل تحت اعينه بمحكمة الإستئناف، لكنه ترك الرأس الأكبر الذي لديه علاقات وثيقة ومتشعبة مع كبار زعماء مافيا العقار التي إستحوذت منذ بداية سنة 2010 على آلاف من الهكتارات من أراضي الجموع والأملاك السلالية..
خالد حجي / الرباط..