كيف أصبحت التنيبقية الإقليمية لحزب التجمع الوطني للأحرار في عهد المساعد الطوبوغرافي رئيس الجماعة القروية اولاد الطيب المعروف بالترحال السياسي ؟؟ من الإستقلال، إلى الأصالة والمعاصرة، إلى الأحرار..
في قراءة نقدية وتحليلية للتنسيقية الإقليمية للتجمع الوطني للأحرار بفاس في عهد المساعد الطوبوغرافي ، رئيس الجماعة القروية اولاد الطيب ، المعروف بترحاله السياسي.بين الأحزاب الوطنية والإدارية..
هذا السياسي الذي لا يتعدى مستواه الدراسي الإعدادي، بدأ مشواره السياسي في حزب الإستقلال تحت قيادة العمدة السابق لفاس، حميد شباط ، حين كان هذا الأخير الحاكم السياسي والنقابي الأوحد بجهة فاس..
ويمكن إعتبار الأمين العام السابق لحزب الميزان، هو صانع المنسق الإقليمي الحالي لحزب الحمامة حين كان عضوا بالكتابة الإقليمية لحزب الإستقلال في بداية الألفية…
لكن يبدو، أن هذا السياسي القروي أراد أن ينقلب على سيده وولي نعمته في المشهد السياسي المحلي بفاس ، وحين فشل في مؤامراته السياسية توجه للإنضمام لحزب الأصالة والمعاصرة, الذي كان يعتبر انذاك الحزب الإداري الجديد الذي فاز في الإنتخابات المحلية التي أجريت في سنة 2009..
هذا المساعد الطوبوغرافي أراد أن يسلك نفس المسار السياسي لحميد شباط، من أجل الوصول لحكم العاصمة العلمية بحكمه هو الآخر ينحدر من أصول قروية..
لهذا إرتمى في حضن حزب التراكتور ، بحكم أن كل المؤشرات السياسية في ذلك الوقت كانت تفيد بأنه سيفوز في الإنتخابات البرلمانية لسنة 2011..
والدليل الحي على هذا التوجه، هو أن كل الأعيان المحليين والجهويين الموجودين بالمدن والقرى إنضموا لحزب صديق الملك كما يقال..
حماية مصالحهم المادية وثرواتهم الخيالية التي راكموها طوال سنوات من نهب المال العام ، كان هو الهدف الرئيسي من هذا الترحال السياسي..
لكن هبوب رياح الربيع العربي سنة 2011 في العديد من الدول العربية من ضمنها، المغرب الذي وصل فيه حزب العدالة والتنمية لرئاسة الحكومة لأول مرة في التاريخ السياسي للمملكة..
حزب المصباح تصدر المشهد السياسي المغربي لمرتين متتاليتين من سنة 2011 لغاية سنة 2021..
وعلى إثر هذا الإنقلاب السياسي الذي حدث سنة 2016 عقب الإنتخابات البرلمانية لسنة 2016 ، والبلوكاج السياسي ، الذي دام ستة أشهر إنتهى بتعيين الرجل الثاني في حزب المصباح، الدكتور سعد الدين العثماني رئيسا للحكومة يسيطر فيها حزب التجمع الوطني للأحرار على كل الوزارات الإقتصادية والمالية المهمة ، رغم أنه حصل فقط على 36 نائب برلماني..
هذه التحكم السياسي في الحكومة الثانية للعدالة والتنمية ، جاء بعد تعيين رجل الأعمال والمليادير ، عزيز اخنوش ، رئيسا جديد للأحرار خلفا لصلاح الدين مزوار ، عقب الهزيمة السياسية المدوية التي تلقاها بعد الإقتراع الشعبي المباشر لشهر نونبر 2016..
حكومة كان يديرها من وراء الستار المحيط الملكي عن طريق الرئيس الجديد للأحرار، الذي بدأ المخزن بخطوات ميدانية لتحضيره ليكون رئيس الحكومة المقبل لسنة 2021..
كان الهدف الرئيسي من حكومة العثماني من خلال القرارات السياسية والإقتصادية والإجتماعية، هو تفكيك القاعدة الشعبية لحزب المصباح مع مرور الخمس السنوات، من أجل أن يصل للإنتخابات البرلمانية لسنة 2021 وهو خاوي من الرصيد الشعبي..
وبما كل المعطيات السياسية بعد الإنقلاب السياسي الذي حدث سنة 2016 ، كانت تشير بأن حزب التجمع الوطني للأحرار بقيادة المليادير عزيز هو من سيفوز بالإستحقاقات الإنتخابية المقبلة ، وهو الذي سيترأس الحكومة المقبلة..
ولهذا بدات حملة جلب كل الأعيان المحليين والجهويين المعروفين بترحالهم السياسي بين الأحزاب للترشح بإسم الحزب..
وبما أن القيادة المركزية الجديدة للأحرار لا تريد النخب والمثقفين في كتاباتها الإقليمية والجهوية ، بدأت عملية تهميش واسعة لكل المناضلين الشرفاء للحزب على الصعيد المحلي الجهوي.. الوطني..
وفتحت الأبواب الأعيان الفاسدين، وبما أن جهة فاس مكناس كان يرأسها الأستاذ الجامعي والوزير السابق محمد عبو الذي كان على خلاف كبير مع التوجه السياسي لرئيس الأحرار الجديد، تم تعيين رئيس الجماعة القروية لاولاد الطيب كمنسق إقليمي جديد للحزب بجهة فاس ، الذي كان لوقت قريب قيادي محلي وجهوي لحزب الأصالة والمعاصرة بجهة فاس.
هذا التعيين أعتبر بالنسبة لتيار الكاتب الجهوي السابق الدكتور محمد عبو كاف لتقديم إستقالته من الحزب ، الذي يعد والده الحاج عبو من المؤسسين الأوائل له صحبة عصمان..
يعني، أن الدخلاء على حزب الأحرار أصبحوا أصحاب القرارات سواء على الصعيد المحلي أو الجهوي أو الوطني في عهد الرئيس عزيز أخنوش..
وفعلا، إستقالة الكاتب الجهوي السابق للأحرار بجهة فاس ، صاحبها مغادرة طوعية وإستقالات جماعية لكل القيادات النخبوية ، من دكاترة ومحامين وأساتذة جامعيين ، والمناضلين الشرفاء الذين تم تهميشهم من طرف المنسق الإقليمي للتجمع الوطني الحالي..
ومن بين الوجوه البارزة التي غادرت الحزب، السيد محمد الأزمي الحسيني، الحاصل على الدكتوراة في الكيمياء بفرنسا، والذي كان عضوا بارزا في الحزب بجهة فاس، والذي سبق له أن شغل لسنوات مدير ديوان وزير التجارة والصناعة السابق الدكتور محمد عبو، وهو الآن المدير الجهوي لمعهد التربية والتكوين بجهة فاس مكناس..
الأستاذ هشام أغشوي المحامي بهيأة فاس الذي كان يعد من المناضلين الأقوياء داخل حزب الأحرار بالعاصمة العلمية ، حاصل على ماستر العلوم الجنائية..
حمزة بن عبد الله الإطار الكبير والمستثمر في مجالات عدة ومالك فندق صوفيا، ويعتبر من القياديين الكبار للحزب بفاس..
الأستاذ جواد عبيد ، استاذ التعليم الثانوي التأهيلي، والأستاذ بمعهد Ematic للصحافة والإعلام…
بطبيعة الحال ، هناك قيادات عديدة مثقفة غادرت الحزب ، بمجرد أن تقلد المساعد الطوبوغرافي رئيس الجماعة القروية لاولاد الطيب للتنسيقية الإقليمية للأحرار..
مجمل القول، أنه كانت هناك مغادرة طوعية لكل القيادات النخبوية والكفاءات الأكاديمية والقيادات السياسية، التي لديها تاريخ سياسي طويل في العمل السياسي داخل حزب الحمامة..
والكل يتصور بمن سيعوض سياسي لا يتعدى مستواه الدراسي الإعدادي هؤلاء الكوادر، ولعل الجميع شاهد بأم عينيه نوعية وأشكال الحاضرين في المؤتمر الإستثنائي الذي عقد يوم السبت الماضي…
نور الدين الزياني / هولاندا..